بتـــــاريخ : 5/28/2008 2:44:58 PM
الفــــــــئة
  • الســــــــــياحة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1558 1


    سوق البزورية - محطة تاريخية تندثر في دمشق

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : محيط ـ هبة شكرى | المصدر : www.moheet.com

    كلمات مفتاحية  :
    سياحة اسواق

     

     
           

    سوق " البزورية " أو "سوق العطارين" يعتبر أحد أهم الأسواق الشعبية في دمشق القديمة وواحداً من أهم المعالم الدمشقية التاريخية ، يواجه سكانه وأصحاب المحلات به أزمة خطيرة حيث انهم معرضين للتشريد وقطع أرزاقهم ، والاستيلاء على محلاتهم من قبل وزارة السياحة السورية بطريقة الاستملاك والحجة هي الاستثمار .

     

    محيط ـ هبة شكرى

     

    تتعرض مدينة دمشق القديمة ضمن السور التراثي العريق لتهديم النسيج العمراني والمعماري للأحياء الأثرية ذات الطابع القديم والدور العربية الدمشقية الآهلة بالسكان بحي الحمراوي وحي الصبغة الخضراء وأزقة الزهر والشريف والقاضي الخجا والسرمني ومعاوية الصغير والنقاشات والأسواق الحرفية للصناعات التقليدية وسوق القباقبية وسوق الصاغة القديم للمصنوعات والمجوهرات الشرقية ، وذلك تحت مظلة إنشاء سوق تجاري حديث وتغيير ديموغرافية مدينة دمشق عاصمة الثقافة والتاريخ والوجه الحضاري الأصيل بالقرار الاستملاكي رقم 182 لعام 1960 الصادر عن المشير عبد الحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة آنذاك ومنذ ذلك التاريخ وهم يعانون من عمليات التخريب والقلق والمصير المجهول  . ‏

     

    وأشارت جريدة  " تشرين " السورية إلى أن مجلس الشعب السوري كان قد رفع في عام 1979 اقتراحه لالغاء قرار الاستملاك لرئاسة مجلس الوزراء ومحافظة دمشق وصدر قرار المكتب التنفيذي رقم 422 لعام 1980 بالموافقة على إلغاء قرار الاستملاك وايضاً مديري الشئون الفنية ومدير التخطيط العمراني والدراسات ومديرية الشئون القانونية ومديرية الاسكان اجمعت كتبها لإلغاء قرار الاستملاك الباطل اصلاً وما نجم عنه من آثار ولا يحمل صفة النفع العام.

     

    ‏ووجهت القيادة السياسية قيادة فرع دمشق لحزب البعث بإلغاء قرار الاستملاك وعلى اساس ذلك اصدر مجلس الشعب اقتراحاً بقانون بعام 1982 لإلغاء قرار الاستملاك .

     

    صرخات المواطنين

    ورغم فرحة قدوم الأعياد استطاعت إنذارات الإخلاء الموجهة إلى أصحاب المحلات الواقعة في منطقة خان الرز بسوق البزورية في دمشق القديمة بأن تقطع عليهم سرورهم وتحول عيدهم إلى حزن, منتقدين بذلك "توقيت وحجة الإنذارات" , فيما بررت الجهات المسئولة السبب للحرص على سلامة أصحاب المحلات لسوء وضع البناء ، لكن مصادر أخرى كشفت عن لعبة تحيكها هيئة المشاريع السياحية لإخراج الناس من المكان بسرعة ، وذلك وفقا لما ورد بجريدة " أخبار سوريا " .

