افكار دعوية للمعلمات

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : امة السلام | المصدر : saaid.net

أفكار دعوية للمعلمات

أمة السلام

 

 

الحمد لله القائل : {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:133) والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد ..
أختي المعلمة.. إن العمل لهذا الدين من أشرف الواجبات فكيف إذا امتزجت بمهمة التعليم .
من هذا المنطلق أردت مستعينة بالله أن أقدم لك بعض الأفكار والمقترحات لمن أرادت العمل الجاد والعزيمة الصادقة .. فلا تجعليها للقراءة فقط واهرعي إلى العمل .. لأن الوقت يمضي دون توقف . والمسئولية الملقاة على عاتقك عظيمة .
فهات يدك وهلمي إلى العمل والله يحفظك ويرعك .

أختك
أمة السلام

تمهيد

أختي المعلمة ..
إن الأمانة التي بين يديك عظيمة جداً والمسئولية التي على عاتقك كبيرة {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} (الأحزاب:72)
كيف لا وقد ألقي إليك المجتمع بفلذات كبده وثمرة فؤاده وغراس أيامه .
كيف لا وأمامك قلوب تتابع حركاتك وسكناتك ، ذهابك وإيابك .. غدوك وروحك .. لأنك منذ وقفت هذا الموقف أصبحت قدوة وأسوة لغيرك .
واعلمي يا رعاك الله أن مجال التربية والتعليم الذي أنت منه وإليه مجال واسع وأرض خصبة لمن ارتفع مقصدها وسمت غايتها وجلّ مرادها . . وعرفت قدر نفسها وموضع قدمها وعلو همتها .. أجل أرض خصبة للدعوة إلى الله تعالى ولا يخفى عليك وعلى أمثالك ما للدعوة إلى الله عز وجل من فضل عظيم وأجر كبير ألم تسمعي حين مدح الله هذه الأمة ماذا قال ؟! قال تعالى :{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران: 110). مدحها بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر فكيف حين تدعوا الله عز وجل وإلى سلوك طريقه المستقيم .. ألن تكون الخيرية أعظم وأجل .
إن الدعوة إلى عز وجل من أفضل الأعمال وأجلها عند الله عز وجل فهي وظيفة الأنبياء والرسل صلوات ربي وسلامه عليهم وهي مهمة العلماء وهم الدعاة في كل زمن وفي كل عصر ومصر .
واسمعي لقول الله عز وجل في قصة أصحاب السبت .
{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (سورة آل عمران: 165) .
فنص على نجاة الناهين وهلاك الظالمين وسكت عن الساكتين لأن الجزاء من جنس العمل فهم لا يستحقون مدحاً فيمدحوا ولا ارتكبوا عظيماً فيذموا ومع هذا فقد اختلف الأئمة فيهم هل كانوا من الهالكين أو من الناجين .
والمؤمنة تعرف سر وجودها وتعرف قدر ربها وهي في عملٍ دؤوب متواصل ما إن تنتهي من عمل حتى تدخل في آخر فكيف بمعلمة مؤمنة . وقدوة صالحة .(( والله لأن يهدي بهداك واحدُ ، خير لك من حمر النعم )) .
قبل ذلك ..
إن هذه الآثار والمقترحات التي سوف أعرضها لك .. ستكون بإذن الله طيـبة ولكن قبل ذلك تسلحي بالصبر .. لأنك أيتها المعلمة تدعين إلى الله عز وجل وهذا يحتاج منك إلى صبر على من تدعينهن ولاشك أيضاً أنه يحتاج إلى وقت وجهد .
أما الصبر ... فهو سلاحك لتصلي إلى مرادك بإذن تعالى وهو يحتاج إلى ترويض للنفس ومجاهدتها على ذلك .. لأنك قد تجدين من الناس إعراضاً شديداً في بداية الأمر ...أو قد تجدين عدم الاكتراث مما تقومين به أو مما تعرضينه على من حولك .. لكن رويداً رويداً وتذكري حبيبك صلى الله عليه وسلم وصبره في دعوته رغم ما وجد من الإيذاء والمعارضة بل والسب والشتم بل والرجم بالحجارة بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم . فاصبري وتصبّري وما صبرك إلا بالله . وادعي الله عز وجل أن يزينك بالصبر وهو على ذلك قدير .
وأما الجهد ... فسيكون عظيماً ولكن تذكري عظمة الله عز وجل وأن هذا العمل سيكون في جنب الله عز وجل وجنب آلائه عليك لا شيء ولكن فضل الله واسع .. والمؤمنة الصادقة التي تحمل هم الدعوة إلى الله تعالى تبذل كل شيء من أجل نصرة هذا الدين ودعوة أخواتها إلى الالتزام بشرائعه وسلوك سبيله القويم وسيـبارك لك الله عز وجل إن شاء الله في جهدك القليل إذا استعنت به وأخلصت نيتـك لوجهه الكريم . ولا تقولي تعبت أو مللت كلا بل تذكري قدوتك صلى الله عليه وسلم فقد تعب أيما تعب فما هان وبلغ به الجهد مبلغه فما لان ولا استكان فسيري بتوفيق العزيز الودود .
قد تحتاج مثل هذه الأعمال إلى جهد ووقت ومال .. وتذكري قول الحق تبارك وتعالى :{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ }(التوبة :111)
فماذا سيكون ما تبذلين أمام جنة عرضها السموات والأرض . نسأ ل الله من فضله .
أما الوقت فأي وقت أفضل من وقت تخدمين فيه هذا الدين . وتدعين فيه إلى الله عز وجل وتضربي فيه بسهم في سبيل الله عز وجل نعم اليوم هذا بل نعم الشهر هذا بل ونعم العمر إن كان في هذا .

المرح والنشاط

 

أختي المعلمة ... إن مثل هذه المقترحات تحتاج إلى النشاط والحيوية والمرح .... كل الأعمال تقريباً تحتاج إلى الحيوية والنشاط فكيف بالأعمال الدعوية التي تحاولين من خلالها كسب قلوب من حولك ومن ثم إرشادها إلى طريق الله المستقيم .
إن النفس بطبيعتها تحب الفكاهة وتحب المرح . فعند تطبيقك لمثل هذه الأنشطة ضعي فيها لمسات من الفكاهة والمرح والتجديد بقدر المستطاع وبحيث لا يفقد هذا العمل معناه وكنهه .. إن تقديمك لمثل هذه الأنشطة والمقترحات في قالب المرح يحفز النفس إلى قبولها بل وربما إلى طلبها أو الاشتياق لها .. وخاصة إذا ما زجت هذه الأفكار المطبقة بتلك الابتسامة العذبة المرسومة على شفتيك والتي قد أتقنت شق طريقها إلى القلوب مباشرة .
حاولي أختي المعلمة ألا تفارق الابتسامة محياك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً .. فالابتسامة العذبة الصافية والكلمة الطيبة الصادقة بريد ممتاز إلى القلوب .
أما المعلمة التي لا تعرف الابتسامة شفتيها ... دائماً ما يكون العبوس وتقطيب الجبين من أبرز ملامح محياها فمثل هذه غالباً لا يُقبل منها ومهما بلغت أفكارها ونشاطها فغالباً ما تقابل بالرد إلا من القلة القليلة التي تحب مثل هذه الأشياء من نفسها وكذا القول فيمن تحب العزلة تماماً. فهي بعيدة عن أوساط زميلاتها أو حتى طالباتها .. وهذه العزلة دائماً ما تؤدي إلى السلبية في علاقات المعلمة . فالمعلمة التي من طبعها الانعزال والهدوء أكثر من اللازم غالباً لا تؤثر في زميلاتها أو طالباتها وإن الانعزال خير في بعض الأحيان النادرة .. وأعرف الكثيرات ممن يحببن العمل لهذا الدين والدعوة إلى الله .. وهي في عزلة عن الوسط الذي تدعو فيه .. فيا ترى كيف لمثل هذه أن تألف أو تؤلف ويؤخذ عنها .. وكيف لمثل هذه أن تتعرف عن الواقع الحي بأبعاده وأشكاله ، بل أنى لمثل هذه أن تستميل القلوب وتوجهها إلى محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟! إن مثل هذه قدمت مثل هذه الأنشطة لا أعتقد أنها ستحصل على نتائج إيجابية إلا ممن يحببن هذه الأشياء أو ممن تعرفهن ويعرفنها فقط بمعنى أن نتائجها ستكون في حدود ضيقة جداً . لذا على المعلمة أن تحاول أن تدخل مع زميلاتها وتتعرف على شخصياتهن وأفكارهن واتجاهاتهن بل وميولهن كما كان يفعل قدوتك صلى الله عليه وسلم مع الرعيل الأول رضوان الله عنهم ... افعلي ذلك وحتماً ستجدين نتائج أفضل واستجابة أكثر .

