بتـــــاريخ : 11/9/2008 2:01:26 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1347 0


    ذِكْر القرآن في بعض المواضع الأنبياء بلا ترتيب

    الناقل : heba | العمر :42 | المصدر : www.dar-alifta.org

    كلمات مفتاحية  :

    الشبهة

    جاء في القرآن الكريم قوله تعالى : { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ } [ الأنعام 84 : 86 ]
    فكيف ذكرت الآية هذه الأسماء بلا نِظَام ولا ترتيب ، فنجد فيها تقديمًا وتأخيرًا في ترتيب الأسماء ، وهذا الترتيب مخالف للترتيب الزمني المعلوم قبل نزول القرآن الكريم بمئات السنين ؟ !
    ولِمَ لَمْ يُذْكر إسماعيل بعد إسحاق عليهما السلام مباشرة ، بل تأخر ذِكْره عنه ، والمعلوم أنهما ابنا سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وفي عَصْرٍ واحد ؟ !
     

     
    الرد عليها
    مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية
        هذه الآية تُعدِّد أنواع نِعَم الله على إبراهيم عليه السلام جزاء على قيامه بالذَّبِّ عن دلائل التوحيد فالمقصود بالآية بيان كرامة إبراهيم عليه السلام بحسب الأولاد وبحسب الآباء ، وليس مقصود الآية ترتيب الأنبياء بحسب الزمان ؛ لأن الواو لا تقتضى الترتيب ، فهي لِمُطلق الجمع فتعطف الشيء على مُصاحبه ، وعلى سابقه ، وعلى لاحقه ، كما هو من مقررات اللغة العربية التي هي لغة القرآن .
     
    الحكمة من عدم ترتيب أسماء الأنبياء ترتيبا تاريخيا في الآية :
        " لعل الحكمة التي دعت إلى هذا الترتيب هي أن الله تعالى خصَّ كل طائفة من طوائف الأنبياء عليهم السلام بنوع من الكرامة والفضل ، فذكر أولاً نوحًا وإبراهيم وإسحاق ويعقوب ؛ لأنهم أصول الأنبياء وإليهم ترجع أنسابهم جميعًا .
        ثم ذكر بعد النبوة من خُصَّ بالملك والقدرة والسلطان ، وقد أعطى الله داود وسليمان من ذلك حظًّا وافرًا .
        ثم من المراتب الصَّبر عند نزول البلاء والْمِحن والشدائد ، وقد خَصَّ الله بهذه أيوب عليه السلام .
    ثم عطف على هاتين المرتبتين مَنْ جمع بينهما ، وهو يوسف عليه السلام ؛  فإنه صبر على البلاء والشدة إلى أن أعطاه الله مُلْك مصر مع النُّبوة .
        ثم من المراتب المعتبرة في تفضيل الأنبياء عليهم السلام كثرة المعجزات وقوة البراهين ، وقد خصَّ الله تعالى موسى وهارون من ذلك بالحظ الوافر .
        ثم من المراتب المعتبرة الزهد في الدنيا والإعراض عنها ، وقد خصّ الله بذلك زكريا ويحيى وعيسى وإلياس - عليهم السلام - ولهذا السبب وصفهم بأنهم من الصالحين .
        ثم ذكر الله بعد هؤلاء الأنبياء مَنْ لم يبق له أتباع ولا شريعة ، وهم : إسماعيل ، واليسع ، ويونس ، ولوط ".(1)
          وأما القول بأن الآية لم تذكر إسماعيل بعد إسحاق -عليهما السلام- مباشرة بل تأخر ذِكْره عنه ، والمعلوم أنهما ابنا سيدنا إبراهيم عليه السلام ، وفي عَصْرٍ واحد؟
    الجواب : المقصود بالذكر هنا أنبياء بني إسرائيل وهم بِأَسْرِهم أولاد إسحاق ويعقوب ، أمَّا إسماعيل فإنه لم يَخْرج من صُلْبِه أحدٌ من الأنبياء إلا محمدًا صلى الله عليه وسلم .
     
     

     
     
    الهوامش:
    ---------------------------
    (1) تفسير الخازن ، المسمى : لباب التأويل في معاني التنزيل (2/156) بتصرف.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()