بتـــــاريخ : 6/21/2008 10:36:33 AM
الفــــــــئة
  • الســــــــــياحة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 4922 1


    التنمية السياحية والتنمية البيئية

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : Egy_Boy | المصدر : www.arabs2day.ws

    كلمات مفتاحية  :
    سياحة
     
    التنمية السياحية والتنمية البيئية:
    أن التأثيرات البيئية التي تولدت عن التنمية السياحية أحدثت تطورا كبيرا في العناصر البيئية المختلفة كالتربة والماء والتراث الطبيعي والحضاري نتيجة الاهتمام بها وحمايتها والمحافظة عليها ضد التلوث الهوائي والمائي والبحار و الأحياء النباتية والبرية والمائية، وذلك لتحقيق تنمية سياحية مستدامة.
    1ــ تساعد على إنشاء المنتزهات وتعمل على المحافظة على البيئة وحمايتها.
    2ــ تحقيق إدارة جيدة للنفايات للتخلص منها بشكل علمي سليم.
    3ــ تزيد من الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع المضيف
    ولهذا كان لزاما علينا البحث فى ماهية العلاقة بين التنمية السياحية و البيئية ومن هذا المنطلق قدمنا لسيادتكم البحث الاتى .

    العلاقة بين البيئة والتنمية

    العلاقة بين التنمية والبيئة :-
    تعتبر التنمية إحدى الوسائل للارتقاء بالإنسان . ولكن ما حدث هو العكس تماما ً حيث أصبحت التنمية هي إحدى الوسائل التي ساهمت في استنفاذ موارد البيئة وإيقاع الضرر بها ، بل وإحداث التلوث فيها .
    فمثل هذه التنمية يمكننا وصفها بأنها تنمية تفيـد الاقتصاد أكثـر منها البيئـة أو الإنســان فهي " تنمية اقتصادية " وليست " تنمية بيئية " تستفيد من موارد البيئة وتسخرها لخدمة الاقتصاد مما أدي إلي بروز مشكلات كثيرة .
    ونتيجة لما تحدثه هذه التنمية السريعة من تلوث لموارد البيئة وإهدار لها ، فإن تكاليف حماية البيئة تضاعفت في الآونة الأخيرة حيث تتراوح التكلفة الاقتصادية لعملية الإصلاح في البلدان المتقدمة ما بين 3 % و 5 % من الناتج القومي الإجمالي ، علي الرغم من هذه الدول تستخدم هذا الإنفاق علي أنه استثمار ضروري يحقق عوائد ضخمة ؟ فما بالك الدول النامية ؟
    ويمكننا تحديد المجالات الأكثر شيوعا ً في عمليات التنمية والتي ذكرناها من قبل ،وإن لم تكن بشكل مباشر ( أنواع التلوث ) ، و التى تؤثر علي البيئة .
    1- الزراعة والبيئة :-
    الزراعة هي من المحاور الرئيسية في أي عملية تنمية لكن هناك عوامل كثيرة ما زالت تتحكم في هذا القطاع الهام وتسبب قصورا ً في مجال تنميتها إلي جانب الإضرار بالبيئة :-
    • قلة مساحة الأراضي الزراعية نتيجة لـ:- التوسع العمراني - التجريف والتبوير - التصحر - ملوحة الأرض .
    • قلة موارد المياه مما يؤدي إلي إحداث التدهور في إنتاجية الأرض .
    • التزايد المستمر في عدد السكان ، وزيادة الاستهلاك .
    • الإكثار من استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية والتي أدت إلي إلحاق الضرر بالخضراوات والأطعمة - إصابة الإنسان بكثير من الاضطرابات وخاصة الأمراض المعوية.
    2- الصناعة والبيئة :-
    ونجد الصناعة هي الدعامة الرئيسية في عمليات التنمية ويمكننا تصنيف أنواع الصناعات علي النحو التالي :-
    1- صناعات غذائية .
    2- صناعات كيميائية .
    3- صناعات هندسية .
    4- صناعات معدنية وحرارية .
    وهي في نفس الوقت تعتبر من أهم مصادر التلوث علي الإطلاق سواء للهواء أو للماء أو حتى التلوث السمعي بل والبصري " أي أن الصناعة مصدر رباعي الأبعاد في إحداث التلوث :-
    • فألادخنة التي تتصاعد منها تلوث الهواء .
    • المخلفات السائلة تلوث الماء .
    • أصوات الآلات تلوث السمع .
    • المخلفات الصلبة تلوث البصر .
    3- الطاقة والبيئة :-
    توجد مصادر متعددة لإنتاج الطاقة والتي تلعب أيضا ً دورا ً كبيرا ً فى عملية التنمية ومنها النفط - الغاز الطبيعي - المخلفات الزراعية والحيوانية - الكهرباء . وقد كثر استخدام الطاقة في السنوات الأخيرة لمواكبة التقدم التكنولوجي الهائل ، لكن زاد التلوث البيئي معها وخاصة بالنسبة لتلوث الهواء أو الماء مثل انبعاث الغازات الضارة من : ثاني أكسيد الكبريت ، أكاسيد النيتروجين ، والجسيمات العالقة .
    4- النقل والبيئة :-
    تتعدد وسائل النقل :-
    1- نقل بري .
    2- نقل جوي .
    3- نقل مائي : نهري - بحري .
    ويعد النقل البري من أكثر وسائل النقل شيوعا فى جميع بلدان العالم سواء المتقدمة أو النامية ، وهذا لا يعني قلة استخدام الوسائل الأخرى وذلك نتيجة لتعددها : سيارات ، دراجات بخارية ، أتوبيسات ، عربات نقل ، قطارات ، وحتى الدراجات العادية والتي لا توجد لها أية آثار سلبية أو ضارة بالبيئة . أما بالنسبة للنقل الجوي أو المائي يبعد نوعا ً ما تأثيره المستمر علي الإنسان حيث يتعرض الإنسان إلي الضوضاء الناتجة من مثل هذه الوسائل علي فترات متباعدة . وتتصل وسائل النقل اتصالا وثيقا ً بمصادر الطاقة المستخدمة في تحريكها ، لذلك تعتبر من العناصر البارزة في تلوث البيئة والهواء الذي يحيط بنا فعند احتراق النفط يتصاعد منه الغازات الآتية :-