 

 

الإذاعة المدرسية

 

الإذاعة المدرسية .. بمثابة جهاز الإعلام الأول للمدرسة . فكما تؤثر وسائل الإعلام في الأفكار والعقول في أي مكان كذلك تؤثر الإذاعة المدرسية في أفكار وعقول الطالبات .
ولعل من أهم مميزات الإذاعة المدرسية أن الكل مجبر على الهدوء والإنصات بل وعلى الحضور وإن كانوا كارهين . فرب كلمة تبدل هذا الكره إلى محبة وشوق للإذاعة .
وإن مما يندى له الجبين تساهل الكثير من المعلمات بشأن الإذاعة المدرسية . وحضورها بل والاستماع لها .. بل وأعرف من المعلمات من تعتبر الإذاعة المدرسية أمراً تافهاً أقل سلبياته إضاعة وقت الطالبة والمعلمة ، وقليل هن اللاتي يعرفن قيمة هذا النشاط المدرسي .
وإن مما تفقده الإذاعة المدرسية غالباً التوجيه الديني والتربوي حيث تترك للطالبات وأهوائهن فقط دون تدخل من المعلمة . فما رأيك في إذاعة أعددت فقراتها طالبات في الصف الثاني متوسط ولا تعلم المعلمة منهن شيئاً .. وفوجئ الجميع بأن نهاية الإذاعة الصباحية عبارة عن أغنية فاضحة لأحد المغنين بدلاً من أصبحنا وأصبح الملك لله .
أيتها المعلمة الداعية .. إن الإذاعة المدرسية حقل خصب ومكان رحب فسيح للدعوة إلى الله تعالى على كل المستويات سواء إداريات أو معلمات أو طالبات أو حتى عاملات إن من هي في مثل فطنتك وحرصك على الدعوة إلى الله تعالى ونشر العلم لا تدع مثل هذه الفرصة العظيمة تذهب أدراج الرياح غفلة منك أو استجابة لكلام مخذله متخاذلة ثم اعلمي يا رعاك الله أن الطالبات في هذا السن في سن مراهقة بحاجة إلى التوجيه والإرشاد .. فماذا عليك لو فرغت ولو نصف ساعة تطلعين فيها على فقرات الإذاعة قبل تقديمها حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه .. أو تكون مدعاة إلى الضحك والسخرية .
وحتى تخرجي الإذاعة المدرسية من روتينها المعتاد حاولت في الصفحات التالية تقديم بعض الأفكار والمقترحات قد تساعدك في عملية التجديد حتى تكون الإذاعة المدرسية أكثر نفعاً وتشويقاً .

 

 

أفكار ومقترحات للإذاعة المدرسية

أولاً : المجلة الصوتية
ما رأيك أيتها المعلمة أن تجعلي إذاعتك المدرسية أو إذاعة فصلك عبارة عن مجلة صوتية دورية وتجعلين لها اسماً ثابتاً وبعض الصفحات الثابتة ، (( ومن تلك الأسماء مثلاً .. الغرباء ، القافلة ، سهام الليل ، فجر الصحوة ، المشكاة ، روح وريحان ، شموخ ، الإيثار... )) إلى غير ذلك من الأسماء ذات المعاني السامية .. ولا تنسي في كل مرة أن تذكري العدد الصادر .. إن هذه الفكرة ستجعل الإذاعة أكثر متعة وتشويقاً ... ولا تنسي أن تراعي وقت الإذاعة حتى لا تتجاوزي الحد وخير الكلام ما قل ودل .
أما من الصفحات الثابتة فمثلاً ، مشكاة آية ، قبس من السنة ، كلمة العدد .. مسابقة العدد ... الخ.
مسابقة العدد : من الأفضل أن تطرحي سؤالاً تكون إجابته في العدد القادم بحيث يكون السؤال بحاجة إلى بحث وسؤال واحذري أن يكون السؤال موضع خلاف .
أخرجي مجلتك ببعض الطرائف شريطة ألا تكون كذباً ولعل مجلة ((مساء)) عوناً لك بعد الله على ذلك .. لأن فيها من الحكايات التي يرونها أصحابها بديلاً عن الكذب والحمد لله رب العالمين .
يمكنك أيضاً أن تخصصي بعض الأعداد لإجراء لقاء مع مديرة أو إحدى الإداريات أو المعلمات أو حتى الطالبات .
كذلك لا تنسي تزويد الطالبات ببعض الفوائد العلمية للجمال أو الصحة أو تربية الأطفال أو نظافة المنزل .. ولابد أن تتخلل المجلة بعض فتاوى شيوخنا الأفاضل .
هذه بعض مقترحات للمجلة الصوتية وباستطاعتك تطوير بعض أو ابتكار غيرها أفضل منها فأنت ولا شك معلمة .
أختي .. قد يتبادر إلى ذهنك أن الوقت ضيق جداً على كل هذا فأقول لك : لا تجعلي كل هذه الأفكار معاً في مجلة واحدة . بل وزعيها على أعداد المجلة بطريقتك الجميلة وأسلوبك الحسن . فأنت ولا شك ذات ذوق جميل ولا أظن أن ذلك سيكون صعباً عليك .
حاولي إضافة بعض الأناشيد الجميلة ذات الكلمات الهادفة والألحان الهادئة من إحدى الطالبات ممن منحهن الله عذوبة الصوت . جربي وسترين النتيجة !!

ثانياً : المشاهد التمثيلية :
إن للمشاهد التمثيلية دور كبير في إخراج الإذاعة المدرسية من روتينها وديدنها المعتاد الذي يبعث على السآمة والملل ولكن قبل كل شيء ينبغي لك مراعاة القواعد الشرعية التي ذكرها مشايخنا الأفاضل ومنها :
1- ألا تمثل المرأة دور الرجل ولا الرجل دور المرأة .
2- ألا يمثل دور كافر أو شيطان .
3- عدم تغيير الأسماء .
4- عدم الكذب أو تزييف الحقائق إلى غير ذلك من الضوابط .
وهناك كثير من الأمور أو القضايا التي يمكن إيصالها عن طريق المشاهد التمثيلية ومن ذلك (( الحجاب ، الصلاة ، الاستقامة ، الغيبة ، قضية المحارم والكشف لهم . بعض الأفكار الشائعة في المجتمع ، بر الوالدين ...الخ )) ولكن لا بد من التجهيز المسبق والأداء الجيد . بحيث يراعى وقت الإذاعة فكثير من هذه المشاهد من الممكن أن تؤدى بطريقة جيدة وسريعة .. لكن لا بد لإتقانها من تدريب الطالبات وإتقانهن للأدوار قبل عرضها.
مثال لبعض المشاهد
1- الصلاة .. تقوم بهذا المشهد طالبتان فقط تقوم الأولى وترتدي لباس الإحرام للصلاة وتظهر كأنها تصلي ركعتين سريعة تظهر فيها الأخطاء مثل الضحك والعبث والالتفاف .. والسرعة .. وعدم الطمأنينة .. أخطاء الركوع والاعتدال منه وأخطاء السجود والجلسة والتشهد إلى غير ذلك من الأخطاء التي تلاحظ أثناء الصلاة )) هذا لا يأخذ أكثر من دقيقتين لأن الصلاة سريعة .
تأتي الأخرى وتصلي صلاة صحيحة تتلافى فيها الأخطاء السابقة . إذن كل المشاهد لن تحتاج لأكثر من خمس دقائق فقط وحبذا لو طٌلب تعليق من إحدى المعلمات مع وضع هدية طيبة للمعلمة كشريط أو كتيب أو غير ذلك. ما رأيك يا معلمة أليست فكرة طيبة ؟!!