     

    وقال المواطن بدر الدين العوف: " الآن قامت وزارة السياحة خلال عيد الأضحى المبارك باخلاء محلاتنا موقع ارزاق اطفالنا واولادنا والاستيلاء على ابواب معاش حياتنا ووزعت انذارات الإخلاء وتقطيع اوصال دمشق القديمة وتشريد أهاليها الذي يتعارض مع القوانين والأعراف التي تحمي المواطن وعيشه وامواله وحقوقه الوطنية والارثية ، ونرجو من رئيسنا الدكتور بشار الأسد ونستصرخ لرفع هذا الظلم والجور وسلخت المحافظة دورنا بقيم وهمية وتريد أن تبيعنا اياها بالملايين ". ‏

     

    وقال المواطن ياسين إيبو :" انا اقطن في البزورية ومحلي محل موالح وانا موجود بالمحل منذ اربعين عاماً نبعد عن خان الرز مسافة مائة متر ولا يوجد جدار بين محلنا وخان الرز الذي يريدون ترميمه كما أنه يوجد فسحة سماوية بين محلنا وخان الرز تقدر بعشرين متراً ولا علاقة لنا بخان الرز الموجود بالجهة الشرقية ومحلنا بأقصى الجهة الغربية لذا نناشد الجهات المعنية اعادة النظر ".

     

    ‏ فيما قال المواطن ثالث يدعى منصور الخطيب لصحيفة " تشرين " السورية :" اعيل اسرة مؤلفة من أحد عشر فرداً، أول محل في البزورية اشكل الجيل الرابع من شاغلي المحل مهنة عصارة منذ عام 1889 على عهد والد جدي استملكت وزارة السياحة الجزيرة التي تضم خان الرز ومجموعة محلات مفصولة عن الخان بفسحة سماوية استناداً الى قانون استملاك اراضي فارغة وليس لقانون استملاك ابنية مشيدة وذلك حتى لا تدفع قيمة عقارات مبنية ـ قرار الاستملاك صادر عام 1986 ".

     

    وأضاف الخطيب قائلا :" منذ ثلاث سنوات بدأت وزارة السياحة باجراءات نقل الملكية لاسمها وسمعنا من موظفي الدائرة القانونية ان وزارة السياحة تضع خطة لاخلائنا من محلاتنا وطرحها في مزاد علني لاعادة تسليمها للاستفادة من فروغات جديدة وهذا يتنافى مع المبادئ التي اسست عليها محكمة مجلس الدولة التي انيط بها مبدأ اثراء الدولة على حساب المواطن ، والآن انذرنا قبل عيد الأضحى بثلاثة أيام بوجوب اخلاء المحلات خلال عشرة ايام من ضمنها سبعة أيام عطلة  بحجة أن المبنى متصدع " . ‏

     

     
      أحد محلات بيع التوابل بالسوق    

    وأشار الخطيب إلى أن الإنذار مخالف لقانون الاستملاك لعام 82 الفقرة 25 ومحلقاتها الخاصة بالإخلاء الذي حدد مهلة خمسة أشهر كحد ادنى مهلة أخلاء وليس 10 ايام ، وقال :" إن المرسوم الجمهوري الصادر عام 95 منع الهدم في مدينة دمشق القديمة فإذا كانت وزارة السياحة ترغب بتسليم خان الرز كفندق سياحي خمسة نجوم الذي من شروطه مسبح ومرآب سيارات فأين ستكون هذه الأبنية؟" ‏.

     

    كما اشار الخطيب إلى أن المصور والمهندس اللذين حضرا إلى المنطقة يوم الثلاثاء الماضي الموافق  18 / 12 / 2007 م ، أفادا بأن البناء متين وغير متصدع، كذلك نقابة المهندسين ارسلت مندوبين يضعان الآن تقريراً يفيد بأن البناء متين وليس متصدعاً فلماذا هذه البدع والحجج من اجل الإخلاء وان كانت الوزارة ترغب في الترميم فنرجوا اعلامنا عن شكل الترميم لنقوم به على حسابنا خاصة وأن كتلة المحلات مفصولة عن الخان ، ‏ وايضاً هذه المحلات لايمكن استثمارها إلا محلات لأن تشكيلها البنائي لايسمح بضمها ككتلة واحدة. ‏