    احتراق النفط:-
    • الرصاص .
    • ثاني أكسيد الكربون .
    • أول أكسيد الكربون .
    • المواد الهيدروكربونية .
    • أكاسيد النيتروجين .
    • الجسيمات والمركبات الكيميائية .
    • الضباب الدخاني ( الذي ينتج من تفاعل أكاسيد النيتروجين والمواد الهيدروكربونية في وجود ضوء الشمس) .
    ناهيك علي الأمراض التي تسببها للإنسان من :-
    • أزمات للربو وأمراض الجهاز التنفسي .
    • التهابات العين والأنف والأذن .
    • الإصابة بأمراض السرطان .
    • تعرض النباتات للتلف .
    • إصابة الحيوانات بالأمراض وتعرضها للانقراض .
    ونجد أن وسائل النقل البرية ( السكك الحديدية ) ووسائل النقل النهرية ضررها أقل بكثير من ضرر الوسائل الأخرى .
    ويمكننا تجنب الآثار السيئة لهذه الوسائل وخاصة لوسائل النقل البرية ( السيارات (
    • استخدام الغاز الطبيعي .
    • تحسين موتورات السيارات .
    • إجراءات الصيانة الدورية علي السيارات .
    • وجود مراقبة ومتابعة من الأجهزة المعينة .
    5- السياحة والبيئة :-
    تنطوي السياحة علي إبراز المعالم الجمالية لأي بيئة في العالم ، فكلما كانت نظيفة وصحية كلما ازدهرت السياحة وانتعشت . وتبدو للوهلة الأولي أن السياحة هي إحدى المصادر للمحافظة علي البيئة وإنها لا تسبب الإزعاج لها فهي لا تعد مصدرا ً من مصادر التلوث . لكنه علي العكس ، فالبرغم من الجوانب الإيجابية للسياحة فهي تشكل مصدرا ً آخر من مصادر التلوث في البيئة والتي تكون من صنع الإنسان أيضا ، فلابد من تحقيق التوازن بين السياحة والبيئة من ناحية وبينها وبين المصالح الاقتصادية والاجتماعية التي هي في الأساس تقوم عليها . هل سألت نفسك ولو مرة واحدة من أين تأتى الآثار السلبية للسياحة ؟ أظن أن ذلك لم يخطر ببالك علي الإطلاق . انظر معي إلي هذه الأسطر التالية :-
    • الزيادة المقررة في أعداد السياح ، تمثل عبئا ً علي مرافق الدولة من وسائل النقل ، الفنادق ، كافة الخدمات من كهرباء ومياه .
    • إحداث التلفيات ببعض الآثار لعدم وجود ضوابط أو تعامل السياح معها بشكل غير لائق.
    • ممارسة السياح لبعض الرياضات البحرية أدي إلي الإضرار بالأحياء البحرية من الأسماك النادرة ، والشعب المرجانية والذي يؤدي إلي نقص الحركة السياحية في المناطق التي لحق بها الضرر .
    • زيادة تلوث مياه البحر وخاصة البحر الأبيض المتوسط ، لم تعد صالحة للاستحمام نتيجة للتخلص من مياه المجاري فيها .
    • ازدياد تلوث الغلاف الجوي .
    • ونجد انتشار القمامة والفضلات فوق القمم الجبلية حيث تمثل الجبال مناطق جذب سياحي من الدرجة الأولي حيث نمارس عليها الرياضة السياحية من تسلق ومشي .
    فالسائح ليس وحده هو المسئول عن كل هذه الكوارث وإتلاف المناطق الأثرية أو السياحية لكن الطبيعة والسكان الأصليين لهذه المناطق لهما دخل كبير في ذلك أيضا ً ويمكننا توضيح العلاقة بالجدول الآتي :-
    المصادر الطبيعية المصادر البشرية
    1- الكوارث الطبيعية :-
    • الاهتزازات والزلازل .
    • الأمطار والسيول .
    • العواصف والرياح .
    • الانهيارات . • تلوث التربة .
    • تلوث الهواء .
    • تلوث الماء .
    • الانفجارات النووية .
    • الزحف العمراني .
    2- تغيرات مناخية :-
    • تغير في درجات الحرارة.
    • الرطوبة .
    • الأمطار .
    • المياه الجوفية . • وسائل صرف صحي غير متقدمة .
    • تزايد عدد السكان .