2- الحجاب .. هناك أكثر من فكرة لأداء مشهد الحجاب وهنا سأعرض فكرة عبارة عن حوار بين عبائتين إحداهما محتشمة والأخرى متبرجة .. والحوار في إحدى المجلات الطيبة أظنها الأسرة وحتى لا أتعبك بالبحث فقد كتبت لك نص الحوار .
سيقوم بالمشهد أربع طالبات اثنتان منهما ستقومان بقراءة الحوار .. بحيث يراعين اللهجة الساخرة والهادئة والواثقة والمتزعزعة إلى غير ذلك .. وستقوم الأخريات بارتداء العبائتين . وتؤديان الحركة لأن الحوار يصعب عليهما حفظه . ترتدي إحدى الطالبتين عباءة محتشمة وقفازين وجوربين وترفع عباءتها فوق رأسها وتسير بحشمة . وترتدي الأخرى عباءة مزركشة تضعها على كتفيها وترتدي النقاب وقد وضعت الكحل على عينها وتخرج يداها المرصعة بالجواهر والذهب وتختال في مشيتها . والأفضل أن تخرجا من خلف صفوف الطالبات وتلتقيان أمامهن ثم يبدأ الحوار التالي.
العباءة الحديثة : أيتها البالية ويا بقية القرون الخالية .. أما آن لك أن ترحلي عنا لم نعد نطيقك فقد مللناك جرفتك الموضة إلى بئر عميق وواد سحيق .. عزفت عنك النساء فليس فيك إغراء .
العباءة المحتشمة .. تسمي نفسك حديثة وأنت دعية خبيثة .. دستك بيننا أيد خبيثة جعلتك لشهواتها مطية .. أنزلوك عن الرؤوس إلى الأكتاف ثم جعلوك من قماش شفاف وقالوا .. لا خير ما دام في القلب عفاف .
العباءة الحديثة .. أما أنت فلم نعد نراك إلا على رؤوس العجائز أو ظهور الجنائز هجرك بنات هذا الزمان الريان ، ذوات العقد الفتان والحذاء الرنان لا مكان لك في عصر الحرية إنك رمز الرجعية وعنوان الهمجية .
العباءة المحتشمة .. يا خبيثة نقشوا منك الأكمام وزينوك من الأمام ، جعلوك في أيديهم ألعوبة وفي كل يوم لك أعجوبة .. فلست ستراً لكل حصان بل أنت فتنة هذا الزمان ورمز للفسوق والعصيان . يا داعية السفور وبريد الفجور يا لعنة كل العصور ، حامت حولك العيون وطمع فيك كل مفتون .
العباءة الحديثة .. (( تضحك )) ها قد طرقت كل باب ولبستني كل كعاب فسحرت الشباب وسلبت الألباب ضيقت عليك الخناق . فكسدت في الأسواق .
العباءة المحتشمة .. يا لعينة كم هتكت للبيوت من ستره وجررت للخزي من حره كم أهجت من عبره ، وغرزت من إبره ، وكسرت من جره .. زرعت فينا الإسفاف ، وقوضت أركان العفاف يا فتنة عصية يا شر بلية ، تزعمين أنك عصرية وترمزين للحرية ستعلمين غداً إذا نزعوك بالكلية فليس في حريتهم عباءة ، إنما هي عريّ ودناءة .
العباءة الحديثة .. يا بالية غداً أراك تقبرين وإلى غير رجعة ترحلين فمصيرك في هذا الزمان الفناء فعبثاً تحاولين البقاء يا لون الخنفساء يا شكل الخباء .
العباءة المحتشمة .. وأنت لا شكلك المحبوك ولا سترك المهتوك يرضي لهم أي صعلوك وسيجرفك سيل الحضارة ليجعل مكانك نضارة تقي شعاع الشمس وتصبحين حديث الأمس .. هذا حالك مع أصحابك ، أما أصحابي فلا يرضون سواي بدلاً ولا يرضون عني حولاً .
العباءة الحديثة .. يا قديمة ليس فيك من الذوق لمسة ولا من السحر همسة ألا ترين تعدد ألواني وأنواعي وإقبال البنات على إغرائي وإبداعي ؟!!
العباءة المحتشمة .. أتعيرنني بأني كاسره وأنا حجاب كل عابدة ، صممتك أفكار الشيطان فأبعدتك عن هدي القرآن . أنت بنت دور الأزياء وأنا وليدة عصر النقاء .
العباءة الحديثة .. أرى أن لا بستك تجرك جراً وتزيينها من الحر حراً وتضيفين إلى عمرها من السنين عشراً .
العباءة المحتشمة .. تقولين أني أجر جراً هل غاب عنك الحديث " يرخين شبراً " وتشتكين الحر والله تعالى يقول :{ِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً}
العباءة الحديثة .. أرضيت كل الأذواق وكشفت جمال الأعناق . أبديت المليح وسترت القبيح فلو لبستني قردة أصبحت كالوردة .
العباءة المحتشمة .. أنت في شرعنا حرام وليس لك بيننا مقام وأن تسابقت إليك الفتيات كما إلى النار الفراشات .
العباءة الحديثة .. لا تعجبي غداً إن تركوك أو حتى مزقوك لأن بقاءك محلل ولا تصلحين على أية حال فارحلي بسلام أو انتظري الموت الزؤام .
العباءة المحتشمة .. إنك زيف باطل لا محالة زائل يا شكل الغراب يا أحقر من الذباب يا فريسة سهلة للذئاب لو كان الأمر بيدي أحرقتك وفي النيران سعرتك فاعرفي قدرك أراني الله عن قريب قبرك .
لا بد لمن ستؤدي دور العباءتين أن تقرأ الحوار أكثر من مرة حتى تعرفا متى تتوقفا عن الحركة .. وما هي الحركات المناسبة أثناء الحوار .
أيتها المعلمة .. لا بد من الإتقان والصبر على الطاعات .
ربما أنك ستجدين عناء ومشقة لكنك ستجدين حلاوة ذلك وزيادة صلة الطالبات بك . ما رأيك أليست فكرة جميلة!!
3- القلب :
ستؤدي هذا الحوار طالبتان فقط .
وهو حوار بين شخص وقلبه .. حاولي استعارة مجسم قلب من معلمة المدرسة وضعي طاولة وعليها القلب .. تسير الفتاة وتدور حول القلب وهي تنظر إليه في تعجب وأسى ثم تقف ليبدأ الحوار .. حاولي وضع ورقة الحوار على الطاولة حتى تقرأ الطالبة منها لأنه سيصعب الحفظ عليها وتختفي الطالبة الأخرى عن الأنظار بحيث يسمع صوتها خلال المكبر وتتحدث بلسان القلب .
الطالبة .. أنت أيتها المضغة العجيبة لا يتجاوز حجمك قبضة اليد ولكنك غريبة ليتني أفهمك أو أعرف سرك .
القلب .. أي سر أيتها الفتاة .. آه .. أي سرٍ هذا الذي تتحدثين عنه فما أنا بصاحب أسرار .
الطالبة .. أيها القلب أو لست سبب صلاح المرء وفساده أو لست سبب سعادته وشقائه ومع ذلك تقول لي لست صاحب أسرار .
القلب .. نعم . قد أكون سبب شقائك وسعادتك وصلاحك وفسادك بعد إرادة الله عز وجل ولكن اعلمي يقيناً أنني لست الملوم الوحيد في ذلك فأنت لك اليد الأولى في ذلك .
الطالبة .. كفاك مراء وهراء يا قلبي إنك بلا شك قلب فاسد جداً. لا أقول حجراً فربما كان الحجر ألين منك وأرق أما تخاف الله عز وجل أما تخشاه .. إيه فقد اشقيتني وأقلقتني .
القلب .. اسمعي أنت أراك قد أكثرت على اللوم وبدأت تنهرين .. رويدك فقد أكون قاسياً فعلاً ولكن .
الطالبة .. دعك أيها القلب من هذه فأنت قاس بلا شك وأشكو قسوتك إلى الله هو يفصل بيننا .
القلب .. عجباً لك إنك أنانية تحاولين دائماً تبرئة نفسك وتلقين اللوم والذنب على غيرك وكأنك لم تعملي شيئاً . لذلك فأنت تقاطعيني في الكلامي .
الطالبة .. أقاطعك ، وهل لديك كلام حتى أقاطعك فيه .
القلب .. يا سبحان الله . عجيب إنك تثرثرين بسرعة وقد برأت نفسك وجعلتيني المتهم الأول والأخير إنك تحاولين مخادعة نفسك .
الطالبة .. أيها القلب . كفاك تزيين الكلام وتحسين البيان فأنا أفهمك .
القلب .. أنت تفهمين ؟! أو مثلك يفهم ؟!
الطالبة .. أعلم أنك تحاول إثارة أعصابي ببرودك هذا .
القلب .. معاكي لا أكون بارداً وأنا متأكد مما أقول .
الطالبة .. عجباً من شدة أفكارك فكل كلمة من كلماتك تزيك قسوة وغفلة وإعراضاً .
القلب .. والله ما زاد قلبي قسوة إلا من جراء أفعالك .
الطالبة .. هراء .. أنا أجبرتك لتكون قاسياً .
القلب .. أجل أنت السبب في قسوتي فما أنا إلا جزء في هذا الجسد الذي ينغمس في نعم الله وما شكره على ذلك طرفة عين . أنت التي تسيرين بي إلى ما حرم الله . إن سرتِ سرت معك . لا أذهب وحدي أبداً أليس هذا صحيح .
الطالبة .. يهتز صوتها . نعم ..آ .. آ.. ولكن ..
القلب .. ولكن ماذا .. أ لديك ما تقولين ؟! مثلك يجب أن يطأطئ رأسه .. ما أجرأك على حدود الله إني أشكوك إليه تعالى .
الطالبة .. تمهل أيها القلب !!
القلب .. أو مثلك يستحق التمهل .. وإن تمهلت فإلى متى ؟! لقد سئمت .. لقد مللت .. أجل سئمت الذنوب تحرقني .. سئمت المعاصي توجعني . أخبريني هل بحثت عني يوماً وأنت إلى الصلاة ذاهبة هل حاولت استحضاري معك ؟! أم أنك أهملتني وركلتيني بكلتي قدميك .. تقرأين القرآن ولستُ معك .. ما أتعبت نفسك في البحث عني .. وحتماً ستجدينني وقريب منك جداً ولكنك قد غفلت وأهملت أليس هذا هو الحق الذي تتعامين عنه ؟!!
الطالبة .. أجل .. آ.. آ ولكنك .
القلب .. ولكنني ماذا ، ألا أزال لديك ما تقولينه .. قولي لي : هل سجدت ودعوت لي بالرقة والصلاح ؟ هل ألححت يوماً على الله في السؤال لي بالخشوع والخضوع ؟ هل بكيت يوماً حرقة على هذا الوضع الذي أنا فيه ، أم أنك كالبهيمة ترعى في هذه الأرض لا هم لك إلا مطعمك ومشربك بهيمة في مسلاخ بشر . ناسيه أو متناسيه أن وراءك جنة ونار وحساب وعقاب .
الطالبة .. رويدك أيها القلب (( بصوت متزعزع ))
القلب .. ولماذا لم تتمهلي أنت قليلاً في البداية .. نزلت علي ّ كالسيل الجارف أو البرق الخاطف .. ولم تنظري مني الرد أو تسمعي مني إجابة . إنك حقاً متعجرفة عجولة تفكرين في نفسك دائماً .
ثم اعلمي أنك لم تحاولي أن تعلقينني بربي عز وجل .. بل تعلقينني دائماً بغير ربي فيزيد قلبي قسوة وتغلظ على الغشاوة ، ركضت وراء الدنيا متجاهلة صراخي وآهاتي وأنيني غفلتِ عن ذكر الله عز وجل فعشت في وحشة وغربة . وبعد كل ذلك تقولين رويدك !!
الطالبة .. وقد جعلت رأسها إلى الأرض خجلاً وندماً .
قلبي الحبيب .. إني مخطئة .. أرجوك سامحني .. وأعدك ألا أعود لمثل هذا مرة أخرى .. وسأبدأ صفحة جديدة من حياتي .. لقد علمت جهلي وإعراضي .. سامحني ... سامحني .. ثم ترتل {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.
لابد أيتها المعلمة من مراعاة أسلوب الحوار .. قد تكون هذه الفقرة طويلة نوعاً ما .. لذا تكتفي بها مع آيات قرآنية في البداية وقبسات من أحاديث الحبيب صلى الله عليه وسلم ثم مقدمة للحوار أظنها فكرة طبية .. ولاشك أن باستطاعتك تطويرها أو ابتكار وسيلة أفضل منها .. وأفكار على منوالها .
لن أعرض لك مشاهد أكثر .. لأن المقام سيطول .. لأن هناك مشاهد كثيرة مختصرة وسريعة حاولي التفكير الجاد في تأليف مشهد هادف أو حوار مؤثر .. يمكنك الاستعانة بكثير من الطالبات اللاتي لديهن مواهب الكتابة والتأليف والابتكار وستتفاجئين بكم هائل من الأفكار والمقترحات الجيد .
لكن حاولي بقدر المستطاع أن تكون هذه المشاهد هادفة وقصيرة في نفس الوقت وذلك لأن الإطالة ربما تكون مملة .