     

    يذكر أنه في عام 1991 صدر عن مجلس الشعب السوري قراراً أو توصية الى رئاسة الوزراء لإلغاء كل استملاك مضى عليه 15 عاماً ولم يوضع في تنفيذ الغاية منه ولكن رئاسة الوزراء رفضت الأخذ بهذه التوصية . ‏

     

    وقال المواطن نذير تيناوي :" انا من سكان ومن اهالي مدينة دمشق القديمة ومن مواطني سورية العريقة المحافظة على أهلها وسكانها وأولادها العريقين فيها منذ قدم السنين نعاني من الاستملاك الجائر الذي مضى عليه 48 عاماً ولم يلق من أي أحد معونة لإلغاء الاستملاك ولاسماع أصواتنا نحن نستغيث بالله وبمحبي هذا الوطن ولم يستجب لنا أحد منذ 48 عاماً ولا نعلم من الذي وراء هذا الاستملاك القائم لهذا الوقت وما الفائدة منه هل تشريد أهاليه وتشريد أهالي مدينة دمشق بالإمس زقاق الحمراوي وتوابعه واليوم أنذار بالإخلاء من خان الرز وسوق البزورية ولا نعرف غداً من المشرد من هذه المدينة العريقة ولكم فائق الاحترام ". ‏

     

    وقال المواطن محمد كمال الخطيب صاحب محل لبيع الزهورات في سوق البزورية  :" انا من الجيل الثالث في هذا المكان بعد والدي وجدي ورثنا المحل. المحل بالنسبة لي وطن ولا أريد التخلي عن وطني لأنني جدير به وأفخر به وبوطني ".

     

    ‏ وقال المواطن شمس الدين العشا :" انا من مواليد دمشق 1927 وبتاريخ 13/12/2007 فوجئنا بإنذار من وزارة السياحة باخلاء المحل من منطقة شاغور جواني 800/12 بمدة عشرة ايام مع العلم أني اقطن المحل منذ ستين عاماً وعائلتي مؤلفة من عشرة اشخاص ومع العلم ذهبنا الى مدير السياحة وعرضنا عليه صورة الانذار وطلبنا منه اعطائنا بدلاً عنه فقال لارجوع إليه ولا بدل فهذا معقول بإخلائنا وعدم إعطائنا بدل اجار أو بدل محل بأي منطقة بحيث طرح الموضوع للاستثمار وهذا العمل تجاره على اكتافنا بحيث لنا ديون وعلينا ديون وذمم للناس قطع الاعناق ولا قطع الارزاق، شكراً للوزير فإننا نشكوه الى الله العزيز فهذا عمل انساني بأيام جبر الخواطر وإنما اشكو امري الى الله ". ‏

     

    وقال المواطن محمد هاني بن ياسين السمان :" محلي ثاني محل بالزورية ورقمه رقم 6 محل ياسين محمد السمان نحن نشغل المحلات سوق البزورية أول السوق ‏ تلقينا من وزارة السياحة انذاراً بإخلاء المحلات للصالح العام مع أنه لا يوجد مشروع هدم أو توسيع طريق أو مستشفى أو حديقة عامة انما الغاية اخراجنا من المحل وتسليمه لمستثمر عربي أو غربي ، مع العلم أن جدي رحمه الله فتح المحل عام 1920 ووالدي استمر بعده من عام 1943  ".