    التنمية السياحية وارتباطها بالتنمية الاقتصادية الشاملة
    تكتسب التنمية السياحية أهمية متزايدة نظرا لدورها الهام والبارز الذي تلعبه في نمو اقتصاديات معظم دول العالم، كونها تؤمن موارد مالية إضافية للسكان وتعمل على تحسين ميزان المدفوعات، فهي تتمثل احدى الصادرات الهامة غير المنظورة وعنصرا أساسيا من عناصر النشاط الاقتصادي، وترتبط بالتنمية ارتباطا كبيرا، وتعمل على حل بعض المشكلات الاقتصادية التي تواجهها تلك الدول ومنها على سبيل المثال مشكلة البطالة التي تعمل التنمية السياحية على تخفيف حدة نسب تفاقمها وذلك بقدرتها على خلق فرص عمل جديدة، علاوة على دورها في تطوير المناطق والمدن التي تتمتع بإمكانات سياحية من خلال توفير مرافق البُنى الاساسية والتسهيلات اللازمة لخدمة السائحين والمواطنين على السواء، ويترتب على التنمية السياحية مجموعة من التأثيرات التنموية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والسياسية في المقصد السياحي (الدول المستقبلة)، ويمكننا تسليط الضوء عليها بإيجاز كما يأتي:
    1ــ التنمية السياحية والتنمية الاقتصادية:
    ان التنمية السياحية تلعب دورا أساسيا في التنمية الاقتصادية حيث يؤثر رواج صناعة السياحة بشكل مباشر على اقتصاد ورواج الصناعات والأنشطة المرتبطة بصناعة السياحة، فالانفاق على الخدمات والسلع المرتبطة بصناعة السياحة يؤدي الى انتقال أموال من جيوب السائحين الى جيوب أصحاب هذه الخدمات والسلع المشتغلين بها فيتفرع عن هذا الانتقال للأموال سلسلة اخرى من الانفاق فمثلا:
    خلال مدة إقامته بالفندق، يتفرع عن هذا الانفاق سلسلة اخرى من الانفاق ومنها الانفاق على التالي:
    الانفاق على الخدمات الفندقية: والذي يشمل الانفاق على المبيت والطعام والغسيل والاتصالات وسائر الخدمات التي يتطلبها السائح ــ يصرف جزء منه على تجديد الأثاث والمطابخ والمغاسل وتكييف الهواء ووسائل مهمات تشغيل الفنادق وصيانتها وترميمها.
    ــ يصرف جزء منه علي موردي اللحوم والخضار والفواكه وسائر مستلزمات الحياة الفندقية اليومية. ــ يصرف جزء منه كمرتبات واجور العاملين في هذه الفنادق. وما يقال عن الخدمات الفندقية ينطبق على سائر انواع الخدمات المتصلة بصناعة السياحة مثل:
    ــ الانفاق على منظمي الرحلات السياحية داخل الدول السياحية من وكلاء السياحة والسفر على اختلاف انواعها.
    ــ الانفاق على خدمات المطاعم السياحية.
    ــ الانفاق على خدمات وسائل النقل السياحي المختلفة (الجوي والبحري والبري)
    ــ الانفاق على دخول المتاحف.
    ــ الانفاق على المشتريات من المصنوعات التقليدية اليدوية.
    ــ الانفاق على المرشدين السياحيين.
    ــ الانفاق على خدمات أعمال الصرافة والتأمين والاتصالات.
    ــ وغير ذلك من الانفاق الذي يتصل بشكل عام بصناعة السياحة.
    ولا شك انه كلما زاد تدفق حجم الحركة السياحية زاد الانفاق العام على السلع الاستهلاكية وبالتالي إلى ارتفاع معدلات الادخار مما ينشط هذه الصناعات والخدمات المتصلة بصناعة السياحة سواء بالطريق المباشر او غير المباشر، الأمر الذي يتولد عن ذلك الانفاق اتساع نطاق العمل في هذه ا لصناعات والخدمات المرتبطة بها والمتصلة بصناعة السياحة. ومن المسلم به في نظرية الاقتصاد أن كل استثمار جديد يولد عنه انفاق جديد فينشيء دخولا جديدة. كما يوجد نوع آخر من الانفاق ليس من جانب السائحين وإنما من قبل المستثمرين والدولة كالانفاق على إنشاء المشروعات السياحية مثل الفنادق وقرى الإجازات والمنتجعات الشاطئية ومدن الألعاب الترفيهية ..الخ، والانفاق على مشروعات البنى الأساسية ومرافق الخدمات العامة، وهذا الانفاق يؤدي الى تنشيط الحركة الاقتصادية إذ يمثل انتقال أموال من الدولة وأصحاب المشروعات السياحية (المستثمرين) كدخول للأفراد والمقاولين وغيرهم.
    التنمية السياحية مصدر للعملات الصعبة:
