بتـــــاريخ : 3/9/2009 1:56:11 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2184 0


    ~ أستــاذتي : أرجــوكِ أريـــد أن أنــــــــــــام : ساعديني !, لكل المربيات ، معلمات و أمهات بل و أخوات !

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : قلب الأمة | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    للتو ألقيت عباءتي بعد عودتي من الدوام مُثقلة بهموم طالباتي !


    اليوم كان جدا ً ممتع _ ككل ساعاتي معهن _


    و يزيد ارتياحي رغم التعب المعتاد للدوام إقبال قلوبهن الصغيرة نحوي

    و طلبهن نصحي بعفوية و براءة !



    ::


    من بداية الاسبوع


    و أول حصة دخلت عليهن فيها

    قفزت أمام وجهي صغيرتي ( ريما )

    أستـــــــــــاذة : أرجــــــــــــــوك ِ أريد أن أنــام !!!!!


    نعم ؟ ! ماذا يا ريما ؟


    أريــــــــــــــد أن أنــــــــــــــام !!



    ::



    :
    :

    أقبلت على الصف و هممت بالدخول للصف

    وقبل السلام و لم أكد أصل عند باب الصف

    إذا بها تقفز إلي ّ ببنيتها الصغيرة اللطيفة

    و على قسمات وجهها الأسى و بكل لهفة و رجاء

    هَتَفَت :

    أستـــــــــــاذة : أرجــــــــــــــوك ِ أريد أن أنــام !!!!!

    أستــاذة : أنا منذ زمن لم أنم !

    كيف أنام أنا تعبت !


    كان سؤالها مفاجأة !


    و أسلوبها جعلني أشفق عليها !


    لكن كان لابد علي ّ أن أشرح درسي

    فقلت لها : نهاية الدرس بإذن الله أستمع لك ِ و أجيبك حبيبتي .


    و كأني صببت على قلبها ماء ً باردا فقالت :

    حسنا ً يا أستاذة وهو كذلك !


    ::


    شرحت درسي يومها و لم يسعفني الوقت للإجابة عليها

    و كانت كلما التقت عيني بعينها في الصف شعرت بأساها !


    انتهت الحصة و حين هممت بالخروج

    من مقعدها الخلفي نادتني :

    أستــــــــــــاذة : أين الجواب ؟ كيف أنام ؟



    قلت لها : معذرة يا حلوة فالوقت انتهى ، لا بأس أن تأتيني وقت فراغك لأجيبك


    ::


    بعد الدرس مباشرة و كنت أستريح في غرفة المعلمات

    فإذا بطارق يطرق الباب ، نظرت فإذا بها صغيرتي قد لحقت بي !

    أستــــــــــاذة : ممكن أحدثك خارج الغرفة ؟ (( بعيد عن أسماع المعلمات ))

    ابتسمت لها و خرجت لأريح قلبها الصغير المرهق !


    ::

    اسمعي يا ( ريما )

    أخبريني أولا ً هل تشعرين أن هناك سبب يجعلك لا تنامين ؟!

    فكرت هنيهة ثم قالت : لا أذكر !

    قلت لها :

    لعله أثر الإجازة و تعودك على السهر يجعلك لا تستطيعين تنظيم وقتك جيدا ً الآن ؟!

    قالت : أنا كنت أسهر ، لكن بعد ذلك صرت أنام باكرا ً ..!


    قلت : هل تنامين وقت الظهيرة بعد العودة من المدرسة ؟

    قالت : نعم ،،

    قلت : إذن يا ريما اليوم جربي أن لا تنامي وقت الظهيرة

    انشغلي بالمذاكرة و سيمضي الوقت ، و بعد العشاء مباشرة نامي

    ستكوني مرهقة جدا ً و بإذن الله سيزورك النوم .



    فكرت قليلا ً ،، ثم قالت : حاضر يا أستــاذة .

    ثم سألتها : هل تقرئين الأذكار قبل النوم يا ريما ؟

    قالت : لا ..!

    فابتسمت و قلت : إذن هذا هو السبب يا ريما !

    فقالت : لكني فقط أقول الدعاء (( دعاء النوم ))

    قلت : ممتـــاز جدا ً ، و قبلها اقرئي آية الكرسي و المعوذات

    و أواخر سورة البقرة و لا تنسي سيد الاستغفار ، ثم توسدي شقك الأيمن .


    و بإذن الله ستنامين .


    و كأني رأيت البهجة على محياها .

    وقبل أن تغادرني قلت لها :

    إذن اتفقنا ، اليوم جربي الخطوات التي قلتها لك ِ

    و غدا ً أخبريني بالنتيجة
    قالت : حسنا ً يا أستاذة ، شكرا ً لك ِ


    شعرت بشيء من الراحة لقبولها و دعوت الله لها .