     

    وأضاف السمان  قائلا:" ولا يزال المحل يعمل وهو واجهة سوق البزورية ضمن السور والمحل بعيد عن خان الرز بفسحة سماوية تبعد عن الخان 15 م وجميع المحلات المستملكة خارج الخان هم عقار غير العقار المستملك وهم بناء جيد متماسك ولقد وضعت محافظة دمشق عند اعادة اعمار تغطية السوق بوضع مايقارب 180 طن أجر وفوقهم غطاء السوق وهذا يبين مدى قوة البناء وقد حضرت لجنة من السياحة ومحافظة دمشق ونقابة المهندسين ودرست هذه المحلات ووجدت أنها بقوة ومتانة ". ‏

     

    وقال المواطن وليد قزاز :" لكي نجبر على الاخلاء خلال سبعة ايام وقيل لنا كل تأخير يحرم الشاغل 25% من قيمة التعويض والمدة الممنوحة لنا مع انتهاء العيد تنتهي. وفي قانون الاستملاك مدة الانذار خمسة أشهر والموضوع لم يبت القضاء فيه فهل سياسة الأمر الواقع هي الأقوى ، وهم يريدون الاخلاء من اجل مشروع استثماري خمسة نجوم اي يجب أن يتوفر فيه مسبح مرآب للسيارات الخ .. " . ‏

     

    وأشار قزاز إلى أن المرسوم 95 يتعارض مع انشاء المنشأة فالكتل حول الخان مصنفة لدى وزارة الثقافة اثرية ويمنع تغير مواصفاتها .

     

     
      اهالي السوق يتظاهرون ضد الاخلاء    

    وقال قزاز  :" فنحن كنا ملاكين واصبحنا مستأجرين والآن بالشارع ترى هل هذا هو التطور والتحديث ام انه شعار ضد مصلحة المواطن يستخدمه بعض المسؤولين والمشكلة ان الاخلاء ليس إلا لاستثمار جديد لوزارة السياحة وبفروغ جديدة يتنافى مع المبادئ التي انشئت عليها الدولة واحدى فقراتها مراقبة عدم اثراء الدولة على حساب المواطن علماً بأن مجلس الشعب عام 1991 رفع توصية الى رئاسة مجلس الوزراء مفادها إلغاء كل الاستملاكات التي لم توضع بالتنفيذ ومضى عليها 15 عاماً على صدور قرار الاستملاك ". 

     

    وقال كمال صاحب محل :" لو كان الهدف من الإخلاء شق طريق أو بناء ساحة كنا تفهمنا الوضع أكثر و(على عيني ورأسي) لكن لمشاريع سياحية فهذا غير منطقي , فهل يعقل أن أتنازل عن باب رزقي ليستثمره آخر وينتفع منه أمام ناظري وأنا أقف مكتوف الأيدي (هذا حرام) " .

     

    وأضاف قائلا :" إن التعويض ضحك على اللحى و رزقة العباد لا تعني للدولة شيء فتعويض محلي مثلا لا يتجاوز 6 ألاف ليرة سورية بينما يكلف المحل بالواقع ملايين".

     

    السياحية تؤكد سوء وضع البناء

     

    وقد أكد المهندس محمد حمصي معاون المدير العام للهيئة العامة لتنفيذ المشاريع السياحية أن وزارة السياحة استكملت خان أسعد باشا في عام 1976 لاستثماره وتوظيفه سياحيا ولتخديم خان اسعد باشا استملكت خان الرز عام 1986 , لكن وضع البناء غير السليم استدعى تعجيل موضوع الإخلاء من أجل سلامة الناس فالبناء آيل للسقوط ويزداد سوءا يوما بعد يوم, لذلك اتصلنا بالمحافظ ووضعناه بصورة البناء من أجل اتخاذ إجراءات السلامة العامة فأرسل أخصائيين وباحثين في الهندسة فتبين لنا خطورة الموضوع ولا بد من إخلاء المكان لسلامة أصحاب المحلات".