    أن ناتج النشاط السياحي هو قيمة بيع المنتج السياحي المباع إلى أعداد السائحين المنتمين عادة لدول اخرى، والذين يدفعون بالعملات الصعبة، نظير إشباع رغباتهم السياحية سواء كانت ثقافية او ترفيهية او علمية او بيئية.. الخ، لذا فان السياحة تعتبر مصدرا من مصادر الدخل الأجنبي فتقاس اهميتها الاقتصادية بحجم تأثيرها على ميزان مدفوعات الدول، وهذا الميزان يمثل قيدا مزدوجا منظما لكافة المعاملات بين الدولة المعنية وسائر دول العالم، والنشاط السياحي يمثل جزءا من المعاملات غير المنظورة كالملاحة والتأمين والمعاملات البنكية.. الخ،
    ويتحدد هذا التأثير بالقيمة الصافية للميزان السياحي ونسبتها إلى النتيجة الصافية للميزان التجاري سواء كانت سلبية او ايجابية، فإذا كانت النتيجة الصافية للميزان التجاري سلبية وكان التأثير الصافي للميزان السياحي ايجابيا فأنه قد يغير العجز في الميزان التجاري إلى فائض او يخفف منه على الأقل، أما اذا كانت النتيجة الصافية للميزان التجاري ايجابية وكان التأثير الصافي للميزان السياحي ايجابيا سيساعد هذا التأثير في زيادة تلك الايجابية في الميزان التجاري، وبالتالي سوف ينعكس التأثير إيجابيا على ميزان مدفوعات الدولة ويقصد بالقيمة الصافية للميزان السياحي صافي العملية الحسابية للمصروفات السياحية بما فيها الانفاق على السياحة الخارجية (إنفاق المقيمين من المواطنين والأجانب المسافرين إلى الخارج) وما تحقق من إيرادات سياحية بما فيها عائدات السياحة الوافدة إلى دولة المقصد السياحي.
    التنمية السياحية وقدرتها على زيادة موارد الخزينة العامة للدولة:
    ان الخزانة العامة للدولة السياحية تستفيد من الموارد التالية:
    زيادة حصيلتها من الضرائب المختلفة مثل
    ــ الضرائب على المواد الغذائية.
    ــ ضرائب الأرباح التجارية والصناعية والمشروعات السياحية عموما.
    ــ ضرائب الدخول التي تتزايد حصيلتها بتزايد دخول وأرباح المشتغلين بكافة الأعمال المتصلة بصناعة السياحة.
    ــ رسوم التراخيص بمزاولة المهن والأعمال المتصلة بصناعة السياحة.
    ــ رسوم تقديم خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات والبريد .. الخ.
    ــ رسوم الملاحة البحرية «رسو السفن السياحية) في الموانئ.
    التنمية السياحية وقدرتها على امتصاص البطالة: -
    تعمل التنمية السياحية على خلق فرص عمالة متعددة سواء في القطاع السياحي نفسه مثل شركات السياحة، المطاعم، الفنادق، شركات النقل السياحي، محلات بيع الهدايا، محلات بيع المصنوعات التقليدية اليدوية.. الخ) او في الأنشطة والقطاعات التقليدية .. الخ، ومن خلال نتائج عدد من الدراسات التي اجريت في كثير من الدول السياحية الأوروبية والأميركية حول مدى تأثير التنمية السياحية على العمالة، أكدت العديد من الدراسات السياحية قدرة التنمية السياحية على امتصاص العمالة فقد اوضحت دراسة سياحية أجراها الخبير الاستشاري الدولي (Archer) في منطقة الكاريبي أن العمالة المتولدة عن وحدة من الانفاق في التنمية السياحية تؤدي إلي ضعف العمالة المتولدة عن وحدة واحدة من الانفاق في اي قطاع اخر كما أكدت دراسة اخرى اجراها الخبير (Jude) في المكسيك ان الاستثمار في الفنادق يؤدي الى توفير فرص عمالة بمعدل اكبر من الاستثمار في اي قطاع آخر في الاقتصاد المكسيكي.
    ومعظم الدراسات التي اجريت أكدت على أن بناء غرفة فندقية جديدة يخلف ثلاث فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لذلك فإن زيادة تخصيص الموارد اللازمة لتطوير المناطق السياحية التي تتمتع بمزايا طبيعية ومناخية مثل المحميات الطبيعية والشواطئ والجزر والمناطق الصحراوية والجبلية ومناطق ينابيع المياه الحارة إضافة إلى تحفيز القطاع الخاص المحلي والعربي والأجنبي على الاستثمار السياحي في هذه المناطق سوف يضاعف من فرص العمالة الجديدة وستتحول هذه المناطق النائية إلى مناطق جاذبة للعمالة لسكان المجتمعات المحلية في هذه المناطق، بعد ان كانت هذه المناطق طاردة للعمالة. لذلك نجد أن التنمية السياحية تزيد من فرص العمالة المباشرة وغير المباشرة من خلال ترابطها الأمامي والخلفي وتكاملها مع القطاعات الأخرى مثل الصناعات الغذائية والمشروبات وصناعة الأثاث الفندقي وقطاع المصارف والتأمين..الخ.