ثالثاً : النشرات والمطويات :
هناك كثير من المطويات والنشرات ذات الفائدة القيمة وذات الشكل الجميل .. خذي إذناً من إدارة المدرسة بنشر إحدى هذه النشرات والمطويات .. وحاولي أن تكون داخلة في الموضوع الذي تتناوله الإذاعة في ذلك اليوم . ولا بأس إن قمت أنت بإعدادها أو بمساعدة الطالبات على أن تكون ذات خط جميل وتنسيق أجمل قومي بطوي هذه النشرات أو المطويات على شكل اسطواني ثم اربطيها بشريط ملون يضفي عليها شكلاً جذاباً .. ثم ضعيها في سلة جميلة وقبيل نهاية الإذاعة تقوم إحدى الطالبات بتوزيعها على المعلمات وعلى بعض الطالبات . على أن تتناول كل الصفوف الدراسية . لأنه سيصعب توزيعها على كل الطالبات . وإن أمكن توزيعها عليهن جميعاً فذلك خير وبركة ولكن منعاً لإضاعة الوقت لأن ذلك سيبعث على الملل لدى الطالبات والمعلمات .

رابعاً : أسئلة وجوائز :
عبارة عن مجموعة من الأسئلة تختلف ما بين أسئلة ثقافية دينية وأسئلة علمية منهجية وأسئلة في سرعة البديهة. وتعد لها مجموعة من الجوائز ولتكن كتيب أو شريط مغلفة في شكل جميل تلقى الأسئلة واحداً وراء الآخر .. ومن تجيب الإجابة الصحيحة تقدم لها الجائزة التي ستكون حافزاً للبقية للاشتراك والتفكير ثم يخصص سؤال مميز يوجه إلى المعلمات وبالطبع تحدد له جائزة قيمة ككتاب قيم أو مصحف أو شريط أو علبة أقلام ملونة إلى غير ذلك من الجوائز والهدايا الجميلة وتكتب عليها عبارة مختارة .

خامساً : الإعلانات :
ما رأيك أيتها المعلمة أن تجعلي فقرة ضمن الإذاعة الصباحية لعرض الجديد مما يطرح في الساحة العلمية من كتيبات نافعة وأشرطة مفيدة مع ذكر مؤلف الكتاب ومقطوعات منه وذكر اسم صاحب الشريط ومقطوعات من الشريط أو الموضوع الذي يدور حوله الشريط .. وكذلك ذكر الجديد من الأعداد الخاصة بالمجلات النافعة ذات المنهج الإسلامي وغيرها من المجلات ولا تنسي ذكر بعض عناوين هذه العدد .. أظن أن هذه الفكرة ذات اثر كبير في نشر الخير وزيادة إلمام الطالبات لكل نافع وجديد مما يغنيهن عن غيرهن من المجلات أو الكتب أو الأشرطة الهابطة والله الموفق لكل خير .

سادساً :الإعلان المسبق :
فكره جيدة كنوع من التجديد الذي يبعث على التسويق للإذاعة وما فيها وذلك أن تأخذي ورقة أو ورقتين من الأوراق الكبيرة وتكتبي عليها عبارة مبهمة كالإعلان عن حوار أو مشهد أو كلمة ستلقى في الإذاعة في اليوم التالي ليوم تعليق الإعلان ولا بد من مراعاة أن يكون الإعلان مبهماً بحيث يثير كوامن حب الاستطلاع لدى الطالبات .
فعلى سبيل المثال : إعلان عن حوار الحجاب السابق الذكر نصه (( تمر الليالي والأيام ولا تزيدها إلا بهجة وجمالاً .. صامدة كالجبال الشامخة ولا يزيدها سب وشتائم أعدائها إلا صموداً .. ترقبوا .. غداً .. كيف ستقابل قذيفة أخرى قد صوبت نحوها مباشرة )) ولا تنسي أختي المعلمة أن تضعي الإعلان في وقت مبكر وأن تضعيه في مكان بارز ترتاده كل الطالبات تقريباً كالبوابة الرئيسية أو أمام المقصف أو في الساحة ولا تنسي أن الخط الجميل لــه أثر في شد انتباه الطالبات لقراءة الإعلان وكذلك الألوان وحجم الورقة المناسب لاشك أختي أن هذه الفكرة ستزيد من لهف الطالبات على الإذاعة وخصوصاً كلما كان هذا الإعلان أكثر غموضاً وتشويقاً فلا تستصغري مثل هذا العمل واعملي أن كل شيء عند الله لا يضيع ولا ينسى .

سابعاً: سلسلة العائدات إلى الله :
عبارة عن مجموعة من قصص العائدات توزع على الإذاعة المدرسية كل إذاعة قصة وحاولي اختيار طالبة واحدة فقط تقوم بإلقائها كل مرة بحيث تكون ذات صوت رخيم ونبرة هادئة ترتل الآيات وتقرأ القصة بأناة وروية وتتوقف في الأماكن الصحيحة بمعنى أن تجعل الطالبات يعشن معها أحداث هذه القصة وتفاصيلها بل وتجعلها وكأنها هي بطلة هذه القصة .

الإذاعة ليست منبر الجمعة
أيتها المعلمة الإذاعة المدرسية ليست منبراً من منابر الجمعة بل هي كما أسلفت وسيلة الإعلام الأولى للمدرسة وهي أيضاً بحاجة ماسة إلى التجديد والتنويع فيها وإخراجها من الروتين المعتاد لها . إن الأفكار السالفة وغيرها مما في عقلك أو عقول طالباتك سوف تكون لك بعد الله عز وجل عوناً على غرس القيم الفاضلة والمبادئ السامية في كل مدرسة بشرط الإتقان وحسن الأداء والتنويع وذلك لأن سوء الترتيب وضعف الإتقان قد يغير مجرى الإذاعة لتكون محطة سخرية واستهزاء وضحك أنت وطالباتك في غنى عنه وقد يؤدي ذلك إلى الصدود والإعراض عن مثل هذه الأفكار ليس من المستمعات فحسب بل حتى من المشاركات أنفسهن مما سيعرضك ويعرضهن للإحباط وخيبة الأمل فابدأي بهمة ونشاط وأري الله منك خيراً ولن يضيع الله مثقال ذرة من عملك والحسنة بعشر أمثالها .

أفكار للمدرسة

 

أولاً : مجلة الحائط :
مجلة الحائط لها دور عظيم كوسيلة من وسائل الإعلام داخل المدرسة وهي مجلة شهرية أو دورية تضعينها في مكان ثابت في المدرسة يكون مكان ارتياد الطالبات واستراحتهن .. وتكون رسومات المجلة جميلة وألوانها متناسقة وما هي إلا لوحة كبيرة بها أشكال متنوعة مزركشة وملونة .
وهذه بعض المقترحات تعينك على عملها :
1- يمكنك الاستعانة ببعض الطالبات في تصميمها أو شرائها جاهزة.
2- حاولي أن يكون الخط جميلاً وواضحاً ومتناسقاً وكذلك الألوان .
3- أن يكون عنوانها ثابتاً واختاري لها عنواناً جذاباً .
4- تغير المواضيع كل شهر أو شهرين بشكل منتظم لأن اختلاف وقت صدورها يسبب النفور منها أو التكاسل عن البحث عنها .
5- أن توضع في مستوى يناسب الجميع لقراءته حتى لا تتعب الرقبة أثناء القراءة وأن يكون الخط كبيراً نوعاً ما حتى لا تتعب العين .
6- يوضع بها سؤال العدد وتحدد له جائزة بحيث يكون هذا السؤال فيه نوع من الصعوبة ويحتاج إلى بحث .
7- ضعي صندوق خاصة بالمجلة لاستقبال الإجابة وأعلني عن مكان وجوده في المجلة .. وبعد القرعة تختار الفائزة بمشاركة مديرة المدرسة ويكتب اسمها في المجلة عنوان فائزة العدد السابق .
8- ضعي صندوق خاص لاستقبال المشاركات .. واكتبي اسم المشاركة تحت مشاركتها ليكون ذلك دافعاً للطالبات للمشاركة وحاولي وضع جائزة متواضعة لأفضل مشاركة .
9- إذا شعرت أن المصاريف قد كثرت عليك فحاولي الاستعانة ببعض المعلمات وحثيهن على فضل هذه النفقة والإعانة على الدعوة إلى الله تعالى وستلاقين قبولاً بإذن الله فالنفوس مجبولة على حب الخير وأظن أن خمسين ريالاً ستقصم ظهر معلمة وهي تنفق بلا حساب على ملابسها وشكلها فقط حثيهن بالأسلوب الحسن وأخبريهن أنه سيكون لهن ذخراً عند الله .
10- لا تنسي تغطية المجلة ( بالسلوفان ) حتى لا تتسخ أو تتعرض لعبث الطالبات .
11- اختاري المشاركات الهادفة والبناءة .

ثانياً: النشرة الشهرية :
ضعي نصف لوحة أو ثلاث أرباع لوحة من الفلين واصنعي بالباقي جيب بارز في اللوحة يتسع لكمية كبيرة من ورق التصوير العادي ويكون الجيب أقصر من الورق بحوالي 2.5 سنتيمتر .. زيني اللوحة بمجموعة من الورود المجففة ذات الألوان المتناسقة ثم اكتبي عليها من أعلى العنوان الأساسي لهذه النشرات بخط عريض وكبير وواضح بحيث يكون الجيب أسفل العنوان بمسافة مناسبة .. ثم غطي اللوحة بالسلوفان واتركي فتحة الجيب دون تغطية وهذا سيعتمد على مهارة يدك .. ضعي عنواناً مناسباً مثلا (( نبض من الحياة )) أو (( من نبض الحياة )) أو (( وميض من المدرسة )) أو (( همسة من القلب )) وحددي يوماً من الشهر إذا كانت شهرية أو من الأسبوع إذا كانت أسبوعية تنزل فيه لا تتخلف . وكل مرة اكتبي على الورقة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الومضة الأولى : أو الهمسة الثانية : أو النبضة الثالثة : على حسب عنوان النشرة الأصلي الذي تختارينه وعلى حسب الذي سيصدر ثم ضعي تحته بميل عنوان النشرة الصادرة وليكن كلاماً جميلاً وحبذا لو كان خاطرة جالت في طرقات القلب أو موقفاً له أثر في النفوس أو واقع الأمة الإسلامية بحيث يكون كلاماً مختصراً وذا فائدة قيمة ويلامس شغاف القلوب دون عناء ولا كلفة تحدثي مثلاً مرة عن (( الأخوة )) وأخرى (( مدرسة الحياة )) (( الأمل )) (( التقليد الأعمى إلى متى )) (( مؤامرة على الإسلام )) (( شهر رمضان )) (( الوقت والحياة )) (( أواه يا زمن الغربة )) أو أبيات شعرية أو قصيدة مختارة سهلة ومفهومة إلى غير ذلك من المواضيع .
لا تنسي أيضاً أن تضعي اللوحة في مكان مناسب ومستوى مناسب يسهل تناول الورقة منه . ضعي عدد مناسب من النسخ وكلما شعرت بازدياد القارئات زيدي عدد الأوراق داخل الجيب ولا تنسي أن تصوري على الأوراق الملونة دون البيضاء لأنها ستلاقي قبولاً أكثر إن شاء الله عن الأوراق البيضاء الناصعة ألستي معي في ذلك ؟!