     

    وأشار حمصي إلى أن البناء يعاني من وجود تشققات خطيرة حتى أن أصحاب المحلات استعانوا بوضع أعمدة للجسور لضمان عدم انهيارها والذي يرجع ذلك لقدم البناء إضافة إلى مخالفات أصحاب المحلات المتمثلة بزيادة الحمولات على البناء فزادوا الأمر سوء حيث أصبحت المحلات كالمستودعات, بناء على ذلك اضطررنا بتوجيه إنذار سريع لسلامة الناس الموجودة فيه فالوضع لا يستحمل الانتظار،

     

    واضاف حمصي قائلا :" هناك تخوف آخر من أن تؤثر التمديدات التي ستقوم بها بلدية باب توما قرب الخان على أساسات البناء إضافة إلى موسم المطر فالبناء قديم جدا وغير مدعم والمياه تزيد من التشققات".

     

    وقال معاون المدير أن الإنذارات شملت 89 إشغال ( محل) , وصحيح أن توجيه الإنذار في هذا الوقت يعتبر جائر بحق الناس لكن خطورة الوضع تستوجب الإخلاء السريع وفي حال تعرضوا لشيء لألقوا اللوم علينا لإهمالنا" ، مؤكدا أنه يتم تدارس وضع حوالي 12 محل غير عائدة للخان قدموا أصحابها شكوى بذلك لوزارة السياحة وبناء عليه تم إرسال لجنة من المهندسين للكشف على وضعها الحقيقي وسلامتها وإذا ثبت عدم تضرها لن يتم إخلائها لكن هذا الأمر يقره وزير السياحة فقط .

     

    التعويضات

     

    وعن التعويضات ، قال حمصي : " البدلات مدفوعة مسبقا في البنوك لأصحاب المحلات لكنهم لم يأخذوها والقوانين لا تعطي بدل للمحلات الواقعة ضمن منطقة الإستملاك فالبدل فقط للسكن".

     

    أما عن التعويضات الزهيدة ، أشار حمصي إلى أنه تمت مناقشة زيادة نسبة البدل للمحلات بشكل عام في جلسات مجلس الشعب والموضوع في قيد الدراسة .

     

    وفيما يتعلق بالخطوات القادمة ، تابع حمصي قائلا : " سنقوم بعمليات الترميم والصيانة وتدعيم الآثار والمكان وإعادة تأهيله لاستثماره وتوظيفه سياحيا لجذب شريحة أكبر من السياح في إطار السياحة الثقافية, وموضوع التخديم السياحي يدرس في هيئة التخطيط لتحديد ماهية العمل ولم يتم بعد تحديده فإما أن يكون سوق أو خدمات سياحية كالفنادق أو ما شابه ذلك".

     

    مصدرمسئول : تصدع البناء "حجة"

     

    وقد كشف مصدر ذو صلة في وزارة السياحة في تصريح لجريدة " أخبار سوريا " عن أن الإنذارات التي تم توجيهيا إلى أصحاب المحلات لإخلاء العقارات بحجة تصدع البناء ما هي إلا لعبة تحيكها وزارة السياحة لتكون مخرج وحجة للإخلاء, لكن السبب الحقيقي هو إخلاء المكان للشركة المستثمرة المتعاقد معها لتحضير الخان, خاصة أن لجنة رئاسة مجلس الوزراء التي درست وضع البناء أكدت أن البناء سليم وغير معرض للانهيار كما ادعت وزارة السياحة والمحافظة".

     

    وأكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن الوزارة ستعمل على إخلاء المكان حتى لو كان البناء سليم, ولن تأخذ بعين الاعتبار لشكوى أصحاب المحلات فالمكان مستملك للنفع العام, وهي بصدد إنشاء مشروع سياحي يدر أموال كثيرة .

     

    بينما نفى حمصي ما أدلى به المصدر, مؤكدا أنه لم يتم التعاقد مع أحد الشركات لاستثمار الخان, لأنه بالأصل لم يطرح هذا الموقع للاستثمار السياحي لأن المكان غير خال من الشاغلين وعند إخلائه سيتم تقديم العروض وفق الأصول والشروط المتوجبة لاستثماره سياحيا".

