بتـــــاريخ : 1/30/2012 9:34:01 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1505 0


    لماذا نحتـــال على أنفسنـــا ؟

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : روح وحنين | المصدر : quran.maktoob.com

    كلمات مفتاحية  :

    لماذا نحتـــال على أنفسنـــا ؟




    الحيل النفسية

    ثمة عقبات وهمية من صنع الناس ،
    وحواجز يبنيها بعضنا أمام
    نفسه دون قصد ،
    وحيث أن الناس قد يرون فيك ما لا تراه في نفسك ;

    هذه بعض من الحيل علنا ننجح في التخلص منها والبعد عنها .



    الحيلة الأولى : انتظار الوقت المناسب


    يتأخر بعضهم في مزاولة العمل ، وبذل الجهد لتحقيق الهدف ؛
    متعللًا بانتظار الوقت المناسب ، وتحيّن الفرصة المواتية ،
    وهذا الانتظار في أكثره ؛ ما هو إلا حيلة نفسية
    للتأجيل والتسويف والكسل ،
    وإلا فقد اتفق العقلاء قاطبة أنّ أول خطوة لتحقيق أي هدف :
    هي البدء في تحقيقه فورًا ،
    وأنك إن انتظرت الوقت المناسب ؛
    فإنه لن يأتِ .


    الحيلة الثانية : وهم الضحية

    يستمتع بعضهم بلعب دور الضحية ،
    ومن شدة الإعجاب به : يتقنه ،
    فيظن أنّ كل ما حوله مستفزٌ للوقوف ضده ،
    وكل من حوله همه أن يحد من تقدمه ،
    فيرى الناس مجرد أقنعة تخفي من خلفها وجه الجلاد الذي يلاحقه
    ، وما علم أنه إن صح في موقف أنه ضحية ؛
    فيستحيل أن يكون كذلك على الدوام ،
    وأنّ الضحية قد تموت وقد تنجو وقد تصبح جلادًا
    في حين من الدهر لاحقًا ،
    وكل ما عليه : أن يبحث عن مخرج .


    الحيلة الثالثة : استحلاب الماضي

    بعض الناس يصيبه العطش من أحداث الحاضر ،
    فيستحلب الماضي ليشرب ،
    وكلٌ على ماضيه يروي ويرتوي ،
    فمن كان ماضيه ربيعًا وحاضره قاعًا صفصفًا :
    بدأ يعزف على أنغام الصبا ، وألحان الإنجاز ،
    ومن كان حاضره خاويًا وماضيه تعيسًا :
    بدأ يُسمِعك بعض الموشحات الحزينة وكأنك في مأتم ،
    والعاقل يعلم أن ما مضى فات ،
    وما حواه قد مات ،
    وأن مهمته استغلال حاضره واستثمار مستقبله
    وعلى الله قصد السبيل .


    الحيلة الرابعة : الآمال الخادعة

    بعض الناس تتضخم عنده المواهب ،
    فيتحير أيها يسلك لينير دروبًا مظلمة في سبيل النجاح ،
    ونظرًا لكثرة رغباته وتعدد شهواته :
    يحلم بأنه سيصبح منارة يهتدي بها السائرون ،
    وعلامة يستدل بها التائهون ،
    وفي النهاية ينتظر أمله الموعود يتحقق من تلقاء نفسه
    وهيهات أن يفعل ،
    وهذا الكلام ينطبق على كل من كان أسيرًا للأمل
    دون أن يترجمه بعمل .


    الحيلة الخامسة : إسقاط العيوب


    الاعتراف بالنقص والتقصير :
    عملية صعبة على النفس البشرية ؛
    لذا تجدها تبدع في التسويغ واختراع المعاذير ،
    وأكثر الناس تسويغًا للأخطاء : هم المثقفون ،
    وحيث أنّ موقف المخطئ والفاشل ضعيف ؛
    فإنه يتعلق بأي قشة : ليعلق عليها عذرًا
    يكفل له تسويغًا يسكن إليه ،

    فالعين والسحر والحسد = قوالب جاهزة لا تحتاج إلى كثير
    عناء لنضع فيها كل ما عجزنا عن تحقيقه
    أو أخفقنا في الوصول إليه ،
    والعاقل الشجاع إن لم يعترف بحقيقة الخطأ ؛
    فلا أقل من أن يلتزم الصمت ،
    فالصمت لا يسمعه الناس .



