بتـــــاريخ : 9/9/2008 8:23:28 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1175 0


    حل الخلافات الزوجية

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : د.عادل | المصدر : www.egyptsons.com

    كلمات مفتاحية  :

    أساليب عملية في حل الخلافات الزوجية


    ينبغي أن ينظر الزوجان نظرة واقعية إلى الخلافات الزوجية إذ إنها من الممكن أن تكون عاملاً من عوامل الحوار والتفاهم إذا أحسن التعامل معها .

    والأسلوب الذي يتبعه الزوجان في مواجهة الخلاف إما أن يقضي عليه وإما أن يضخمه ويوسع نطاقه ..

    ضوابط لابد منها

    لاشك أن الكلمات الحادة , والعبارات العنيفة , لها صدى يتردد باستمرار حتى بعد انتهاء الخلاف , علاوة على الصدمات والجروح العاطفية التي تتراكم على النفوس .فقد ينسى الصافع ولا ينسى المصفوع..

    لزوم الصمت والسكوت على الخلاف حل سلبي مؤقت للخلاف , إذ سرعان ما يثور البركان عند دواعيه , وعند أدنى اصطدام ، فكبت المشكلة في الصدور بداية العقد النفسية وضيق الصدر المتأزم بالمشكلة ، فإما أن تتناسى وتترك , وإما تطرح للحل ولا بد أن تكون التسوية شاملة لجميع ما يختلج في النفس ، وأن تكون عن رضا وطيب خاطر .

    البعد عن الأساليب التي قد تكسب الجولة فيها وينتصر أحد الطرفين على الآخر (وكأنها معركة لابد فيها من منتصر ومهزوم) لكنها تعمق الخلاف و تجذره : مثل أساليب التهكم والسخرية , أو الإنكار والرفض ، أو التشبث بالكسب . روى البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً , وكان يقول إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً " .
    و روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن يهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليكم ، فقالت عائشة : عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم ، قال : " مهلاً يا عائشة عليك بالرفق , وإياك والعنف والفحش " قالت : أولم تسمع ما قالوا ؟ قال : أو لم تسمعي ما قلت ؟ رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في .
    و روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره " .
    و روى الترمذي حدثنا محمد بن غيلان حدثنا ابن داود قال أنبأنا شعبة عن أبي إسحاق ، قال : سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول : سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت :" لم يكن فاحشاً , ولا متفحشاً , ولا صخباً في الأسواق , ولا يجزي بالسيئة السيئة , ولكن يعفو ويصفح " .
    وقول أنس : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، فما قال لي يوماً لشيء فعلته لما فعلته ؟ ولا لشيء تركته لما تركته " .

    الوعي بأثر الخلاف وشدة وطأته على الطرفين : فلا شك أن اختلاف المرأة مع شخص تحبه وتقدره وتدلي عليه , يسبب لها كثيراً من الإرباك والقلق والانزعاج ، وبخاصـة إذا كانت ذات طبيعة حساسة .

    البعد عن التعالي بالنسب أو المال أو الجمال أو الثقافة , فإن هذا من أكبر أسباب فصم العلاقات بين الزوجين الكبر بطرد الحق وغمط الناس .

    عدم اتخاذ القرار إلا بعد دراسته , فلا يصلح أن يقول الزوج في أمر من الأمور " لا " أو " نعم " ثم بعد الإلحاح يغير القرار، أو يعرف خطأ قراره فيلجأ إلى اللجاج والمخاصمة .

    خطوات مهمة


    1- تفهم الأمر هل هو خلاف أم أنه سوء فهم فقط , فالتعبير عن حقيقة مقصد كل واحد منهما وعما يضايقه بشكل واضح ومباشر يساعد على إزالة سوء الفهم , فلربما أنه لم يكن هناك خلاف حقيقي وإنما سوء في الفهم .

    2- الرجوع إلى النفس ومحاسبتها ومعرفة تقصيرها مع ربها الذي هو أعظم وأجل.. وفي هذا تحتقر الخطأ الذي وقع عليك من صاحبك .

