من رواية بجماليون

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : توفيق الحكيم | المصدر : www.adab.com

جالايتا : آه أيها العزيز بجماليون ! ... ألم أقل لك ينبغي أن أبقى
إلى جانبك دائماً ؟!
بجماليون : ولكن ... يخيل إلي أن البجعتين – لحسن الحظ – لم تتناولا من قلبي وكبدي شيئاً كثيراً ...
جلاتيا : لماذا ؟...
بجماليون : لعلهما تكرهان الطعام الحار !..
جالايتا : ( باسمة ) آه بجماليون الظريف .
بجماليون : أو لعلها !...
جلاتيا : ماذا؟..
بجماليون : خيل إلي أيضاً أني سمعت قيثارة .. ما كادت تنطلق
أنغامها حتى نفرت البجعات وانطلقتا بعيداً ... بعيداً ...
جالاتيا : ( كالحالمة ) أنغام غيثارة !...
بجماليون : ( يلتفت إليها ) نعم .. لماذا تغير وجهك ؟...
جالاتيا : لا شيء ... لا شيء ...
بجماليون : ولكني لست أخفي عنك أن ما وجدت منك عند
اليقظة كان أعجب من الحلم !...
جالاتيا : ( حالمة ) مني ... حقاً ... لست أدري ...
بجماليون : لست تدرين ماذا يا جالاتيا ؟...
جالاتيا : حياتي ... أين الحلم فيها وأين الحقيقة ...
بجماليون : حياتك ليست بالطول الذي يستحق التفكير فيما بعد ...
جالاتيا : أحس مع ذلك أنها طويلة ... أنسيت من أنا ؟...
يبدو أنك نسيت أنا عشنا معاً طويلاً !...
بجماليون : نعم ... عشنا معاً ...
جالاتيا : كم من الأعوام ؟...
بجماليون : لست أذكر .. أتذكرين أنت ؟!! ...
جالاتيا : آه ... أيه القاسي !...
( تذهب إلى قرب الستار مفكرة ، وتجلس في إهمال
على قاعدة التمثال مطرقة ...)
بجماليون : ألا تجدين دائماً غير هذا المقعد الرخامي !...
جالاتيا : لطالما جلست هكذا ... وكنت ترنو إلي دائماً
بنظراتك العميقة ... ولكنك لا تذكر الآن شيئاً !...
بجماليون : لا تتألمي كثيراً لضعف ذاكرتي !...
جلاتيا : لا لهذا ... بل لأني لا أعرف ماذا أصنع بعد الآن ...
وأنت تعاملني هكذا ... إنك لم تخبرني أنك تألمت
عندما أخذت البجعتان تلك القطعة من ...
بجماليون : وماذا يعنيك من ذلك ؟ ... أحسبك لن تزعمي أنك
أنت تلك القطعة ...
جالاتيا : كنت أرجو أن تقول : إني كذلك ! ...
بجماليون : ما دمت تريدين أن أقول لك ذلك ... فلأقل لك
ذلك ... أنت تلك القطعة .. منها تشكلت في صورة
امرأة !...
-------------
المصدر : الفصل الأول / بجماليون