    وهذا يعني زيادة الطلب على هذه المنتجات سواء من جانب السائحين او من جانب مالكي المنشآت السياحية المختلفة، الأمر الذي سيترتب عليه زيادة الاستثمارات في هذه الصناعات من خلال إضافة خطوط إنتاج جديدة او إنشاء مصانع جديدة ستؤدي أيضا إلى تشغيل عمالة إضافية بغرض زيادة معدلات الانتاج لمسايرة زيادة الطلب الناتج عن زيادة الانفاق السياحي على هذه المنتجات وهذا ما يطلق عليه في علم الاقتصاد الاستثمار المحفز والعمالة المحفزة، وتعني ان كل زيادة في الاستهلاك من فترة الى اخرى تتطلب كما إضافيا من الاستثمار والعمالة وذلك لزيادة الانتاج بنفس زيادة الاستهلاك او لزيادة العرض بنفس المستوى في الزيادة في الطلب.
    ويبدو من الطبيعي والمنطقي ان زيادة حجم الحركة الفندقية نتيجة ارتفاع معدل تدفق السائحين إلى المقصد السياحي تعني زيادة حجم العمالة لأن الرواج الفندقي ينتج عنه تشغيل اعداد متزايدة من المواطنين بنسبة كبيرة، ولذلك تنخفض نسبة البطالة، وهو ما يحقق هدفا من أهداف الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في اية دولة.ولذلك اتجهت السياسة الاقتصادية الراهنة إلى الانضمام الى اتفاقية منظمة التجارة العالمية (أي إلي تحرير الخدمات) والتي من أهمها الخدمات السياحية والمصرفية والتأمينية والنقل الدولي وخدمات بيوت الخبرة والاستشارية و كلها انشطة تتصل بروابط أمامية وخلفية بالتنمية السياحية.
    وتبلور مفهوم تحرير الخدمات السياحية في إزالة القيود المفروضة على تدفقات رؤوس الأموال للاستثمار في مجالات الخدمات السياحية ووضع الضوابط الموضوعية على تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر فان ذلك سوف يساهم في دفع التنمية السياحية لزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يحقق هدفا آخر من اهداف الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في اي دولة.
    التنمية السياحية والتنمية الاجتماعية:
    1ــ تعمل على رفع مستوى معيشة المجتمعات والشعوب وتحسين نمط حياتهم.
    2ــ تعمل على خلق وإيجاد تسهيلات ترفيهية وثقافية لخدمات المواطنين إلى جانب الزائرين.
    3ــ تساعد على تطوير الأماكن والخدمات العامة بدولة المقصد السياحي.
    4ــ تساعد على رفع مستوى الوعي بالتنمية السياحية لدي فئات واسعة من المجتمع.
    5ــ تنمي لدى المواطن شعوره بالانتماء إلي وطنه وتزيد من فرص التبادل الثقافي والحضاري بين كل من المجتمع المضيف والزائر.
    التنمية السياحية والتنمية الثقافية:
    1ــ تعمل على تنمية الوعي الثقافي لدى المواطنين.
    2ــ توفر التمويل اللازم للحفاظ وصون التراث للمباني وللمواقع الأثرية والتاريخية.
    3ــ تعمل على تنمية عملية تبادل الثقافات والخبرات والمعلومات بين السائح والمجتمع المضيف، والذي يمكن أن نطلق عليه مصلح «الحوار بين الحضارات».
    التنمية السياحية والتنمية البيئية:
    أن التأثيرات البيئية التي تولدت عن التنمية السياحية أحدثت تطورا كبيرا في العناصر البيئية المختلفة كالتربة والماء والتراث الطبيعي والحضاري نتيجة الاهتمام بها وحمايتها والمحافظة عليها ضد التلوث الهوائي والمائي والبحار و الأحياء النباتية والبرية والمائية، وذلك لتحقيق تنمية سياحية مستدامة.
    1ــ تساعد على إنشاء المنتزهات وتعمل على المحافظة على البيئة وحمايتها.
    2ــ تحقيق إدارة جيدة للنفايات للتخلص منها بشكل علمي سليم.
    3ــ تزيد من الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع المضيف.
    التنمية السياحية والتنمية السياسية:
    1ــ تعمل على تحقيق الحوار ومعرفة الآخر وتساعد على التفاهم بين شعوب الدول المختلفة، ونشر مبادئ السلام العالمي.
    2ــ تساعد على تدعيم اواصر الصداقة بين شعوب دول العالم من خلال العلاقات الودية التي تنشأ بين دول العالم المختلفة.