    3- معرفة أنه لم ينزل بلاء إلا بذنب وأن من البلاء الخلاف مع من تحب . وقد قال محمد بن سيرين إني لأعرف معصيتي في خلق زوجتي ودابتي .

    4- تطوير الخلاف وحصره من أن ينتشر بين الناس أو يخرج عن حدود أصحاب الشأن .

    5- تحديد موضع النزاع والتركيز عليه , وعدم الخروج عنه بذكر أخطاء أو تجاوزات سابقة , أو فتح ملفات قديمة ففي هذا توسيع لنطاق الخلاف .

    6- أن يتحدث كل واحد منهما عن المشكلة حسب فهمه لها , ولا يجعل فهمه صواباً غير قابل للخطأ أو أنه حقيقة مسلمة لا تقبل الحوار ولا النقاش , فإن هذا قاتل للحل في مهده .

    7- في بدء الحوار يحسن ذكر نقاط الاتفاق فطرح الحسنات والإيجابيات والفضائل عند النقاش مما يرقق القلب ويبعد الشيطان ويقرب وجهات النظر وييسر التنازل عن كثير مما في النفوس , قال تعالى (ولا تنسوا الفضل بينكم ) , فإذا قال أحدهما للآخر أنا لا أنسى فضلك في كذا وكذا , ولم يغب عن بالى تلك الإيجابيات عندك , ولن أتنكر لنقاط الاتفاق فيما بيننا فإن هذا حري بالتنازل عن كثير مما يدور في نفس المتحاور .

    8- لا تجعل الحقوق ماثلة دائماً أمام العين , وأخطر من ذلك تضخيم تلك الحقوق أو جعلك حقوقاً ليست واجبة تتأصل في النفس ويتم المطالبة بها .

    9- الاعتراف بالخطأ عند استبانته وعدم اللجاجة فيه , وأن يكون عند الجانبين من الشجاعة والثقة بالنفس ما يحمله على ذلك , وينبغي للطرف الآخر شكر ذلك وثناؤه عليه لاعترافه بالخطأ فالاعتراف( بالخطأ خير من التمادي في الباطل ) ، والاعتراف بالخطأ طريق الصواب , فلا يستعمل هذا الاعتراف أداة ضغط بل يعتبره من الجوانب المشرقة المضيئة في العلاقات الزوجية يوضع في سجل الحسنات والفضائل التي يجب ذكرها والتنويه بها .

    10- الصبر على الطبائع المتأصلة في المرأة مثل الغيرة كما قال صلى الله عليه وسلم غارت( أمكم ) وليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في تقدير الظروف والأحوال ومعرفة طبائع النفوس وما لا يمكن التغلب عليه . روى النسائي وأبو داود و الترمذي عن عائشة قالت : ما رأيت صانعة طعام مثل صفية أهدت النبي صلى الله عليه وسلم إناء فيه طعام فما ملكت نفسي أن كسرته ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كفارته فقال : " إناء كإناء وطعام كطعام " .

    11- الرضا بما قسم الله تعلى فإن رأت الزوجة خيراً حمدت , وإن رأت غير ذلك قالت كل الرجال هكذا , وأن يعلم الرجل أنه ليس الوحيد في مثل هذه المشكلات واختلاف وجهات النظر .

    12- لا يبادر في حل الخلاف وقت الغضب , وإنما يتريث فيه حتى تهدأ النفوس ، وتبرد الأعصاب , فإن الحل في مثل هذه الحال كثيراً ما يكون متشنجاً بعيداً عن الصواب .

    13- التنازل عن بعض الحقوق فإنه من الصعب جداً حل الخلاف إذا تشبث كل من الطرفين بجميع حقوقه .

    14- التكيف مع جميع الظروف والأحوال , فيجب أن يكون كل واحد من الزوجين هادئاً غير متهور ولا متعجل , ولا متأفف ولا متضجر , فالهدوء وعدم التعجل والتهور. من أفضل مناخات الرؤية الصحيحة والنظرة الصائبة للمشكلة .

    15- يجب أن يعلم ويستقين الزوجان بأن المال ليس سبباً للسعادة، وليس النجاح في الدور والقصور والسير أمام الخدم والحشم , وإنما النجاح في الحياة الهادئة السليمة من القلق البعيدة من الطمع .

