ذم الرياء

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : ابن جبرين | المصدر : www.ibn-jebreen.com

رقم الفتوى (9857)
موضوع الفتوى ذم الرياء
السؤال ورد ذِكْر الرياء في كثير من الأحاديث وفي القرآن، وقد عُرِفَ بأنه شرك، ووردت الآية الكريمة في سورة النساء تقول: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ فهل شرك العبادة -الرياء- يدخل في تلك الآية؟ وخصوصًا أن الآية لم تفصل؟ علمًا بأنني أعلم أن المقصود في الآية هو الشرك بالله، والآخر شرك بالعبادة. ولكن قرأت حديثًا ورد في كتاب يُسَمَّى: (دراسات في العقيدة الإسلامية). هذا الحديث أخرجه أحمد بن منيع في مسنده بسند ضعيف أن قائلًا من المسلمين قال: يا رسول الله ما النجاة غدًا؟ قال: ( لا تخادع الله ) قال: وكيف نخادع الله؟ قال: ( أن تعمل بما أمرك الله به تريد به غيره، فاتقوا الرياء فإنه الشرك بالله، فإن المرائي يُنَادَى يوم القيامة على رؤوس الأشهاد بأربعة أسماء: يا كافر، يا فاجر، يا خاسر، يا غادر، ضَلَّ عملك، وبطل أجرك، فلا خلاق لك اليوم عند الله، فالتَمِسْ أجرك مِمَّن كنت تعمل له يا مخادع. وقرأ آيات من القرآن: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا وقرأ: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا فهل المقصود بالرياء هو الشرك بالله؟ وكيف؟ وما كفارة الرياء وعدم الإخلاص؟ وما مدى صحة هذا الحديث؟ وخصوصًا أنه وصف الرياء بأنه شرك بالله؟
الاجابـــة

2- أما آيات ذِكْر الرياء، فقد ذكرنا لك أنه شرك أصغر، وأنه لا يُغْفَرُ، ولا بد أن يعذب المرائي بقدر شِرْكِهِ، ثم يخرج من النار. وكفارة الرياء: التوبة في الدنيا، وإخلاص العمل لوجه الله تعالى، سواء في الصلاة أو الجهاد أو النفقة أو غيرها. وأما الحديث الذي فيه: لا تخادع الله فهو ضعيف، ولكن المرائي ينطبق عليه أنه يعمل لغير الله، وهو في الظاهر يعمل لله، فيكون كالمنافقين يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ فالواجب أن ينوي بعمله رضا الله تعالى، ولا يجعل فيه لأحد شيئًا، حتى يعظم ثوابه ولا يذهب عليه عمله كله. والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.




عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين