سر الدعوة المستجابه

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : اكرم يعقوب | المصدر : www.qudwa1.com

فاليكم هذه القصة اخواني الكرام
نظر شيخ جليل الى عبد فقير نظرة اجلال واحترام احبه في الله وافصح عن حبه اياه بقوله لبيك يا حبيبي كان ذالك الشيخ هو العالم المجاهد عبد الله بن المبارك اما العبد الذي احبه في الله
فلم يذكر التاريخ اسمه فقد كان حريصا على كتمان امره بينه وبين ربه
اصاب الناس في مكة قحط شديد بسبب عدم هطول الامطار فخرجوا الى المسجد لصلاة الاستسقاء
لعل الله ان يفرج ما بهم من غم وينزل الامطار
فذهب عبد الله بن المبارك الى المسجد للصلاة مع الناس الذين حظروا للصلاة فراء عبد الله بن المبارك
عبد اسود عليه ثياب من الخش فوقف بجواره اخذ ذالك العبد الاسود يدعوا الله ويجتهد في دعائه سائلا الله ان ينزل الامطار فورا
حتى راءى سحابة في السماء واقبل المطر من كل مكان فجلس ذالك العبد الاسود
في مكانه يسبح الله وهو يبكي ثم قام من المسجد
ادرك عبد الله بن المبارك ان الله تقبل دعائه
فاحبه في الله
لحب الله له
فسار خلفه حتى دخل دارا فعرف تلك الدار
عاد عبد الله بن المبارك الى عالم اخر من اصحابه وقصى عليه الحدث
واخبره عن قصة العبد الاسود
فقل ذالك العالم ويحك يا ابن المبارك خذني اليه
فقال عبد الله بن المبارك سوف اقوم بلبحث عنه
وفي اليوم التالي ذهب عبد الله بن المبارك الى ذالك المنزل فوجد صاحب الدار جالس امام المنزل
فسلم عليه عبد الله بن المبارك
فعرفه صاحب الدار فرحب به واستقبله استقبال كريما
وقال له هل لك حاجة عندي وانا اقضيها لك
قال ابن المبارك نعم
احتجت الى عبد اسود فقال صاحب الدار عندي من العبيد ما تحب ان يكون لك معينا في خدمتك
فصاح بصوته يا غلام
فخرج عبد اسود مفتول العظلات قوي البنية وقال صاحب الدار انا انصحك بهذا وارضاه لك فخذه فقال ابن المبارك لا اريد هذا اريد احد غيره
فظل صاحب الدار يستدعي العبيد واحد واحد حتى ظهر له ذالك العبد الاسود الذي رءاه في المسجد فقال ابن المبارك هذا بغيتي فقال صاحب الدار ان هذا لا اريد ان ابيعه اني قد تبركت فيه وارى انه مصدر بركتي ومصدر الخير الذي في البيت وهو قائم يصلي الليل ويقرء القراءن
فالح ابن المبارك على صاحب الدار حتى اقنعه
فاخذه ابن المبارك
فقال العبد الاسود الى عبد الله بن المبارك
لماذا اخترتني وانا عبدا ضعيف لا استطيع ان اخدمك بقوتي هذه برغم وجود من هم افضل واقوى مني
فقال له عبد الله بن المبارك
اني اشتريتك لكي ابني لك دارا وازوجك واعتقك لوجه الله واكون لك خادم مطيع
فتعجب العبد من كلامه وقال له
اني استحلفك الله يا ابن المبارك ما ذا وجدت فيا
هل شعرت بلعلاقة التي بيني وبن الله
فقال المبارك عرفت منزلتك عندما وجدتك تدعوا الله في المسجد
فقال العبد الاسود لابن المبارك اني لاضنك عبد صالحا لله لان الله لا يكشف شاني الا لمن يحب من عباده
وقف العبد في مكانه وطلب من ابن المبارك ان يستاذنه للصلاة الى رب العالمين بعض ركعات فوافق ابن المبارك حتى اتم العبد الاسود صلاته وقال لابن المبارك
ما ذا تريد مني الان لاني سارحل
فقال ابن المبارك الى اين ترحل
فقال العبد الى الاخرة
وفاضت روح العبد في ذالك الوقت
فحزن عليه ابن المبارك حزنا عميقا وكان يشتد حزنه عليه عندما يخطر في باله ويشعر ايظا ما اهون الدنيا وكيف هي صغيرة في عينيه