ثالثاً: السبورة المتحركة :
بعض المدارس لديها سبورة متحركة للإعلانات وبعضها لا حاجة له بها فقومي باستغلالها وضعيها أمام البوابة من الداخل بحيث لا يدخل أحد إلا ويراها واكتبي عليها كل أسبوع آيه قصيرة مثل :{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} ، إلى غير ذلك من الآيات أو الأحاديث أو بيت من الشعر أو حكمة . ولا تنسي مرة أخرى أن الخط الجميل مدعاة إلى القراءة وإطالة النظر وإمعانه وحتى تشركي الطالبات في هذا العمل كلفي كل مجموعة أو كل فصل أن يقوموا بهذا العمل هذا الأسبوع والأسبوع القادم مجموعة أخرى على شرط أن تتطلعي على ما اختارته هذه المجموعة قبل كتابته على السبورة بيوم أو يومين حتى يتسنى لهن تغييره أن لم يكن مناسباً .

رابعاً : الندوات والمحاضرات :
لا شك أن الندوة أو المحاضرة وسيلة مهمة من وسائل المدرسة وهي نشاط ثابت للمدرسة تقوم به جميع المدارس تقريباً وهي من واجبات المعلمة غالباً .
وهذه بعض المقترحات والأفكار لكي أختي الداعية تعينك بعد الله عز وجل .
* حاولي تلمس احتياج الطالبات من المواضيع المختلفة والتركيز على الأهم فالمهم ويتم اختيار الموضوع تبعاً لذلك.
* لا بد من التجهيز والاستعداد المسبق لأن العشوائية والتخبط غالباً محدودة النتائج وهذا يشمل :
** البحث عن الموضوع المراد والاستعانة بالمراجع الموثوقة والتزود بالقدر الكافي من المعلومات عنه .
** البحث عن آيات وأحاديث وأبيات شعرية وقصص واقعية حول الموضوع .
** ترتيب الأفكار وجدولتها وكتابتها بصورة مرتبة وعبارات منسقة .
* يمكنك أن تطلبي المساعدة من إحدى زميلاتك وتشجعيها على ذلك فيحصل لك ولها الأجر العظيم .
* امزجي المحاضرة بالآيات وحاولي ترتيلها بصوت عذب رخيم أو تطلبي ذلك ممن لها قدرة على ذلك وممن منحهن الله الصوت الحسن ، وكذلك لا تنسي بعض الأناشيد مما تخص الموضوع الذي أنت بصدده .
* اختاري الوقت المناسب والمكان المناسب لإلقاء الندوة أو المحاضرة .
* عند استقبال ضيوف لإلقاء الندوة أو المشاركة فيها اخبريهن بالأمور الأكثر أهمية لدى الطالبات .
* ما رأيك أختي بتوزيع مطوية أو نشرة حول الموضوع الملقى ويوزع بعد المحاضرة أو الندوة مباشرة وتجنبي توزيعها قبل ذلك حتى لا تشغلي الطالبات عن الاستماع .
* ابتعدي قدر المستطاع عن الروتين أو القراءة السريعة التي تبعث على الملل والسآمة وكذلك الإطالة المملة المخلة .. ولتكن محاضرتك لا طويلة مملة ولا قصيرة مقلة وخير الأمور الوسط .
* كرري عبارات التنبيه والتركيز على الأشياء المهمة .
* لا تنسي تغيير نبرات الصوت على حسب حال الموضوع وحال الطالبات في كل لحظة حتى لا تنام الطالبات .

خامس : المسابقات :
أيتها المعلمة إنه من الجميل والشيق أن تبعثي روح التنافس لدى الطالبات وللمسابقات دور كبير في ذلك . وكذلك حصيلة المعلومات التي ستكسبها الطالبة بعد المسابقة .
أ‌- مسابقة القرآن الكريم :
إن كنت ممن أنعم الله عليهن بإتقان قراءة القرآن الكريم تجويداً وترتيلاً وتفسيراً فلماذا لا تريه آثار تلك النعمة عليك وإليك بعض الأفكار والمقترحات وذلك بعد أخذ المسبق من الهيئات المختصة .
* حددي سورة معينة من سور القرآن الكريم كالنور أو مريم .
* اكتبي إعلان عن المسابقة ومتى ستبدأ . وعن متى ستبدئين في تدريس السورة المقررة وفي أي مكان .
* سجلي أسماء الطالبات المشاركات .
* خصصي جزءاً من الفسحة ولو ربع ساعة أو عشر دقائق تُدَرسين فيها الطالبات هذه السورة وتعلميهن بعض الأحكام التجويدية وتستمعين لهن .. ولذلك لا بد من التدريس قبل المسابقة ولو بشهر حتى يتسنى لأكبر عدد من الطالبات المشاركة .
* في هذه الحلقة حاولي تشجيع الطالبات على الحفظ والمراجعة وعن فضل حفظ القرآن الكريم .
* لتكن المسابقة في الطابور الصباحي على مرأى ومسمع من الجميع لتعلم الفائدة ويبعث الحماس في البقية في المشاركة في مسابقات أخرى .
* تخصيص جوائز قيمة وتوزيع على الفائزات على حسب المراكز أيضاً في الطابور المدرسي .
ب‌- مسابقة السنة المطهرة :
مثلها مثل مسابقة القرآن الكريم فيما عدا أنك ستخصصين عدد من الأحاديث النبوية ولتكن مثلاً خمسة أو عشرة أحاديث ولا تنسي توزيع كتيب هذه الأحاديث على الطالبات ليسهل عليهن الحفظ سنداً ومتناً وتخريجاً وتناولي معهن التفسير المختصر لهذه الأحاديث المقررة .
ج- مسابقة الكتيب الإسلامي :
أختي أيتها الداعية كم هي كثيرة الكتيبات الإسلامية والطالبات في أمس الحاجة لقراءتها ومثل هذه المسابقة تشجع على ذلك .
* حددي اسم الكتب وليكم مثلاً وسائل الثبات على دين الله (( لمحمد بن صالح المنجد )) أو (( ظاهرة ضعف الإيمان )) لمحمد بن صالح المنجد .. وغيرها بشرط أن تختاري كتيب يحتمل وضع الأسئلة وفيه نقاط وشرح وأدلة .. وطرق ووسائل وعلاج وأسباب وأعراض وغير ذلك لأنها أسهل من غيرها .
* اشتري مجموعة ووزعيها على المتسابقات فقط وناقشي معهن بعض ما أشكل عليهن .
* هناك طرق كثيرة لإجراء هذه المسابقة فمثلاً ضعي مجموعة من الأوراق في كل ورقة سؤالين وتختار المتسابقة ورقة وتفتحها وتجيب على ما فيها .. وهناك طرق غيرها .
* لا بأس في جعل المسابقة وقت الطابور أو في حصص النشاط .
* هناك طريقة أخرى لإجراء المسابقة بأن تجعلي المتسابقات فرق كل فرقة ثلاثة أو أربعة .. وتكتبي في مجموعة من الورق الأسئلة بحيث تكون أكثر لأن عددهن أكثر ثم تحددي الفريق الفائز .
* ستكون فكرة جميلة لو جعلت بين كل فترة وفترة أثناء المسابقة فاصل لطيف كأنشودة أو مقطوعة من شريط .
د- مسابقة الشريط الإسلامي :
وهي تماماً الكتيب ومن الأشرطة المقترحة (( عوامل بناء النفس )) لعلي القرني أو (( كشف الكربة عند فقد الأحبة )) لعلي القرني .. وغيرها كثير .

 

 

أفكار غرفة المعلمات

 

أختي المعلمة .. بل أختي الداعية .. الأقربين أولى بالمعروف ومثلك ممن تحمل هم الدعوة إلى الله حتماً ستبدأ بالأقربين فزميلاتك داخل غرفة المعلمات من أقرب الناس إليك أيضاً فلا تنسيهم من موعظة أو نصيحة وهاهو قلمي يملي عليك بعض هذه المقترحات :

 

 

أولاً : الرسالة الخاصة :
لابد أن لديك أسلوبك الخاص في صياغة الرسالة تلمسي حاجة المعلمة التي ترتدين إرسال الرسالة لها ثم صيغي عباراتك الجميلة وأسلوبك الجذاب بلطف وحنان على أنك تخاطبين أختك لا عدوتك . ثم ضعيها في ظرف جميل أنيق وحاولي وضعها في حقيبتها دون علمها وبالتالي تكون هذه الرسالة ملكاً لها تقرأها متى شاءت .
إن مثل هذه الرسائل لها أثر حميد ولو بعد حين .. أذكر بينها كنت طالبة في الجامعة حكت لنا إحدى الأخوات ممن أثق بهن ولا أزكي على الله أحداً أن طالبة لها زميلة لا تصلي أو قالت لا تصلي الفجر فعمدت هذه الطالبة إلى كرت صغير وكتبت عليه ((هل صليت الفجر اليوم ؟ )) .. وألقته في حقيبة هذه الزميلة .. فعلت هذا مراراً ولم تلحظ أي تغيير وفي يوم من الأيام وبعد فترة ليست بالقصيرة كانت هذه الفتاة التي لا تصلي تبحث في أوراقها عن إحدى المحاضرات قبيل الامتحان فوجدت إحدى هذه الكروت ولم تكن صلت الفجر ذلك اليوم فتقول لما قرأتها شعرت بقشعريرة سرت في جسدي وبكيت على حالي ثم قمت لأصلي الفجر لتكون هذه الصلاة أول مشواري على طريق الاستقامة والحمد لله رب العالمين . فقومي بمثل هذا العمل ولا تستعجلي النتيجة .

