بتـــــاريخ : 8/3/2010 5:40:15 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1510 0


    السيدة زينب في عهد جدّها الرسول

    الناقل : SunSet | العمر :36 | المصدر : www.holykarbala.net

    كلمات مفتاحية  :


     

    السيدة زينب في عهد جدّها الرسول


    إن الذكاء المفرط ، والنضج المبكر يمهدان للطفل أن يرقى إلى أعلى الدرجات ـ إذا استغلت مواهبه ـ وخاصةً إذا كانت حياته محاطة بالنزاهة والقداسة ، وبكل ما يساعد على توجيه الطفل نحو الأخلاق والفضائل .
    بعد ثبوت هذه المقدمة نقول :
    ما تقول في طفلة : روحها أطهر من ماء السماء ، وقلبها أصفى من المرآة ، وتمتاز بنصيب وافر من الوعي والإدراك ، تفتح عينها في وجوه أسرتها الذين هم أشرف خلق الله ، وأطهر الكائنات ، وتنمو وتكبر وتدرج تحت رعاية والد لا يشبه آباء العالم ، وفي حجر والدة فاقت بنات حواء شرفاً وفضلاً وعظمة ؟ ! !
    وإذا تحدثنا عن حياتها على ضوء علم التربية ، فهناك يجف القلم ، ويتوقف عن الكتابة ، لأن البحث عن حياتها التربوية يعتبر بحثاً عن الكنز الدفين الذي لا يعرف له كم ولا كيف .
    ولكن الثابت القطعي أنها تربية نموذجية ، وحيدة وفريدة .
    وهل يستطيع الباحث أو الكاتب أو المتكلم أن يدرك الجو العائلي المستور في بيت الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام ؟
    لقد روي أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قرأ قوله تعالى : «فـي بيـوت إذن الله ان ترفع ويذكـر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال . . . » (1) فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله أي بيوت هذه ؟
    فقال : بيوت الأنبياء .
    فقام إليه أبوبكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها ؟ وأشار إلى بيت علي وفاطمة .
    فقال النبي : «نعم ، من أفضلها» (2).
    ويجب أن لا ننسى أن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ـ الذي أعطى المناهج التربوية للأجيال ، وأضاء طرق التربية الصحيحة للقرون ـ لابد وأنه يبذل إهتماماً بالغاً وعنايةً تامةً في تربية عائلته ، ويمهد لهم السبيل حتى ينالوا قمة الأخلاق والفضائل .
    وخاصةً حينما يجد فيهم المؤهلات والإستعداد لتقبل تلك التعاليم التربوية .
    ومن الواضح أن السيدة زينب ـ بمواهبها واستعدادها النفسي ـ كانت تتقبل تلك الأصول التربوية ، وتتبلور بها ، وتندمج معها .
    وأكثر إنطباعات الإنسان النفسية يكون من أثر التربية ، كما أن أعماله وأفعاله ، بل وحتى حركاته وسكناته ، وتصرفاته وأخلاقه وصفاته نابعة من نوعية التربية التي أثرت في نفسه كل الأثر .
    إذن ، فمن الصحيح أن نقول : إن السيدة زينب تلقت دروس التربية الراقية العليا في ذلك البيت الطاهر ، كالعلم ـ بما في ذلك الفصاحة والبلاغة ، والإخبار عن المستقبل ـ ومعرفة الحياة ، وقوة النفس وعزتها ، والشجاعة والعقل الوافر ، والحكمة الصحيحة في تدبير الأمور ، واتخاذ ما يلزم ـ من موقف أو قرار ـ تجاه ما يحدث .
    بالإضافة إلى إيمانها الوثيق بالله تعالى ، وتقواها ، وورعها وعفافها ، وحيائها ، وهكذا إلى بقية فضائلها ومكارمها .
    وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يغمر أطفال السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعواطفه ، ويشملهم بحنانه ، بحيث لم يعهد من جد أن يكون مغرماً بأحفاده إلى تلك الدرجة .
    وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ إذا زارهم في بيتهم أو زاروه في بيته ـ يعطر خدودهم وشفاههم بقبلاته ، ويلصق خده بخدودهم .
    ويعلم الله تعالى كم من مرة حظيت السيدة زينب (عليها السلام) بهذه العواطف الخاصة ؟ !
    وكم من مرة وضع الرسول الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم) خده الشريف على خد حفيدته زينب ؟ ! وكم من مرة أجلسها في حجره ؟ !
    وكم من مرة تسلقت زينب أكتاف جدها الرسول ؟ !
    ويؤسفنا أنه لم تصل إلينا تفاصيل أو عينات تاريخية تنفعنا في هذا المجال ، وحول السنوات الخمس التي عاشتها السيدة تحت ظل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) سورة النور ، الآية 36 .
    (2) البرهان في تفسير القرآن ، للسيد هاشم البحراني ، عند تفسير الآية الكريمة .


    المصدر : كتاب / زينب الكبرى من المهد الى اللحد / محمد كاظم القزويني


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()