بتـــــاريخ : 10/22/2008 9:05:45 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1126 0


    الأجنحة السوداء

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : وحيد خيون | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    منْ سنينْ

    منذ ُ أنْ كنتُ صغيراً

    منذ ُ أنْ كانَ أبي الفلا ّحُ محروماً فقيراً

    منذ ُ أنْ كنتُ جنينْ

    و على وجهي علاماتُ شقائي

    و علاماتُ ضياعي

    فإذا ما طارَ في الريح ِ قناعي

    ظهرَ السِـرّ ُ الدفينْ

    و رأى الناسُ جميعا ً ما بقلبي

    و تجلـّى للملايين ِ منْ المالكُ قلبي

    و مَن القاهرُ قلبي

    أيها الآسرة ُ القلبَ و يا رأسَ عذاباتي

    و يا كلّ َ حنيني

    أيها القلبُ و إنْ لم تعرفيني

    كلـِّميني

    فأنا منذ ُ بداياتِ الحياة ْ

    في دواويني و في أبياتِ أشعاري

    و في كل ِّ معاني الكلماتْ

    قد تخيّـلتـُكِ نبراساً مضيئا ً

    و دروبي كلـّـُها محكومة ٌ بالظلُماتْ

    منذ أنْ كنتُ صغيراً

    و أنا أحلُـمُ بالألوان ِ والنورِ الى حدِّ اكتآبي

    و تمنّيْتُ بأنْ أصبغَ بالأزرق ِ أحلامي

    وأوراقي وأحداقي

    و أزرارَ ثيابي

    منذ أنْ كنتُ صغيراً

    لم أجدْ في كتـُبِ الأحلام ِ تفسيراً لأحلامي

    و لا أفهمُ ما سرّ ُ عذابي

    كنتُ أستغرقُ بالتفكيرِ حدّ الموتِ

    والأمواتُ لا تعرفُ ما بي

    ثمّ علّقتُ ببابي كلماتْ

    بعدما فتـّـشتُ كلّ َ المكتباتْ

    منذ ُ أن كنتُ صغيراً

    و أنا أصبغ ُ بالأزرق ِ حتى الكلماتْ

    و على جدران ِ بيتي

    و على أرصفةٍ في الطرُقاتْ

    أرسُمُ الشمسَ على شكل ِ فتاة ْ

    ولها عينان ِ زرقاوان ِ مِثلُ الموج ِ

    ينسابُ بها البحرُ

    و تهتزّ ُ لها ذلا ّ ً عيونُ الملكاتْ

    و لها شعرٌ الى الساق ِ كثيفٌ

    يُشْبـهُ الأجنحة َ السوداءَ

    أو بارجة ًمن أمسياتْ

    قد تخيّلتـُكِ نبراساً مضيئاً

    و دروبي كلـّها مرصوصة ٌ بالظـُلـُماتْ

    قد تخيّـلتـُكِ لحناً

    و تخيّـلتـُكِ شكلاً

    و تخيّـلتـُكِ عطراً

    و تخيّـلتـُكِ لونا ً

    ثمّ أعددتُ ثيابَ العُرْس ِ من ضوءِ المصابيح ِ

    و ألوان ِ الفراشاتِ

    و أهدابِ رموش ِ الفتياتْ

    ثمّ ناديتـُكِ لما تسمعيني

    كلـِّميني

    واكتبي بيتين ِِِ من شعري و أسماءَ دواويني

    على الباصاتِ والساحاتِ والدورِ

    وجدران ِ البيوتْ

    منذ أن كانَ صغيراً

    كانَ يرجو أن يعيشَ العمرَ في بغدادَ

    أو فيها يموتْ

    و على أسوارِ بغدادَ الجديده

    كانَ يستلقي الى الصبح ِ أمامَ السينما البيضاءِ

    كي يكتبَ لي أحلى قصيده

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()