    الحيلة السادسة : وهم الأهمية


    بعض الناس يتصور أنه محور اهتمام من يعرفه ؛
    يصبحون ويمسون على أخباره وأحاديثه ،
    فيظن أنهم مهتمون به وبجميع أموره ،
    فيتصور أنهم يقفون على قدم واحدة ينتظرون تصرف منه
    يصدر أو عبارة من فيه تقطر ،
    فيعيش في وهم يسد نقصه من خلاله ويتعب نفسه في آن معًا ،
    وما علم المسكين أن كل إنسان يرى نفسه محور كونه ،
    وما الاهتمام الذي يلقيه أحدهم على غيره إلا فتات ،
    وهذا الفتات يعود في حقيقته إلى اهتمامٍ بالذات ،
    والعاقل خصيم نفسه يراقبها دون ما سواها .



    الحيلة السابعة : لفت الانتباه


    حب البروز والتميز : حاجة نفسية ،
    وما نراه من أشكال مقززة في بعض الموضات الشبابية :
    ما هي إلا تعبير عن هذه الحاجة ،
    وبعض الناس يعمل أعمالًا يصور للآخرين -ولنفسه أحيانًا-
    أنه يريد منها أمرًا نبيلًا ،
    وحين يفحص مقصده بمنظار الموضوعية :
    يجد الحقيقة بدون أصباغ ، والغاية بيّنة دون قناع ،
    وكأنه يحمل بوقًا ينفخ فيه قائلًا : هـَا أنذا ،
    لذا كان مما يتواصى به العقلاء دائمًا لا تضع الناس بينك
    وبين تصرفاتك ، واجعل دافعك منك وفيك .


    الحيلة الثامنة : الغيرة النقدية


    يبدع بعضهم في استخراج النواقص ،
    ويستمتع في اكتشاف العيوب ،
    وهو في هذا يترجم أمرين معًا دون أن يشعر ،
    فهو يقلل من غيره ويتكثر من نفسه ،
    وهذه الغيرة النقدية : ليست محمودة ،
    فهي تشير إلى نقص يسكن الإنسان يسده من خلال
    إبراز نقص الآخرين ،
    وهو مع هذا يغلف هذه الغيرة بغلاف جميل اسمه :
    النقد الهادف ،
    والعقلاء يعرفون أن ثمة فروق بين من ينصح ليبني ،
    ومن ينقد ليهدم .



    الحيلة التاسعة : من يعلق الجرس


    حين تسأله عن مشكلته يشخصها لك بشكل دقيق ،
    وإذا سألته عن إمكانياته يصفها لك بشكل عميق ،
    وحين تستفهم عن متى يعمل ويباشر الحل :
    تجده يقلب يمنة ويسرة في دفتر الأعذار ،
    ويفتش في صندوق العقبات : من أجل أن يقنعك أنه
    يود ذلك ولكن ثمة ما يمنعه ،
    وهو ينتظر من يعلق له الجرس ليكمل الخطى ويواصل المسير ،
    ومما تواصى به العقلاء أن الجلد لن يحكه مثل الظفر ،
    فدافعك منك وفيك وإلا ستتوقف حتمًا .


    الحيلة العاشرة : التواضع المذموم


    حين تطلب منه عملًا : يقول لك لا أعرف ،
    وحين توكل إليه القيام بمهمة : يتهرب منها ،
    وحين تواجهه وتناقشه : يخبرك بكل جرأة أنه
    أقل من أن يقوم بمثل هذه الأعمال ،
    وأنّ قدراته ضعيفة ،
    ولو كان هذا الحكم بعد تجربة وجهد لكان مقبولًا ،
    ولكنها لافتات جاهزة يرفعها في وجه كل من سأله
    بذلًا أو عملًا أو غير ذلك ،
    وما هذا إلا كسل تم تغليفه بغلاف تواضع ،
    والعقلاء يعرفون في كل زمان ومكان :
    أن قدرات الإنسان تتوالد من خلال العمل



    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()