    تعتبر التنمية إحدى الوسائل للارتقاء بالإنسان . ولكن ما حدث هو العكس تماما ً حيث أصبحت التنمية هي إحدى الوسائل التي ساهمت في استنفاذ موارد البيئة وإيقاع الضرر بها ، بل وإحداث التلوث فيها .
    فمثل هذه التنمية يمكننا وصفها بأنها تنمية تفيـد الاقتصاد أكثـر منها البيئـة أو الإنســان فهي " تنمية اقتصادية " وليست " تنمية بيئية " تستفيد من موارد البيئة وتسخرها لخدمة الاقتصاد مما أدي إلي بروز مشكلات كثيرة .
    ونتيجة لما تحدثه هذه التنمية السريعة من تلوث لموارد البيئة وإهدار لها ، فإن تكاليف حماية البيئة تضاعفت في الآونة الأخيرة حيث تتراوح التكلفة الاقتصادية لعملية الإصلاح في البلدان المتقدمة ما بين 3 % و 5 % من الناتج القومي الإجمالي ، علي الرغم من هذه الدول تستخدم هذا الإنفاق علي أنه استثمار ضروري يحقق عوائد ضخمة ؟ فما بالك الدول النامية ؟
    ويمكننا تحديد المجالات الأكثر شيوعا ً في عمليات التنمية والتي ذكرناها من قبل ،وإن لم تكن بشكل مباشر ( أنواع التلوث ) ، و التى تؤثر علي البيئة .