    و انتهى الحوار الأول

    :


    :

    :
    ::

    في اليوم التالي

    و بعد السلام على زهراتي الحلوات

    إلتفت ّ إلى ريما و كأني أنتظر منها النتيجة !


    و لم أنتظر طويلا ً فقد هتفت صغيرتي :

    أستـــــــــــاذة : لقد نمت !!

    قلت : ممتـــــــــــــــاز ,, هل فعلت ِ ما أخبرتك ِ

    (( وسط دهشة الطالبات فهن لا يعلمن ما دار بيننا من حوار ))


    قالت ريما : لا يا أستاذة  عدت من البيت و لأني لم أنم الليلة السابقة

    لم أستطع المقاومة ، نمت الظهر 5 ساعات !

    ثم صحوت و نمت ليلا مرة أخرى 5 ساعات !!



    قلت لها : ريما أهكذا اتفقنا ؟ أين العزيمة ؟

    ثم قالت : أنا نمت لأني كنت لم أنم قبلها ، لكن لو أردت النوم الطبيعي فلا يأت

    قلت لها بابتسامة : بإذن الله ستنامين .


    و قامت الطالبات كل واحدة تخبرني بساعات نومها و كيف تنام و غيره .


    و بدأت درسي و انتهى الأمر

    و لم أزد ريم على حلي السابق .



    لاحظت أن ريم تشكو حالها هذا لعدد من المعلمات !!


    كلما دخلت عليهن معلمة أخبرتها الخبر !

    أريد أن أنــــــــــــــام !



    سبحان الله ، رغم أنها لا تنام كما يجب إلا أنه لا يبدو عليها الخمول في الصف

    بل هي اللهم بارك من أكثر الطالبات نشاط ! !



    مضى يومان ،، و نسيت الأمر ،،



    :: ما أثـــــــــــارني و جعلني آتي لكن هنا و اخبركن الخبر هو الحوار الآتي ::


    :
    :

    :
    :

    في حصة القرآن المحببة لي و لهن (IMG:
    style_emoticons/default/smile.gif)


    بدأت في شرح الآية 30 من سورة الشورى :

    (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفوا عن كثير ))


    الكل كان يصغي للشرح فهي حصة حضور الملائكة معنا (IMG:
    style_emoticons/default/smile.gif
    )


    فبدأت بالشرح و قلت لهن :

    المعنى العام للآية يا حبيبات هو /

    أن ما يبتلي الله به عبادة في الدنيا من مصائب

    إنما هو من كسب أيديهم ، أي بسبب أعمالهم من ذنوب و معاصي

    فالله يمهل و لكن لا يهمل !

    فيجب علينا الحذر من المعصية حتى نتجنب المصائب و آثارها !


    (( فهو شرح بسيط يتناسب مع سنهن الصغيرة / خامس ابتدائي ))



    رفعت مها يدها و سألت سؤال :

    أستاذة ، أنا مرضت في أحد الأيام مرض شديد

    فقال لي أخي : أن هذا المرض لأن الله يحبك !!

    قلت لها : وما أدراه أن الله يحبك ؟ !

    قالت : هو يقول أن المرض ابتلاء لمن يحبهم الله !


    قلت يا صغيرتي : هذا الكلام صحيح لكنه ليس عام !

    يعني : الله سبحانه يبتلي المستقيم و العاصي !

    فالمستقيم زيادة له في الدرجات إن صبر و شكر

    و العاصي : تنبيــــــــــــــه له من الله أن احذر يا إنسان فأنت تعصيني و أنا المنعم عليك !!


    رأيت شيء من علامات الدهشة على وجوههن الصغيرة

    فقالت مها : كيف أعرف يا أستاذة إن كانت المصيبة أو البلاء الذي ابتلاني به الله

    لأنه أحبني أو لأني مذنبة ؟
    !


    قلت : يا مها ، كل إنسان أعلم بنفسه !

    تأملي يومك خلال الـ 24 ساعة و أنت ِ فطنة تعرفين الصواب من الخطأ

    و انظري ،، إن كنت ِ ممن يطيع الله في كل حال فأبشري ،

    و إن كنت ِ ممن يطيل الذنب و لا يتوب و لا يستغفر _ و الذنوب في اليوم كثيرة

    مثل سماع الغناء أو النظر لمحرم كالأفلام الغير لائقة و الغيبة و النميمة و غيرها _

    فالمصيبة هنا تحذير و تنبيه لتعودي

    إلى الله و تستغفريه .!


    :

    كل هذا الكلام موجه إلى مها إجابة على سؤالها

    وهي تسمع باهتمام و الطالبات يستمعن بنفس اهتمام مها .



    :


    و يأتي دور ( ريما ) الذي شدها الحديث لترفع يدها و تقف مُخبرة :


    أستــــــــــــــــــــــــــــــــــاذة

    إذن أنا عرفت لماذا لا أنـــــــــــــــــــام
    !!