ثانياً : صندوق التبرعات :
ضعي صندوقاً صغيراً في غرفة المعلمات يكون ذا شكل حسن وجميل ثم اكتبي عليه بخط متناسق (( ما عندكم ينفذ وما عند الله باق )) أو أي آية أو حديث حول الإنفاق واخبري المعلمات أن هذا الصندوق للتبرعات أو اكتبي عليه (( صندوق التبرعات )) (( أنشطة دعوية للمدرسة )) ، (( إعانة للفقراء والمحتاجين )) ورغبيهم في هذا الخير بين الفينة والأخرى .

ثالثاً : الألبوم :
لا شك أنك تعرفين ألبوم الصور ، وهناك أنواع منه جميلة جداً والنوع الأفضل والأنسب لهذه الفكرة عبارة عن ألبوم يشبه الدرج .. فالصورة الأولى هي الوحيدة التي تظهر بكاملها أما بقية الصور فلا يظهر منها إلا الجزء الأخير فقط .. هذا الألبوم إذا استخدمتيه سيكون له شكل رائع أخاذ .. أبرزي في هذا الألبوم مواهبك وإبداعاتك وذلك بكتابة آية أو حديث أو فائدة أو قصة قصيرة أو نصيحة هادفة أو مقولة مؤثرة أو صور لمآسي الأمة الجريحة أمة الإسلام وإن كان لديك جهاز كمبيوتر فلا بأس باستخدامه لمثل هذه الأفكار الجميلة يمكنك وضع هذا الألبوم الجميل على مكتبك في غرفة المعلمات أو في دولاب الغرفة .

رابعاً : الهدية :
هدايا الناس بعضهم لبعض *** تولد في قلوبهم الوصال
لا أحد يجهل ما للهدية من أثر في استمالة القلوب (( تهادوا تحابوا )) وأم الهدية بسيط عبارة عن شيء تختارينه كحقيبة أو أقلام أو ساعة وأرفقي معها شريط أو كتيب أو قفازات أو شراب . وضعي عليها كرت جميل اكتبي فيه عبارة مناسبة ثم غلفيها وابعثيها إلى من تريدين استمالة قلبها من أخواتك المعلمات ولكن احذري الإسراف والتبذير حتى لا يجرك ذلك إلى ما لا تحمد عقباه .

خامساً: صندوق المعلومات :
ضعي لوحة من الفلين والصقي فيها صندوق صغير من الفلين بحجم نصف ورقة عادية وعنواني للوحة بصندوق المعلومات أو أي عنوان آخر . ثم ضعي في الصندوق أسبوعياً فتوى لأحد المشايخ حول أمور مختلفة كالطهارة والصلاة والصيام وغير ذلك واكتبيها على نصف ورقة ثم صوريها وضعي كمية في الصندوق وعند اختيارك للفتوى راعي ما يلي :
صحة الفتوى .
إذا كان هناك اختلاف فبينيه وما هو الراجح فيه .
أن تكون الفتوى موثوقة تماماً .
لا تنسي كتابة مصدر الفتوى ومن المفتي .
اختاري الفتاوى الأهم فالمهم .
اكتبيها بخط جميل وواضح . في ورقة أيضاً جميلة حتى تنشرح النفس لقراءتها والاحتفاظ بها .
جربي هذه الفكرة أختي المعلمة وستجدين أن زميلاتك بعد فترة قد أصبحت لديهن حصيلة من العلم والفتاوى النافعة لهن .

سادساً : الكروت الدعوية :
هناك مجموعة من الكروت الجميلة تصدر عن بعض الدور ذات أشكال جذابة وعبارات مفيدة وفي خلف الكرت مكتوب (( تفضلي يا أخيه )) .
عند غياب المعلمات أو بعضهن عن الغرفة خذي مجموعة منتقاة وضعي على كل مكتب كرتاً مقلوباً بحيث تظهر عبارة (( تفضلي يا أخيه )) وحاولي انتقاء العبارات على حسب ما ترينه من كل معلمة .

سابعاً : المناقشة الهادئة :
في كثير من الأحيان تجلس المعلمات بدون عمل لوجود متسع من الوقت . فما رأيك لو فتحت موضوعاً للمناقشة وإبداء الآراء .. لتتعرفي على شخصيات زميلاتك ولكن راعي ما يلي :
لا تفتحي مواضيع لا فائدة منها ولن تخرجي بنتيجة منها .
اختاري المواضيع التي تلاحظينها على المعلمات كالحجاب مثلاً وعباءة الكتف (( القصات الغربية )) الأغاني وحرمتها الأفلام والمسلسلات ومدى تأثيرها السلبي على طبقات المجتمع – طاعة الزوج – منكرات الأفراح .. الخ .
حاولي إدارة الحوار والنقاش بشكل منظم وهادئ وصححي الأفكار والمعتقدات .
أقري وشجعي الآراء الصحيحة الهادفة .
استعيني بأدلة وشواهد من القرآن الكريم والسنة النبوية والواقع الملموس .
لا تجعلي أصوات المعلمات ترتفع أو تحصل بعض الإحتدامات .
إذا احتاج الأمر لإيقاف النقاش أو تحويله فافعلي . ومما يعينك على ذلك الرزانة وقوة الشخصية .

ثامنا ً : دفتر الفوائد :
ضعي لك دفتراً جميلاً . واجمعي فيه بعض الفوائد الجملية والقصص المؤثرة والأبيات الشعرية . وبعض الحكم والأمثال والآثار . وضعي في الدفتر لمساتك الجميلة من الأشكال الزخرفية والألوان المتنافسة . ثم ضعي هذا الدفتر على مكتبك واكتبي عليه من الخارج (( اقرأي ولا تترددي )) أو أي عبارة توحي بأن هذا الدفتر لمن أرادت قراءته وحتماً ستجدين الكثير منهن مقبلات عليه وعلى قراءته وربما تدوين شيء منه أو حتى تصويره . وربما أن كلمة فيه تفتح قلباً . أو تهدي نفساً وما ذلك على الله بعزيز .

تاسعاً: اجعلي من صديقاتك داعيات إلى الله :
هل فكرت أختي المعلمة أن تجعلي صديقتك داعية على الله عز وجل . لماذا لا تحاولين ذلك وتقومي بتشجيعها على الدعوة وتتركي لها المجال لتساعدك في الأعمال أو الأنشطة الدعوية التي تقومين بها. وعوديها على أسلوب الدعاة إلى الله عز وجل . وأقحميها في بعض مواقف الدعوة وشجعيها على ذلك وحذري أن تكوني سبباً في إحباطها أو تحطيم معنوياتها وحاولي مساعدتها في تنمية المواهب الدعوية لديها .
وسهلي لها كل عقبة ستصادفها . وغير ذلك . لتجعلي من صديقتك داعية إلى الله عز وجل .

عاشراً : سلة الكتيبات :
ضعي سلة ذات شكل جميل وضعي فيها بعض الكتيبات النافعة المفيدة وضعيها على مكتبك أو على طاولة صغيرة في وسط الغرفة أو في أكثر مكان تجلس فيه المعلمات ثم ضعي ورقة على ممسك السلة واكتبي فيها بالخط العريض (( اقرأي ولا تترددي )) .
ستكون لهذه الفكرة أثر جيد في شغل وقت الفراغ لدى المعلمات.

أفكار متنوعة

 