    1- الزراعة والبيئة:-
    الزراعة هي من المحاور الرئيسية في أي عملية تنمية لكن هناك عوامل كثيرة ما زالت تتحكم في هذا القطاع الهام وتسبب قصورا ً في مجال تنميتها إلي جانب الإضرار بالبيئة :-

    قلة مساحة الأراضي الزراعية نتيجة لـ:- التوسع العمراني - التجريف والتبوير - التصحر - ملوحة الأرض .

    قلة موارد المياه مما يؤدي إلي إحداث التدهور في إنتاجية الأرض .

    التزايد المستمر في عدد السكان ، وزيادة الاستهلاك .

    الإكثار من استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية والتي أدت إلي إلحاق الضرر بالخضراوات والأطعمة - إصابة الإنسان بكثير من الاضطرابات وخاصة الأمراض المعوية.

    2- الصناعة والبيئة :-
    ونجد الصناعة هي الدعامة الرئيسية في عمليات التنمية ويمكننا تصنيف أنواع الصناعات علي النحو التالي :-
    1- صناعات غذائية .
    2- صناعات كيميائية .
    3- صناعات هندسية .
    4- صناعات معدنية وحرارية .

    وهي في نفس الوقت تعتبر من أهم مصادر التلوث علي الإطلاق سواء للهواء أو للماء أو حتى التلوث السمعي بل والبصري " أي أن الصناعة مصدر رباعي الأبعاد في إحداث التلوث :-

    فألادخنة التي تتصاعد منها تلوث الهواء .

    المخلفات السائلة تلوث الماء .

    أصوات الآلات تلوث السمع .

    المخلفات الصلبة تلوث البصر .

    3-الطاقة والبيئة:-
    توجد مصادر متعددة لإنتاج الطاقة والتي تلعب أيضا ً دورا ً كبيرا ً فى عملية التنمية ومنها النفط - الغاز الطبيعي - المخلفات الزراعية والحيوانية - الكهرباء . وقد كثر استخدام الطاقة في السنوات الأخيرة لمواكبة التقدم التكنولوجي الهائل ، لكن زاد التلوث البيئي معها وخاصة بالنسبة لتلوث الهواء أو الماء مثل انبعاث الغازات الضارة من : ثاني أكسيد الكبريت ، أكاسيد النيتروجين ، والجسيمات العالقة .



    4- النقل والبيئة :-
    تتعدد وسائل النقل :-
    1-نقل بري .
    2- نقل جوي .
    3- نقل مائي : نهري - بحري .
    ويعد النقل البري من أكثر وسائل النقل شيوعا فى جميع بلدان العالم سواء المتقدمة أو النامية ، وهذا لا يعني قلة استخدام الوسائل الأخرى وذلك نتيجة لتعددها : سيارات ، دراجات بخارية ، أتوبيسات ، عربات نقل ، قطارات ، وحتى الدراجات العادية والتي لا توجد لها أية آثار سلبية أو ضارة بالبيئة . أما بالنسبة للنقل الجوي أو المائي يبعد نوعا ً ما تأثيره المستمر علي الإنسان حيث يتعرض الإنسان إلي الضوضاء الناتجة من مثل هذه الوسائل علي فترات متباعدة . وتتصل وسائل النقل اتصالا وثيقا ً بمصادر الطاقة المستخدمة في تحريكها ، لذلك تعتبر من العناصر البارزة في تلوث البيئة والهواء الذي يحيط بنا فعند احتراق النفط يتصاعد منه الغازات الآتية :-

    احتراق النفط

    الرصاص .

    ثاني أكسيد الكربون .

    أول أكسيد الكربون .

    المواد الهيدروكربونية .

    أكاسيد النيتروجين .

    الجسيمات والمركبات الكيميائية .

    الضباب الدخانى ( الذي ينتج من تفاعل أكاسيد النيتروجين والمواد الهيدروكربونية في وجود ضوء الشمس .(

    ناهيك علي الأمراض التي تسببها للإنسان من :-

    أزمات للربو وأمراض الجهاز التنفسي .

    التهابات العين والأنف والأذن .

    الإصابة بأمراض السرطان .

    تعرض النباتات للتلف .

    إصابة الحيوانات بالأمراض وتعرضها للانقراض .

    ونجد أن وسائل النقل البرية ( السكك الحديدية ) ووسائل النقل النهرية ضررها أقل بكثير من ضرر الوسائل الأخرى .
    ويمكننا تجنب الآثار السيئة لهذه الوسائل وخاصة لوسائل النقل البرية (السيارات.(

    استخدام الغاز الطبيعي .

