بتـــــاريخ : 6/28/2010 2:57:47 AM
الفــــــــئة
  • الســــــــــياحة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1378 0


    رحلة مصورة مع بركان النماص الخامد

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : ليان الامورة | المصدر : forum.brg8.com

    كلمات مفتاحية  :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    لو ارتقيت جبال النماص السعودية والمطلة على تهامة ( الشعف ) ستراه أمامك من بعيد
    يزاهيك طولا ويزاحم الغيم السابح في الأفق
    إنه ( تهو ) أو تهوي بلغة أهله
    جبل شامخ برأسه في السماء لا يخشى غير من صنعه سبحانه


    وقبل التفكير في زيارته نظرت إليه عبر البرنامج الشهير ( Google Earth )
    وملأني العجب عندما تيقنت بأنه فوهة لبركان خمد منذ زمان بعيد
    لم أستشر خبيرا ولا عالما في البراكين فالصورة واضحة جدا وجربوا لو تشاهدونها
    وقررت أن أصعد تلك الفوهة وأصورها على أقدامي مهما كلفني ذلك لأن كل من سبقوني صوروها من الطائرة
    ......
    وقبل أن يستفيق الفجر وصلنا أسفلها فإذا بها جبل أسود مكفهر الوجه عابس لا يبتسم لشي
    كنت في كل لحظة أرى فيها قمته تتهاوى نفسي خجلا منه لأنه عزيز جدا على من حدث نفسه بصعوده
    وبدأت السيارة ترتقي طريقه وكأنها مثلنا خائفة فهي قوية وذات دفع رباعي وهمتنا عالية ولكن الجبل أصعب من كل شي
    ونحن في مكان ألآ عودة
    وحين بدت السماء تتوشح الفجر كنت أرى منازل بيضاء صغيرة معلقة على زوايا الجبل
    فزادتني ذهولا وعزيمة
    فكيف وصلوا هناك .. وكيف بنوها في تلك المنحدرات المرعبة .. ولماذا أصلا بنوها هناك
    وبقينا نسرح في كل التفاصيل المنبثقة رويدا رويدا مع شعاع الفجر
    وأحيانا أشعر أن الطريق ليس للسيارة بل هو مجرى سواقي المطر
    فنكاد ننقلب يمينا أو شمالا وحتى خلفنا ــ وياساتر أستر ــ
    كان كل شي جميل إلا الطريق
    فيه رأيت الأرانب والحشرات الغريبة ورأيت القنفذ لأول مرة في حياتي
    وبعض البوم العائد بين الذاهبين .. فيومنا بدأ ويومه إنتهى
    وحين أطلّت الشمس برأسها بين زحام الجبال وصلنا نهاية الطريق .. أو قل نهاية الساقية
    وعندما نظرت للأعلى وجدت نفسي لا أزال في خاصرة الجبل وكل ماقطعته من مسافة لم يكن سوى اليسير
    وبقي الصعب وربما المستحيل
    .
    .
    كنت أصور كل شي بلهفة وجشع الأطفال ..!!
    أصور ذلك البيت ثم تطير من أمامي فراشة فألحقها .. ثم يقاطعني عصفور زاهي الألوان
    فأنسى الفراشة وكأنني طفل وجد نفسه فجأة في محل ألعاب كبير
    يختار هذة ثم يسقطها ويأخذ الأخرى حتى يجد أجمل منها وهكذا
    وعندما عقدنا العزم على الصعود لم نجد جبلاً فقد كانت صخرة كبيرة وكبيرة جدا
    فالمنازل فيها كنقاط بيضاء في صفحة سوداء ..
    مميزة وصغيرة والجبل أسود يميل إلى الحمرة أحيانا وإلى الزرقة أخرى
    أذهلني كثيرا .. وكل شي أراه يملأني بالرهبة
    وحين بدأنا نستعرض عضلاتنا في صعودة .. إكتشفنا كم نحن ضعفاء
    جبل كلة صخرة ملساء وسوداء ..
    تسطع فيه الشمس الحارقة فلم أعد أدري هل الشمس فوقي أم تحتي
    وبين كل خطوة وخطوة يتحرك شي تحت أقدامي ..
    زواحف وحشرات وأشياء لم أراها حتي في البرامج
    وحتى النباتات تشعرك بشي مرعب فكلها .. تلتصق بك وتتشبث بملابسك
    ولم نكد نمشي على تلك الصخرة حتى غمرتنا حرارة تهامة ــ وما أدراك ما حرارتها ــ
    فانثنينا مهزومين أمام جمال نراه بأعيننا ولكننا نشعر بشي آخر

    .
    .
    .


    قال لي بعض من سكنوا تلك المنازل قبل عقود لأنها الآن مهجورة
    يقول: أنهم كانوا لايربون الغنم لأنها لا تستطيع العيش هناك
    واستعاضوا عنها بتربية الماعز
    ومن طريف وعجيب ما قال أن الأطفال يظلون مربوطين في البيوت حتي سن الخامسة
    ــ تخيلوا ــ
    لأن زلة قدم بسيطة ستزهق روحة ..
    وأنا أصدّقه في كلامه لأنني رأيت المكان وتمنيت لو أربط نفسي أحيانابالجبل حتى لا أسقط
    ولكن ليس كل تلك السنين .













    دمتم بود

    منقول

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()