    16- غض الطرف عن الهفوة والزلة والخطأ الغير مقصود :
    من الذي مـا ساء قــط <><> ومن لـه الحسنى فـقط.

    كلمة اخيرة:

    الحياة الزوجية تحمل مسئولية ومشاركة بين الزوجين ، وسميت الزوجة بشريكة الحياة الزوجية ، لكونها تشارك الزوج في كل شيئ يتعلق بالحياة الزوجية، من تربية الابناء وإدارة البيت وقيادة الاسرة ، فالام مدرسة ان اعددتها اعداد جيد اعددت جيل صالح.

    لكل منهم واجباته وحقوقه ، وكلاهما بشر ، اذاً فلابد من الخطء لان البشر غير معصومين من الخطء، فلابد من التسامح والتعالي عند الصغائر حتى يمكن التصرف عند الكبائر، لا يجب للاحدهم ان يقف دائماً عند كل صغيرة بل يجب ان يتسامح (وجعلنا بينكم مودة ورحمة)

    عند اي مشكلة لابد من التفكير في حلها بدلاً من التفكير في كيفية العقاب، ويجب على كل طرف ان يضع نفسه مكان الاخر، وليعلم الطرفان بأن القوة في التسامح وليست في النيل بالثأئر او من سيفرض رأيه. ويسيطر على الثاني.

    احياناً ضعف الشخصية يولد التمسك بالرأى والتشبت ، مما يؤدي ذلك الى اتساع الخلاف ووصوله لما لا يحمد عقباه.

    على الزوج ان يعلم ان المرأة مخلوق هش رقيق وضعيف ، يقوى بالحنان واللين ، ويكسر بالقسوة والعناد. بكلمة حب صادقة تقوى على تحمل الصعاب والمصابرة مع الزوج، وقد تنسى تعب اعمال البيت ووقوف المطبخ لاعداد الطعام بكلمة ثناء او مدح من الزوج، بل هو تشجيع لها لبذل المزيد من الجهد.

    الزوجة امرأة ، والمرأة من طابعها الغيرة ، فقد تغار حتى من ابنائها اذا اعطاهم الاب اهتمام اكثر منها واهملها.

    وعلى الزوجة ان تعلم بأن الزوج طفل كبير ، فعليها ان تدلـله ولا تحرمه من اشباعه بحنانها ورقتها وانوثتها، ويجب ان تقابله وتودعه بابتسامة ، فان حبته احبت ما يحب وحاولت بكل جهدها ان تسعده، عليها ان تشعره بانها تحب اهله، وان تذكره بصلة الرحم (مثلا انك لم تزور خالتك من زمن طويل،، ان اباك لم يحضر الينا ، لماذا لا تدعوه لقضاء يوم الجمعة معنا؟) وانها ترغب ان استضافتهم والتواجد معهم بصفة مستمرة. وانها تحبهم (حتى لو لم تشعر بالراحة معهم) فعليها ان تعلم بأن الزوج دائماً يشعر بانه لا يستطيع ان يغير اهله ولكنه يستطيع ان يغير زوجته...

    الحفاظ على العلاقة الاسرية الجيدة بين الزوجين من اكبر اسباب نجاحها واستمراريتها.

    من المعروف ان اهداف اي عائلة هو تربية الابناء تربية جيدة واشباعهم بحنان الابوين، فلا تجرعوا ابنائكم من مشاكلكم ولا تحطموا الصورة الجميلة لديهم عن الزواج،، فكم من عقد نفسية سببها الاباء لابنائهم وعانوا منها طيلة حياتهم ، وكانت سبب في امراض وعقد نفسية يتطلب علاجها لوقت طويل ...

    لذا وددت التنبية بضرورة حل مشاكلهم بعيداً كل البعد عن الابناء، وعدم تدخل اي طرف ثالث الا اذا استعصى الحل عليهم، وان كان لابد منه فليكن طرف محبوب للزوجين يتقبل كل منهم رأيه ونصحه.

    تحياتي وتمنياتي للجميع بحياة مليئة بالدفئ والحنان والحب.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()