إن مثلك أيتها المعلمة تعرف ثمن وقتها جيداً ومدى خطورة تضييعه . يمكنك في أوقات الفراغ في المدرسة أخذ كتاب نافع وقراءته على زميلاتك في الغرفة أو عل الطالبات في حصص الاحتياط وأوقات الفراغ .
حاولي توسعة صدرك . واسألي الله عز وجل العون على ذلك واستمعي لمشاكل زميلاتك وصديقاتك. فذلك باب واسع جداً للدعوة إلى الله تعالى . وكوني لمحدثتك منصته مصغية . وقدمي لها توجيهاتك ونصائحك المستمدة من الكتاب والسنة بطريقة علمية جيدة لتظهر آثارها . وحاولي أن تسأليها بين وقت وآخر كيف وصلت في حل مشاكلها وأي طريقة سلكت وصبريها وذكريها بوعد الله عز وجل وأنه قريب ممن دعاه ولجأ إليه .
قصص مؤثرة زخرفت واقعنا . ونقشت فيه أسمى معاني الإيمان الصادق واللجوء إلى الله عز وجل . وسطرت مواقف من أروع ما يكتبه البنان ويسير به المداد. رددي على مسامع طالباتك وزميلاتك مثل هذه القصص . واسرديها بشكل مؤثر جذاب . ثم سليهم بعد ذلك . ماذا استفدت من هذه القصة. وهل لمست فجوة في حياتنا . وعلى أي شيء عزمنا بعدها .
خمس وأربعون دقيقة تجلس فيها عدد من الطالبات قد يتجاوز العشرين طالبة . ليس لديهن درس يسمعنه . ولا عمل يقمن به إنها حصص الاحتياط . التي تذهب غالباً هدراً وهي ربي من أعظم فرص الدعوة للطالبات . فيا ترى ماذا تفكر معلمة مثلك تعرف واجبها وتحمل هم دينها أن تصنع فيها.
تحدثي مع الطالبات واستمعي إلى قراءتهن للقرآن الكريم وحسن أصواتهن والتنبيه على الأخطاء .
كتيب تطلبين من إحداهن قراءته بصوت عالي واضح مع بعض التعليقات من الطالبات أو منك .
وزعي على الطالبات بعض المطويات النافعة والكتيبات والأشرطة التي يجب أن لا تخلو منها حقيبتك كداعية إلى الله .
اختبري الطالبات بمواقف طريفة من حياتهن . وانظري كيف يتصرفن فيها . شجعي التصرفات السليمة .. وصححي الخاطئة . مثلاً .
عدت اليوم من المدرسة . وفتحت الباب المنزل . فاستقبلك صوت المذياع بالأغاني والموسيقى الصاخبة . إنها أختك الصغرى تسمع الغناء وترقص عليه . ماذا تصنعين ؟!!
لا تنسي أن الصحابيات هن أسوة وقدوة . وسلفنا الذي نفتخر به .. فليكن حديثك عنهن وعن مواقفهن الخالدة ديدنك في كل شيء وفي كل موضوع تتحدثين عنه أو تقومين به .
اطلبي منهن بعض الطرائف والنوادر . لا شك أنك ستجدين النكت المعروفة بالكذب . وجهي الطالبات إلى إن هذه النكت من المحرمات لما فيها من الكذب والسخرية . وقولي لهن موقفاً طريفاً حصل لك أو لأحد من معارفك دون ذكر أسماء واطلبي منهن مواقف طريفة لهن. حتماً ستجدين كماً هائلاً يروح عن الجميع . ويبهج القلوب ودون كذب .
اسألي الطالبات عن بيت شعر يحببنه . واسأليها لماذا أحبته : وما معناه . وماذا يمثل لها .وبعد ذلك وجيهيهن للأفضل والأحسن والأنفع .
ليكن من ضمن حديثك سؤال . ماذا تتمنين في المستقبل إن أحياك الله عز وجل وأطال عمرك . مع الوقوف على سبب هذه الأمنية وما هدفها منها . وعرجي على واجب الفتاة ومسئوليتها وسر وجودها على ظهر هذه الأرض واستفسري هل منكن من ترغب أن تكون داعية . قد تقول قائلة وما معنى داعية ؟!! هنا . تختلج الكلمات في قلبك وتتمازج الصور المشرقة والمواقف المشرقة والعزيمة الصادقة لترسم صورة هي أجمل صور الإنسان . وجه مضيء و إشراقة متلألئة . أخلاق تمشي على الأرض . جسد يحمل هم الإسلام إنها الداعية تحب الناس جميعاً وتنشر الخير في كل مكان وتذهب إليه . وهكذا ترغبينهن فيمثل هذه الأمنية . وتحثيهن على حب أمثال هؤلاء .
ذكر الله عز وجل غنيمة باردة به تطمئن القلوب وتنال الدرجات عند الله عز وجل ..فلماذا لا تذكريهن بفضل هذه الطاعة العظيمة . وتذكري لهن بعض الأذكار وفضلها مثل (( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )) و(( سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله )) أجري بينهن مسابقة من تستطيع أن تحدد كم مرة يمكننا أن نقولها في الدقيقة الواحدة .. واتركي لهن فرصة التجربة ثم بعد ذلك .. قولي لهن أرأيتن أننا يمكننا تحصيل خير كثير وأجر عظيم في دقيقة واحدة فقط كيف بحصيلة عمر كامل .
فجري المواهب لدى الطالبات فهناك الكثير منهن يملك فنون ومواهب عظيمة تستغل استغلالاً عظيماً في الدعوة إلى الله كالرسم والخط والكتابة والخطابة والإلقاء والإرشاد والنقش والفن التشكيلي و الألوان والشعر والقصص والخواطر . لماذا لا تحاولي تنمية هذه المواهب وتوجيهها إلى ما فيه الخير والصلاح لهن ولمجتمعهن .. وتشجيعهن على ذلك .. وتستمعي إلى بعض إنتاجهن .
أختي المعلمة .. اطرقي كل أبواب الخير .. ولا تحقري من المعروف شيئاً . هل فكرت يوماً أن تذهبي في أوقات الفراغ لديك في المدرسة إلى العاملات وتحدثيهن وتسألي عن أخبارهن وصدقيني ستجدين في عقول أولاء بعض العقائد الفاسدة والمصطلحات المحرمة حاولي تغييرها بأسلوب جيد مقبول ومن ثم لا تبخلي عليهن سورة من قصار سور وكذا الفاتحة . علميهن الصلاة وطريقتها الصحيحة بأسلوب سهل مرح حتماً ستجدين نتيجة ذلك ولا شك .. ثم استرسلي معهن بتعليم بعض الأذكار الشرعية .
لا إله إلا الله أيتها المعلمة .. والله الذي لا إله إلا هو إن هذا المجال واسع جداً . وزاخر جداً غفل عنه الكثيرات ممن في أنفسهن الخير والسعي إليه بل والدعوة إليه بشتى الطرق .
إن داعية مثلك غيورة على محارم الله أن تنتهك لابد لها من حصيلةٍ من علم تعينها بعد توفيق الله على الدعوة والإصلاح فلا تهملي نفسك في خضم مشاغلك واهتمامك من تزويدها بالعلم النافع والقراءة المفيدة في كتب أهل العلم من تفسير للقرآن الكريم أو جولة في رحاب أحاديث المصطفي صلى الله عليه وسلم . ولا تنسي أختي المعلمة الداعية أن الكلام المحلى بآيات عذبة من كتاب الله عز وجل وأحاديث من أقوال المصطفي صلى الله عليه وسلم وأقوال بعض السلف الصالح يقع تأثيره في القلب أكثر من غيره ويجد قبولاً أكثر من الكلام الخالي من ذلك .
ألحي على الله عز وجل بالدعاء لك بالتوفيق والسداد والهدى والرشاد وأن يرزقك الحكمة فهي من أهم سمات الداعية إلى الله تعالى وادعي لمن حولك بالهداية والصلاح ولا تيأسي لأن القلوب بين يدي الله يقلبها كيف شاء سبحانه وتعالى .

 

 

هنا!! قفي لحظة !!

 

أختي يا باغية الخير أحسبك كذلك والله حسيبك . لا شك أن شعلة النشاط تتوقد داخلك . وأمواج العزيمة تحرك قاربك الصغير هنا وهناك بحثاً عن كل طريق يوصلك إلى الخير . أعرف أن هم الدعوة أرقك . والغيرة على حدود الله أقضت مضجعك . قد علمك الإيمان كيف تصمدين في وجه العاصفة وكيف تنهضين رغم كبرياء الظلام .. ولكن ..
تذكري .. تذكري لماذا أنت تقومين لكل ذلك ؟!
تذكري .. لماذا تتعبين نفسك ليل ونهار؟!
تذكري .. لماذا تبذلين من نفسك ووقتك وجهدك الكثير الكثير . قال تعالى : { قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ } (سورة الزمر:11) .
وكثيراً ما تمتزج أعمال العاملين بشوائب تكدرها .. ومن تلك الشوائب شائبة الرياء التي تكدر الإخلاص .
ففي خضم تلك الأعمال لا تغفلي عن تجديد نيتك وإخلاص إخلاصك وتطهير قلبك لله عز وجل واعلمي أن الرياء والعجب ما دخلا في عمل إلا أفسداه والعياذ بالله .
وتذكري أن أي عمل كان خالصاً لله موافقاً لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قبله الله وإن كان يسيراً وربما غفر به الذنوب والكبائر ما يتسع له جود الجواد سبحانه وبحمده .
واحذري في ذلك عدوك اللدود إبليس عليه لعائن الله . قال تعالى : { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا } فكم زين ومنى .. وأمر ونهى .
وتذكري دائماً عظمة الله عز وجل فوق كل عمل تعملين حتى لا يدخلك الإعجاب بعملك فيحبط عياذاً بالله وتذهب كل أعمالك أدراج الرياح . والأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى وإذا ما حققت الإخلاص نفع كلامك بإذن الله عز وجل ويجد طريقه إلى القلوب . قيل لحمدون بن أحمد : ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا ؟ قال لأنهم تكلموا لعز الإسلام ونجاة النفوس ورضا الرحمن ونحن نتكلم لعز النفوس وطلب الدنيا ورضا الخلق .
واستحضري أيتها المعلمة الداعية أن الله رقيب عليك عالم بسريرتك وعلانيتك وهو سر بينك وبينه .
ها قد بلغ الأمر من الخطورة ما بلغ فلا شك أن ذلك يهمك فاحذري وجردي النية للخالق عز وجل حتى تفوزي بسعادة الدنيا والآخرة ولا يجتمع عليك الأمرين هم الدنيا وشقاء الآخرة .. اخلصي تتخلصين ثم امضي قدماً بعزم وجد يحدوك الأمل في نضرة الله عز وجل داعية إليه بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن والموعظة والجدال بالتي هي أحسن عملاً ، طوبى لمن صحت لها خطوة يُراد بها وجه الله تعالى .
فكيف بمن صحت لها خطوات وخطوات .
وكيف ممن كانت كل حياتها لله عز وجل .
معذرة إن آخرتك لحظة .. ولكن ما كان ذلك إلا لشدة أهميتها .. وفساد العمل بدونها .
والآن .. هيا اكملي المسير بنشاطك المعهود وعزيمتك التي تكسر الحديد .

 

 

إليك يا .. معلمة ....

