بتـــــاريخ : 5/18/2008 7:15:17 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 969 0


    هل يجلب المزيد من المال السعادة؟

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : ترجمة \يوسف وهبانى | المصدر : www.lahaonline.com

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة حياة

    في أغلب الأحيان يفكر الموظف بأن سعادته سوف تكتمل إذا جاءته زيادة مفاجئة في راتبه الشهري، وأنه سوف يقضي إجازة سعيدة أو سوف يشتري فستاناً جميلاً أو حلية ذهبية رائعة لزوجته وهكذا.....الخ.. وتختلف اهتمامات كل فرد، وكل فرد يتمنى أن ينال شيئاً، فإذا نال ما تمنى فهل هذا يعني أنه سوف يصبح سعيداً طوال وقته؟

     

    في دراسة حديثة أجرتها مجلة العلوم جاء فيها أن الدخل يلعب دورا كبيرا في إضفاء السعادة على الفرد، ولاسيما أن كثيرا من الناس يعتقد أنه إذا نال مزيدا من المال فسوف يكون دائم السعادة والابتسام،  وربما يتفرغ أكثر للرفاهية وقضاء أوقات تسلية أكبر، أي يمتاز بالمزاج الفرح والمتفائل.

     

    ولكن الغريب في الأمر أن معظم أصحاب الأموال يكونون في توتر دائم، أمزجتهم حادة، ولا يقضون وقتا يذكر في أداء الأنشطة المبسطة والخاصة بالرفاهية.

    وفي دراسة حديثة أجريت في عام 2004م حيث أجرى بعض العلماء دراسة حول قياس المزاج الشخصي لعدد من أفراد الشعب، وتكونت عينتهم من نحو 909 سيدات من النساء العاملات لكي يعملن على تسجيل مشاعر المرأة العاملة لكل الأيام التي سبقت ذلك اليوم.

     

     ولقد ركزت الدراسة على النساء؛ لأنها تبحث عن فريق متجانس بحيث يسهل التعامل معه، وربطت هذه الدراسة بين زيادة الدخل أو الراتب وبين معدل قياس المزاج اليومي لكل عامله.

    وجاءت النتائج أن اللاتي يتقاضين رواتب اقل من (20) ألف دولار يقضين أوقاتاً أكثر وبنسبة تزيد نحو 32% من أولئك اللاتي يتقاضين أكثر من 100 ألف دولار.

     

    وفي الحقيقة أن اللاتي يتقاضين أقل من (20) ألف دولار يقضين نحو 12% من أوقاتهن في الترفيه أكثر من أولئك اللاتي أكثر منهن راتبا، ويرى البعض أن هذا الرأي يغالي كثيرا وأن المعدل ليس مرتفعا هكذا كما يزعمون.

    وعزز العلماء دراساتهم بدراسة أخرى كانت عام 2005م، وكانت أيضا العينة من النساء، وفي هذه المرة لم يسجلوا مشاعرهن وانطباعاتهن عن الحياة فقط، وإنما حاولوا تسجيل انطباعاتهن ومشاعرهن اليومية أي يوما بيوم ولحظة بلحظة

     

    ولقد جاءت النتائج أن الذين يتمتعون بدخل أكبر كانوا أقل استمتاعا بأوقاتهن من أولئك الذين يتقاضين دخلا أقل منهن.

    وأوضحت الدراسة أن كل النساء تعتقد أن الدخل الزائد أو الأكبر سوف يجلب لهن السعادة المفقودة، ولكن ازدياد هذا الدخل ربما يجعل المزاج في حالة جيدة لفترة محددة، ومن ثم يعود كما كان سابقا، لأن الإنسان بطبعه طموح فإذا نال الزيادة فإنه سرعان ما يمني نفسه بزيادة أخرى وهكذا.

     

    وهنالك حكمة تقول: "كلما كان العمل روتينيا كلما قل عامل التسلية والترفيه".

    وقد قام فريق العلماء برئاسة العالم كروجر بمراجعة وفحص جميع المعلومات التي تخص مكتب العمل الإحصائي ليدرسوا مقياس مزاج ومشاعر فئات العاملين المختلفة، ووجدوا أن الذين ينالون دخلا أكبر لا يستمتعون بأوقاتهم كأولئك الذين لهم دخل أقل.

     

    ووجدوا أن الذين ينالون دخلا أكبر، يخصصون أوقات أكبر للعمل والإنتاج، العناية والرعاية بالأطفال، زيارة الأسواق والتسوق، أي أنهم يعيشون دوما في مستوى ضغط عال، بينما يعيش الذين ينالون دخلا أقل في مزاج شبه معتدل.

    وحسب ما جاء بالإحصاءات الحكومية أن الرجال الذين يتقاضون أكثر من (مائة ألف دولار) كدخل سنوي ينفقون نحو 20% من أوقاتهم في الراحة والترفيه بجانب مزاولة الأنشطة الرياضية ومشاهدة التلفاز وزيارة الأصدقاء.

     

    أما أولئك الذين يقل دخلهم عن (20) ألف دولار، فإنهم ينفقون نحو ما يقارب 34% من أوقاتهم في الترفيه والتسلية وزيارة الأصدقاء.

    وحسب ما جاء بهذه الدراسات وما تتسبب فيه زيادة الدخل من مشكلات، فإن كل فرد يحاول بشتى الطرق رفع مستوى دخله، وبالتالي فإنه يدخل تحت طائلة الذين يشملهم المزاج العكر، حيث إن الشخص ذا الدخل المرتفع يرى في لحظات الأنس والفرح مضيعة لساعات وقته الغالي، وأن الساعة التي يقضيها ضاحكا مع أصدقائه تساوي مبلغا باهظا من المال، ولهذا فإنه يقلل من أمثال تلك اللقاءات...

     

    همسة:

    بعد قراءتي لهذه الدراسات جميعها، والتي تؤكد أن المال لا يجلب مزيداً من السعادة، قررت أن أحاول منذ اليوم تقليل دخلي الشخصي حتى أنضم لمعتدلي المزاج!...

     

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة حياة

    تعليقات الزوار ()