     

     
      خان أسعد باشا    

    وعن سؤال فيما إذا رفض أصحاب المحلات إخلاء المكان والالتزام والتقيد بشروط الإنذار المحددة قال حمصي :" سيتم الاستعانة بالشرطة للتدخل والمساعدة في إخلاء المكان في أسرع وقت ممكن ".

     

    السوق مرآة تاريخية تحاكي الأصالة

     

    عُرفت مدينة دمشق القديمة منذ مئات السنين عبر العصور الإسلامية وخاصة في العهد المملوكي بالكثير من الأسواق الشعبية المغطاة التي ‏ ‏تحجب الشمس صيفا وتقي من الامطار شتاء ليتمكن المتسوقون من السير فيها بحرية .‏

     

    ‏وظلت هذه الاسواق تعمل منذ مئات السنين وتستقبل المتسوقين والزائرين والسياح ‏ ‏حتى هذه الايام واصبحت من اشهر معالم دمشق التاريخية والسياحية وخاصة تلك الأسواق المعروفة والمشهورة والمتبقية إلى يومنا هذا مثل سوق الحميدية وسوق مدحت باشا وسوق الحرير وسوق البزورية  .

     

    وتتميز هذه الاسواق وفقا لما ورد بجريدة " الرياض " السعودية بتخصصها في بيع بضائع ‏ ‏خاصة وهذه الميزة مازالت موجودة في اسواق دمشق القديمة واذا كان سوق الحميدية ،‏ أشهرها فإن هناك اسواقا اخرى لا تقل شهرة عنه ومنها سوق البزورية الذي ما زال ‏ ‏محافظا على تخصصه بعكس سوق الحميدية.‏

     

    وقد شكل سوق البزورية في جوار دار السعادة ومنطقة الخانات مستودعا للقوافل ‏وللبيع والتوزيع الى مختلف ارجاء مدينة دمشق بينما كان يتطور باتجاه التنوع مما‏ ‏جعله سوقا مركزيا حتى هذه الايام .‏

     

    والسوق يمتد على طول نحو كيلو متر في دمشق القديمة ويحوي على  150 محلا تجاريا بنيت من الأخشاب ثم الحديد مع المحافظة على الطراز القديم, وتم سقف هذا السوق منذ نحو 150 أى بعد بناء السوق بـ "250 سنة ".‏

     

    ويمتد السوق من منطقة الدقاقين والشاغور يمينا وينفذ حتى الجامع الأموي, وله خصوصة كبيرة لدى الدمشقيين جاءت من تقاليد البيع والشراء فيه ومن سلوكيات أصحاب هذه المحال الذين وصفوا بالورع والتقوى وتجارة الحلال.‏

     

    ويقسم سوق البزورية الى ثلاثة أقسام هي سوق العطارين ويشمل : القسم الأول منه قسم سوق الغذائيات في الوسط والسكاكر والحلويات والمكسرات في نهاية السوق, وروفيه البهارات والتوابل المختلفة ذات المنشأ المحلي أو القادمة من الهند وشرق آسيا, حيث تستقبلك الرائحة الزكية قبل دخولك السوق كهوية تدل عليه.

    ويمتد سوق " البزورية" المغطى بساتر قوسي من الشمال الى الجنوب من زقاق بين ‏البحرتين الواصل الى قصر العظم وحتى سوق مدحت باشا او السوق الطويل وأنشأه والي ‏ ‏دمشق مدحت باشا عام 1878 ميلادية ويشتهر ببيع المنسوجات والاقمشة الحريرية ‏ ‏والعباءات او البشوت والكوفية او الغترة والعقل.

     

    وسوق البزورية تقلبت أسماؤه بحسب ما يباع فيه من بزورات ومكسرات وتوابل وغير ذلك ، فهو سوق "العطارين" في العهد العثماني حيث يذكر المؤرخون ان العطار في الاصل‏ ‏اسم لمن يبيع العطر اما الان فهو اسم لمن يبيع اصنافا شتى من سكر وارز وملح  ، وهو سوق القيمرية نسبة الى موقعه وهو سوق البزورية صاحب الشهرة الواسعة.

