أضخم عملية تجسس في التاريخ!

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : رائد الخمار | المصدر : www.farfesh.com

أضخم عملية تجسس في التاريخ!
لندن ـ رائد الخمار

على مدى الأسبوعين الماضيين استدعى ضباط جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية (ام اي 5)، بحضور ضباط من الاستخبارات الخارجية (ام اي 6)، كبار المسؤولين الذين سيحضرون افتتاح دورة أولمبياد بكين الجمعة، ومختلف اعضاء البعثة البريطانية من الرياضيين والاداريين وحتى المرافقين، من دون نسيان المشجعين الذين عادة ما يرافقون الفرق الرياضية في جولاتها الخارجية.

 
 

الرسالة التي تسلمها الجميع كانت عبارة واحدة في البداية: "لا تثقوا باحد، ستكون عملية تجسس كبيرة قد تكون الاضخم في التاريخ خلال مهلة زمنية بسيطة.. توقعوا ان تكونوا قيد المراقبة اينما ذهبتم واينما كنتم". وكان ضباط الاستخبارات قد هالهم ما حدث لاحد مساعدي رئيس الوزراء غوردن براون اثناء زيارة الاخير الى بكين مطلع السنة عندما وقع (المساعد) في فخ نسائي كلفه هاتفه "البلاكبيري" ومنصبه لاحقاً.

وابلغ مساعدو براون واربعة وزراء سيرافقونه الى حفل الافتتاح الرسمي للاولمبياد بألا يحملوا معهم اي كومبيوتر نقال وألا تحمل هواتفهم النقالة اي معلومات قد تفيد شبكة التجسس الصينية التي زرعت عملاءها بين حوالى 110 الاف رجل امن سيسهرون على مرور الأولمبياد بسلام. وطلب الى مختلف "الرعايا"، ومهما كان الثمن، الوصول الى بكين، التي ستحميها وملعب "عش النسر"، شبكة صواريخ مضادة للطائرات قبل نحو ست ساعات من الحفل الافتتاحي.

ووفق الاستخبارات البريطانية يرى الصينيون في الاولمبياد، التي كلفت بكين ما يصل الى 22 مليار جنيه استرليني، اي اكثر ثلاث مرات من كلفة اولمبياد اثينا، فرصة كبرى للتجسس ولاظهار قدرتهم على جمع المعلومات ومنع اي عملية ارهابية مهما كان التخطيط لها جيداً.

ووفق ما قاله عدد من الذين حضروا الاجتماعات مع الامن البريطاني ان الصينيين سيجدون الاعذار اللازمة لدخول غرف اعضاء البعثة البريطانية على الاقل خمس او ست مرات يومياً، وان العاملين في غرف الفنادق هم الاكثر تدريباً على التجسس لقربهم من افراد البعثات.

 
 

يُشار الى ان مدير جهاز الاستخبارات الداخلية جوناثان ايفانز حذر العام الماضي من ان الصينيين هم الاكثر تجسساً على مختلف جوانب الحياة البريطانية خصوصاً النشاط الاقتصادي والبحث العلمي، وان ما يصل الى 10 في المائة من الطلبة الصينيين في بريكانيا ويتجاوز عددهم 50 الفاً يعملون في خدمة الاستخبارات الصينية.

ويحضر الحفل الافتتاحي، الذي يقدر ان يكلف 151 مليون جنيه استرليني، في بكين اكثر من 80 زعيم دولة او من يمثله اضافة الى اكثر من 250 وزيراً. وتعتقد الاستخبارات البريطانية ان اجهزة تجسس عالية الكفاءة زرعت في مختلف فنادق بكين، وهي قادرة على التقاط الشيفرات وفكها كما انها قادرة على كشف الرسائل الالكترونية باكملها.

ويبدو ان الاستخبارات الصينية لم تكتف باخضاع فنادق بكين وحدها للرقابة او التجسس، بل شملتها مع مختلف الفنادق والمسارح وامكنة التسلية في المدن الصينية التي سيزورها المتابعون للاولمبياد. ومن النصائح التي اعطيت للبعثة البريطانية وكبار الرسميين الامتناع عن اعطاء العناوين في بريطانيا، او الاسم الكامل اذا امكن ولا معلومات شخصية مثل ما اذا كان متزوجاً او لديه ابناء وعناوين العمل وغيرها من المداخل الى التجسس.

ومن اكثر النصائح عدم القبول بفكرة ان صينية جميلة صغيرة السن يمكن ان تُغرم بشاب يكبرها بأكثر من 15 عاماً، وهي فقط ترغب بالقدوم الى بريطانيا. وتم توزيع نصائح مكتوبة على البعثة البريطانية حذرت تحديداً من الطلبة الصينيين المتطوعين الذين يدرسون في كلية العلاقات الدولية في جامعة بكين وهم اكثر الجواسيس ذكاء وطموحاً. (عن القبس)