 

إليك يا .. معلمة القرآن الكريم :
قال صلى الله عليه وسلم )): خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) .
إنك والذي نفسي بيده لتمتهنين أشرف مهنة كيف لا وأنت تعلمين القرآن الكريم منهاج هذه الأمة وشريعتها وسر سعادتها وسيادتها في الدنيا والآخرة .. منور الظلمات .. مفرج الكربات .. شفاء العليل .. ويقظة الكليل .. مفتاح طمأنينة القلوب .. والمقرب إلى الخالق علام الغيوب .. فلا تجعلي حصة القرآن الكريم كغيرها من الحصص .. وهذا والله ما تفعله الكثيرات من المعلمات هداهن الله أما أنت فأربأ بك عند ذلك فأنت داعية تتحينين كل فرصة للدعوة إلى الله عز جل .
وإليك بعض المقترحات في ذلك :
علمي طالباتك أنه لا يجوز لهن مس المصحف دون وضوء واثبتي ذلك بالأدلة وفتاوى كبار العلماء وحثيهن على الاستعداد لحصة القرآن الكريم بالوضوء قبلها .
قال صلى الله عليه وسلم : (( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة )) أي مع الملائكة . من هذا المنطلق أحث همة الداعية مثلك أن تعلم طالباتها القراءة الصحيحة وما تيسر من أحكام التجويد . حتى تسمو قراءتهن . وتتقوم ألسنتهن في قراءة القرآن الكريم .
كثير من الطالبات يمنعهن الحياء من تحسين أصواتهن وترتيل كتاب الله عز وجل فقومي بدورك بتشجيعهن على ذلك والحزم في ذلك وامنعي الضحك لأن هذه هي حصة القرآن الكريم .
فسري لهن آيات القرآن الكريم تفسيراً واضحاً سهلاً وأثناء ذلك لا تنسي كداعية حثهن على العمل والاقتداء ومزج ذلك بالترغيب والترهيب .
أنت داعية فلا تكوني دنية الهمة ككثير من المعلمات لا يرعين لحصص القرآن الكريم أي اهتمام فهن يقمن بتشغيل المسجل ويتركن الطالبات .
أما أنت يا معلمة المواد الدينية .. فالعبء عليك كبير والمسئولية بين يديك عظيمة.. فالزمي .
لا تجعلي حصتك حصة روتين .. شرح .. توبيخ .. أسئلة .. تدوين في الدفتر .. وقبل ذلك على السبورة .
تنبهي الطالبات إلى الأخطاء الدينية التي تعترضك في الدرس وحثيهن على العلم والعمل .
كوني قدوة في نفسك وملبسك وأخلاقك داخل المدرسة وخارجها حتى تجدي لقولك صدى في نفسهن .
باسلوبك كداعية ومعلمة اجعلي الطالبات يشتقن لحصص التربية الدينية وينتظرنها بفارغ الصبر .
معلمة اللغة الإنجليزية .. لا تألو جهداً إظهار قدر الله عز وجل في اختلاف الألسن واللغات وتعدد الجنسيات والألوان . وهو مع ذلك يرى ويسمع ولا يخفى عليه من عباده شيء . فسبحان الله الخلاق العليم .
كذلك حث الطالبات على استغلال هذه اللغة في الدعوة إلى الله عز وجل في المستشفيات والمدارس والأماكن العامة .
اطلبي منهن كتابة رسائل عن الإسلام وسماحته وصلاحيته لكل زمان ثم ساعديهن في ترجمة هذه الرسائل ومن ثم إرسالها إلى من لا يعرف هذا الدين . ولا يهمك إن طال الوقت في ذلك .
لا تنسي أن تنمي لدى الطالبات حب اللغة العربية والاعتزاز بها لأنها لغة القرآن الكريم .. وسعت ألفاظه ومعانيه .
معلمة اللغة العربية .. لا تدخري وسعاً في الإشارة بروعة هذه اللغة وجمالها والتذكير بين الفينة والأخرى أن هذه هي لغة كتاب الله عز وجل .
حاولي جاهدة تقويم لسان الطالبة في نطق العربية الفصحى ولا تتحدثي معهن على الأقل داخل الصف إلا بالعربية الفصحى ولا تقبلي منهن إلا ذلك . فهذا سيكون له أثر كبير في تقويم الألسن وحب اللغة .
في حصص الأدب .. اجعلي الطالبات يتذوقن الأدب الإسلام الحق وكيف أصطبغ بصبغة الإسلام وكيف كانت جزالته وقوة ألفاظه .. وكيف أن هذا الدين لم يهمل حتى الأدب .
في حصص البلاغة .. لا تغفلي أيتها الداعية عن إظهار بلاغة القرآن الكريم وإعجازه حيث جاء متحدياً للعرب بأن يأتوا مع تحدثهم لنفس اللغة . ولو بآية منه . ومع ذلك لم يستطيعوا . فأي كلام هذا .
في حصة التعبير .. زودي الطالبات بحصيلة من الأساليب المتنوعة والكلمات الجديدة . مع التعليق المستمر على المواضيع التي يكتبنها وبيان الأفضل منها . واختياري كذلك الموضوعات المناسبة التي يحتجنها وتثير لديهن الحماس والاعتزاز بهذا الدين .
معلمة مادة الأحياء .. ذكري طالبات بعظيم صنع الله عز وجل وأن الإنس والجن لن يستطيعوا أن يخلقوا ولو ذباباً ولو اجتمعوا له. لأن الخالق الوحيد هو الله لا شريك له.
ازرعي في قلوبهن حب التأمل في مخلوقات الله عز وجل وأولها الإنسان وكيف خلق بهذه الدقة المتناهية . لو اختل منها شيء يفضي به إلى المرض والضرر .
علميهن شكر الله عز وجل على هذه الآلاء والنعم وأنهن إن شكرن وشكرن لا يبلغن ولا حتى نعمة الصبر مع العلم أن من شكر هذه النعم صرفها في طاعة الله وأن الله قد يعاقب العاصي بأخذها عنها ولو اجتمع من الأرض لن يعيدوا منها مثقال ذرة إلا بإذن الله .
اغرسي في قلوبهن مراقبة الله عز وجل . وذلك بالإشارة بأن الله يرى الخليقة أصغر وحدة بنائية في الجسم ويرى أصغر الحشرات وأدق الميكروبات الصغيرة . ولا ينساها . فيا ترى هل ستغيب عليه أعمالك أيها الإنسان . لا وربي .
عودي ألسنتهم على ذكر الله عز وجل إذا رأين ما يثير العجب أو يدهش البصر .
عند الرسم لا تطلبي منهن بقدر المستطاع أن يرسمن ما فيه روح .. وإن كان ولابد فاقطعي القبة والرأس ولا ترسمها الطالبة فتقع في تصوير ذوات الأرواح .
معلمة مادة العلوم : أيضاً اجعلي عنوانك هو إثبات عظمة الله في الكون .. فكل شيء يصادفك هو بقدرة الله عز وجل وهو الذي يسر لعباده هذه العلوم .
تذكري دائماً أن العلماء المسلمين يوم تمسكوا بدينهم منحهم الله العون والتأييد فكانوا قادة العلم في ذلك الوقت أمثال : ابن سينا ، والبيروني ، والحسن بن الهيثم وغيرها كثير وكثير في حين كانت أوروبا تغط في سبات عميق .
مع ذلك العلم ذكري كله ذكري الطالبات بقوله الله عز وجل :{ وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } .
إذا ما عرض لك الانصهار بالحرارة ذكري بأن هذه النار هي جزء من سبعين جزء من نار جهنم فكيف سيكون أثرها على الأبدان والجلود . إلى غير ذلك من الأشياء التي تستطيعين كداعية استغلالها في الدعوة إلى الله عز وجل .. فقط ابذلي جهدك واستعيني بربك وحده .
معلمة مادة التاريخ : صححي الأخطاء التي قد توجد في كتب التاريخ الإسلامي ، وبالأخص ما حدث بين الصحابة رضوان الله عليهم .
أكدي على ضرورة الاقتداء بالسلف الصالح وكيف فتحوا الإسلام مشارق الأرض ومغاربها .
بعض المسلسلات التي تسمى بالمسلسلات الدينية ترسم صورة مشوهة للكثير من معالم الإسلام والخلفاء وكبار القادة الفاتحين فلا تألي جهداً في إظهار ذلك وبيان الصورة الحقيقية وعرجي على خطورة مثل هذه الأفلام التي تشوه صور سلفنا الصالح من علماء وقادة وخلفاء ومجاهدين فاتحين .
أختي المعلمة أيا كان تخصصك .. إن مجال الدعوة إلى الله عز وجل مجال واسع جداً .. ذلك وأن الإسلام شجع العلوم التي فيها صلاح المسلمين وتقدمهم .. فما كل هذه الحضارة والرقي إلا بالإسلام وكفى .
كذلك لا تغفلي عن الدعوة حتى في صياغة أسئلة الامتحان فالأمر سيكون سهلاً بالنسبة لك .. فكري بجد وصدق وإخلاص ولا شك ستجدين الصيغة المناسبة التي تخدمك في الدعوة إلى الله عز وجل .
فمثلاً قرأت هدى يوماً أن الغناء محرم بالكتاب والسنة فقررت التخلص منها وكان لديها 60 شريطاً تتخلص في كل يوم من 6 أشرطة فكم يوماً تحتاج للتخلص من جميع الأشرطة المحرمة ؟!!

 

 

قبل الختام

 

أيتها المعلمة .. تذكري أن هناك من ينافسك في هذا العمل فلا تتأخري ولا تتثاقلي .
وتذكري .. أن ما دفعني إلى كتابة هذا الكتيب المتواضع هو علمي بأنك تحملين همّ الإسلام وكيف تنفعين من حولك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .
لا تيأسي .. وثقي أن الله لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى فأري الله من نفسك خيراً.
ولا تنسي أن ترفعي أكف الضراعة إلى ربك عز وجل أن يوفقك ويبارك في وقتك وجهودك فهو قريب ممن دعاه . مجير من لاذ بحماه .
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } .

 

 

وختاماً

 

كانت هذه بعض الأفكار المقترحات الدعوية تأملي في قرآتها ولن تعدمي خيراً .
قلت في قرارة نفسي لعلها كلمات تشحذ الكليل وتوقظ الوسنان .
فهات يديك إلى العمل الجاد .
ولن أعدم منك نصيحة أخوية هادفة ..
أو حتى دعوة في ظهر الغيب ؟!
وسيظل قلبي ينظر إليك مع تباعد الزمان والمكان وستظل خفقات قلبي تناديك وتناديك حتى تسكن .
أسال الله لنا الإخلاص
ولا حول ولا قوة إلا بالله
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

 

 

أختك في ظلال العقيدة
أمة السلام