    هي مصيبة و ابتلاء من الله لأنه عندي سلوكين خاطئين أقوم بهما في يومي

    لا يمكنني تركهما و أظن أنه سبب عدم قدرتي على النوم !!!!!!!!!!



    اتجهت إليها مستبشرة أن كانت فطنة للحديث


    قلت لها : ما هما ؟ ! _ إن أردت ِ ذكرهما الآن _


    ترددت ، ترددت

    ثم قالت : سأخبرك الآن ، هما :

    الأغاني و الأفــــــــــلام !!

    أنا يا أستاذة 24 ساعة أسمع الأغاني حتى إذا أردت تصفح الانترنت

    أضع السماعات في أذاني و أسمع ،

    وكذلك أشاهد الأفلام الأجنبية لكن !!

    لكن ماذا يا ريما ؟

    لكن لو كان هناك لقطات غير لائقة في الفلم أغلق الجهاز !!!!

    قلت في دهشة و ألم : وما أدراك ِ أن هناك لقطة قادمة غير لائقة ؟ !


    قالت : ( ........ أعذروني عن ذكر إجابتها حــاليــا ً ..... ) !!


    و ارتسمت علامات الدهشة على وجوه طالباتي !


    فقالت :

    أنا يا أستـــــــــــــــــــاذة لا أنـــــــام لأني أبقى أفكـــــــــر !!


    قلت : آآآآ يا ريما ، إذن أنت ِ تفكرين في الاغنية التي سمعتيها

    و الفلم الذي رأيتيه ؟ !!!



    قالت و قد أطرقت برأسها : نعـــــــــــــــــــــــم !!!


    /

    :

    :

    دقّ الجرس

    و هممت بالخروج و قد تدثرت الأسى الذي كانت تحمله ريما ..!


    كيف تُغتال الطفولة هكذا ..؟

    ريما لا تنام لتبقى طوال اللـيـل تفكر في أغنية و لقطة الله يعلم بها من فلم !!


    إلتفّت حولي الطالبات متجمهرات عند الباب ترنو قلوبهن لجواب شافي !

    و ريما في المقدمة .. ماذا أفعل يا أستاذة ؟



    قلت : طالما وضعنا يدنا على الجرح فسيبرأ يا ريما

    و طالما علمنا السبب يجب أن نعالجه و نحتاج عزيمة !


    قالت : كيــف ؟ ! !




    قلت : بهجر الأغاني و الأفلام فقط !


    قالت بملئ فيهها : لا ا ا ا أستـــــــــــــطيع ، لا يمكن !



    قلت : بما أنك ِ تعرفين أن فعلك ِ خطأ و بلسانك أخبرتني فيجب عليك أن تساعدي نفسك بنفسك

    و نحتاج للصدق مع النفس و العزم !



    قالت مها : و أنا يا أستاذة أصلي في وقتها و أطيع والدي ّ لكني أسمع الاغاني و أرى الافلام

    لكني أنــام ، هل يحبني الله ؟ !




    شعرت بالارهاق الفكري معهن ، و الحصة انتهت

    فقلت لهن : أعدكن بحصـــــــــة مستقلة أجيبكن على كل الأسئلة !



    ::




    انتهى الحوار بيني و بين طالباتي




    و


    ~ ^ | القضيــــــــــــة | ^ ~



    من المسئول عن وأد طفولة ريمــــــــــا ؟


    من المسئول عن سلب ريما نعمة الشعور بالراحة و الاطمئنان ؟


    من المسئول عن جعل ريما تستلذّ التفكير في أغنية ماجنة أو فلم أجنبي و تهجر النوم

    رغم شعورها بالحاجة الماسة إليه ؟ !




    أخبروني !!



    ما الخطوات المقترحة علي ّ كمعلمة لأخطوها مع ريما كمراحل علاجية ؟!



    أخبروني !!


    هل أشرك والدتها في الأمر ؟ ! أ أخبرها بمعاناة ابنتها ؟ !




    ::



    اتمنى أن لا يُهمل أي سؤال من السابق


    فمعا ً نبني أمـــــــــــة

    و نزيح الغبار عن قلوب و عقول حيرى ،،




    ساعدوني ،،




    الأسبوع قبل العيد ..... تـم ّ فصل ( ريما ) يومين من المدرسة !!


    و السبب ....................( أجزم أنه تقليد لمقطع من فلم ) ...!


    وقد تأسفت على فعل الإدارة بالفصل .. فريما ليست سوى مترجمة لتربية والديها لها فقط ..!

    و إلا فهي طفلة لا تعي من تصرفاتها غير ( التقليد ) لما تراه في المسلسلات و الأفلام !





    و الأم .. في عالم ثالث !

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()