     

    ويقع في وسط السوق حمام النوري أي حمام نور الدين الشهيد وهو احد اجمل حمامات ‏ ‏دمشق القديمة المتبقية من مائتي حمام كانت في دمشق منذ القرن الثاني عشر وظلت قيد‏ ‏الاستعمال حتى وقت قريب.

     

    ويتميز حمام نور الدين بزخارفه الجميلة ومازال يستقطب رواد الحمامات‏ ‏العامة وكذلك السياح وخاصة الاجانب فيه.

     

    ويقع في سوق البزورية ايضا خان اسعد باشا الذي بناه صاحب قصر العظم في منتصف ‏ ‏القرن التاسع عشر واراد منه ان يكون من اجمل خانات الشرق وهو فعلا ما حصل حيث يعد ‏ ‏خان اسعد باشا حاليا من اروع واكبر خانات دمشق ويجري تحويله لمنشاة سياحية ‏ ‏وثقافية.

     

    واذا كان سوق البزورية يضم اجمل منشاتين معماريتين الحمام والخان فان دكاكينه‏ ‏المنتشرة على طرفي السوق تتميز بصغرها بعكس محلات سوق الحميدية.

     

    وينتعش سوق البزورية كثيرا في شهر رمضان المبارك وفي الاعياد والمناسبات ‏ ‏السعيدة وفي مواسم مكدوس الباذنجان المحشو بالجوز والفلفل الاحمر والثوم والغطس ‏ ‏بزيت الزيتون البلدي ويعتبر من المواد التي تحرص كل عائلة سورية على التموين منه ‏لفصل الشتاء حيث تقبل ربات البيوت على شراء الجوز وخاصة البلدي من هذا السوق ‏ ‏بالذات الذي ما زال يكسب ثقتهن وكذلك شراء التمر الهندي وعرق السوس.

     

     ومازال سوق البزورية محافظا على شكله المعماري ولكنه تعرض لكوارث قديمة وكان ‏ ‏اخرها قبل سنتين ، تعرضه لعاصفة هوائية ادت الى انهيار قسم من سقفه المقوس الذي يقع في ‏ ‏الجهة الجنوبية والمجاور لسوق مدحت باشا.

     

    وكانت محافظة دمشق ولجنة حماية المدينة القديمة تعمل على اعادته الى ما كان ‏ ‏عليه عن طريق بناء واقامة سقف معدني جديد مع تمتين الحوامل المعدنية للسقف حتى‏ ‏لا ينهار مرة ثانية.

     

    ويشتهر السوق بوجود العديد من الأعشاب والنباتات الغذائية والطبية مثل:" جزر الرباص والحنظل والروزميري طيب الرائحة, وفيه الكمون والعصفر والزهورات المختلفة وفيه مادة التمر الهندي والعرق سوس وغير ذلك الكثير ".‏

     

    ويقصد الناس ذلك السوق لشراء هذه المواد اضافة الى الأطايب والبهارات المختلفة, كما تلقى فيه الزعتر وحبة البركة والغار واللوز والجوز والخردع وغير ذلك ، ودخلت الى السوق جذور نباتات مختلفة تستخدم للغذاء وللدواء في آن واحد.‏

     

    فسوق البزورية وإن اختلفت مقاييس العمل فيها ما زالت تتمتع بالكثير من الخصوصية وهي سمة مهمة من سمات دمشق القديمة يقصدها الناس للتزود بجميع لوازم المطبخ.‏ فسوق البزورية من أهم أسواق دمشق التاريخية وينجح في استقطاب الزائرين العرب والأجانب إليه .

    كلمات مفتاحية  :
    سياحة اسواق

    تعليقات الزوار ()