    تحسين موتورات السيارات .

    إجراءات الصيانة الدورية علي السيارات .

    وجود مراقبة ومتابعة من الأجهزة المعينة .


    5- السياحة والبيئة :-
    تنطوي السياحة علي إبراز المعالم الجمالية لأي بيئة في العالم ، فكلما كانت نظيفة وصحية كلما ازدهرت السياحة وانتعشت . وتبدو للوهلة الأولي أن السياحة هي إحدى المصادر للمحافظة علي البيئة وإنها لا تسبب الإزعاج لها فهي لا تعد مصدرا ً من مصادر التلوث . لكنه علي العكس ، فالبرغم من الجوانب الإيجابية للسياحة فهي تشكل مصدرا ً آخر من مصادر التلوث في البيئة والتي تكون من صنع الإنسان أيضا ، فلابد من تحقيق التوازن بين السياحة والبيئة من ناحية وبينها وبين المصالح الاقتصادية والاجتماعية التي هي في الأساس تقوم عليها . هل سألت نفسك ولو مرة واحدة من أين تأتى الآثار السلبية للسياحة ؟ أظن أن ذلك لم يخطر ببالك علي الإطلاق . انظر معي إلي هذه الأسطر التالية :-

    الزيادة المقررة في أعداد السياح ، تمثل عبئا ً علي مرافق الدولة من وسائل النقل ، الفنادق ، كافة الخدمات من كهرباء ومياه .

    إحداث التلفيات ببعض الآثار لعدم وجود ضوابط أو تعامل السياح معها بشكل غير لائق.

    ممارسة السياح لبعض الرياضات البحرية أدي إلي الإضرار بالأحياء البحرية من الأسماك النادرة ، والشعب المرجانية والذي يؤدي إلي نقص الحركة السياحية في المناطق التي لحق بها الضرر .

    زيادة تلوث مياه البحر وخاصة البحر الأبيض المتوسط ، لم تعد صالحة للاستحمام نتيجة للتخلص من مياه المجاري فيها .

    ازدياد تلوث الغلاف الجوي .

    ونجد انتشار القمامة والفضلات فوق القمم الجبلية حيث تمثل الجبال مناطق جذب سياحي من الدرجة الأولي حيث نمارس عليها الرياضة السياحية من تسلق ومشي .

    فالسائح ليس وحده هو المسئول عن كل هذه الكوارث وإتلاف المناطق الأثرية أو السياحية لكن الطبيعة والسكان الأصليين لهذه المناطق لهما دخل كبير في ذلك أيضا ً ويمكننا توضيح العلاقة بالجدول الآتي :-

    المصادر الطبيعية
    المصادر البشرية

    1- الكوارث الطبيعية :-

    الاهتزازات والزلازل .

    الأمطار والسيول .

    العواصف والرياح .

    الانهيارات .
    تلوث التربة .

    تلوث الهواء .

    تلوث الماء .

    الانفجارات النووية .

    الزحف العمراني .

    2- تغيرات مناخية :-

    تغير في درجات الحرارة.

    الرطوبة .

    الأمطار .

    المياه الجوفية .

    وسائل صرف صحي

    تكتسب التنمية السياحية أهمية متزايدة نظرا لدورها الهام والبارز الذي تلعبه في نمو اقتصاديات معظم دول العالم، كونها تؤمن موارد مالية إضافية للسكان وتعمل على تحسين ميزان المدفوعات، فهي تتمثل احدى الصادرات الهامة غير المنظورة وعنصرا أساسيا من عناصر النشاط الاقتصادي، وترتبط بالتنمية ارتباطا كبيرا، وتعمل على حل بعض المشكلات الاقتصادية التي تواجهها تلك الدول ومنها على سبيل المثال مشكلة البطالة التي تعمل التنمية السياحية على تخفيف حدة نسب تفاقمها وذلك بقدرتها على خلق فرص عمل جديدة، علاوة على دورها في تطوير المناطق والمدن التي تتمتع بإمكانيات سياحية من خلال توفير مرافق البُنا الأساسية والتسهيلات اللازمة لخدمة السائحين والمواطنين على السواء، ويترتب على التنمية السياحية مجموعة من التأثيرات التنموية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والسياسية في المقصد السياحي الدول المستقبلة

    كلمات مفتاحية  :
    سياحة

    تعليقات الزوار ()