الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني | المصدر : al-islam.com

المبحث الأول: تعريف الخُلُق الحسن

الخُلْقُ لغةً: السجيّة، والطبع، والمروءة، والدين.
وحقيقته أنه صورة الإنسان الباطنة، وهي: نفسه، وأوصافها، ومعانيها المختصة بها، بمنزلة: الخَلْق لصورته الظاهرة، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة.
فالخلق: حال في النفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر من غير حاجةٍ إلى فكر ورويّة، وجمعه: أخلاق. والأخلاق: علم موضوعه أحكام قيمة تتعلق بالأعمال التي توصف بالحسن أو القبح ،وهذه الحال تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: ما يكون طبيعيًّا من أصل المزاج، كالإنسان الذي يحركه أدنى شيء نحو الغضب، ويهيج لأدنى سبب، وكالذي يجبن من أيسر شيء، كمن يفزع من أدنى صوت يطرق سمعه.

القسم الثاني: ما يكون مستفادًا بالعادة والتدريب، وربما كان مبدؤه بالرويَّة والفكر ثم يستمر عليه حتى يكون ملكةً وخلقًا.

أما السلوك: فهو سيرة الإنسان ومذهبه واتجاهه، يقال: فلان حسن السلوك أو سيّئ السلوك.
والسلوك: عمل إراديٌّ، كقول: الكذب، والصدق، والبخل، والكرم ونحو ذلك.
فاتّضح أن الخلق حالة راسخة في النفس، وليس شيئاً خارجاً مظهريًّا، فالأخلاق شيء يتصل بباطن الإنسان، ولا بد لنا من مظهر يدلنا على هذه الصفة النفسية، وهذا المظهر هو: السلوك، فالسلوك: هو المظهر الخارجي للخلق، فنحن نستدل من السلوك المستمر لشخصٍ ما على خلقه، فالسلوك دليل الخلق، ورمز له، وعنوانه، فإذا كان السلوك حسناً دلّ على خلق حسن، وإن كان السلوك سيئاً دلّ على سلوك قبيح، كما أن الشجرة تعرف بالثمر، فكذلك الخلق الحسن يعرف بالأعمال الطيبة.

المبحث الثاني: فضائل الخلق الحسن

أولًا: الخلق الحسن من أعظم روابط الإيمان وأعلى درجاته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ) أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا (.
ثانيًا: الخلق الحسن من تخلّق به كان من أحبّ الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقربهم منه مجلسًا يوم القيامة: ) إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا (.
ثالثًا: الخلق الحسن يجعل المسلم من خيار الناس مطلقًا، ولا يكون كذلك إلا بالتخلّق بهذا الخلق العظيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ) إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا (.
وقد أحسن الشاعر إذ يقول: 

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

 رابعًا: الخلق الحسن من أعظم القربات وأجلّ العطايا والهبات، ؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ) ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن (.

 لمتابعة المزيد حمل الملف المرفق...