حين تقف في حرم الكعبة

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : د صفاء رفعت | المصدر : www.ahlalhdeeth.com

حين تقف في حرم الكعبة

وتتنفس أنفاسك رهبة الجلال والجمال والخشوع العجيب والمهابة التي تملأ أركان الروح

تشعر بأنك في دنيا أخرى

وأن هذا الذي يدق في صدرك قلب ءاخر غير قلبك

قلب يتعلق ببياض النور النقي النافذ إلى عمق أغوار الوجود منذ بدء الخليقة

كأن كل جوارحك قد اصطفت في السرب متسقة مخبتة لتسبح باسم الله الواحد

كأنك إنسان جميل

مؤمن نقي

ولو للحظات عابرة من عمرك الهالك

تتمنى لو تفلح في الإمساك بتلابيب تلك الحال لتسعد للأبد

لتبقى مستشرفا بشهود قلبك جلال مولاك ونوره

مخبتا مبتهلا مشتاقا

شوقا تهون معه وفيه الدنيا بحلها وارتحالها

وتهون معه وفيه البلايا والمتاعب والأوجاع

ثم يغمرك هذا الخجل الكبير والحياء الأوسع من رقعة الأرض والأرحب من أفق السماء

أين تذهب بكل هذا السواد الذي تدخره في صدرك

بكل تلك النقائص المعيبة وكل تلك الغفلات المخجلة التي أقمت عليها وأترعت فيها

ثم يرتد منك طرف القلب الوجل المشفق

هو الله مولاك الرحمن الكريم العزيز الواحد

ويمر بين يديك صوت مبتهل, وسط الطائفين...

وكنت فيهم..

تعفو الملوك عن النزيل بساحهم ** كيف النزول بساحة الرحمن !

فيلتقط حبل الرجاء بكاء قلبي:

تعفو الملوك عن النزيل بساحهم ** كيف النزول بساحة الرحمن

--------------




أصبحت ضيف الله في دار الرضا***وعـلـى الـكـريـم كـرامــة الضـيـفـان


تعفو الملـوك عـن النزيـل بساحهـم***كيـف الـنـزول بسـاحـة الرحـمـن ؟!

يــا مــن إذا وقــف المـسـيء بـبـابـه***سـتــر القـبـيـح وجــــاد بـالإحـســان


وأنـا المسـيء وقـد رجوتـك سـيـدي***تعـفـو وتصـفـح للعبـيـد الـجـانـي ...