صرخة فتاة

الناقل : SunSet | المصدر : saaid.net


صرخت بصوت مرتفع وهي تقول لن أعود أطلقوا سراحي !! آه لو عرف زوجي لقتلني .. لو علم أبي لذبحني !! أتوب .. لن أعود .. لن أعود !! أنتم تهدمون حياتي .. وتدمرون سعادتي !!
فاجأها الصوت .. نحن نهدم حياتك !! أم أنت هدمت حياتك ؟1
اختفى الصوت في نهر من الدموع .. وأنين يُسمع بين تلك الضلوع !!
سألها بهدوء : كيف تفعلين هذا وأنت صاحبة الفطرة ؟!
وكيف ترضين ذلك وأنت من عائلة طيبة ؟! ألم تعرفين حد الزنا في كتاب الله ؟ قالت وهي تلمح أملاً يُطل عليها في سوداء سماء ورجل الحسبة أمامها :
سأروي لك كل شيء . كل شيء من بداية إنزلاقي . ولكن أرجوك لا تخبر أبي ولا زوجي . هز رأسه وبدأت حديثها :
من قبل كنت امرأة سعيدة مستقرة في حياتي لا همّ لي في هذه الدنيا إلا زوجي وطفلي . هانئة مع زوجي . فهو من أفضل الرجال أدباً وخلقاً . وحولي ابن في الثانية من عمره ، يزرع الفرح في قلبي . كنت امرأة لا تعرف من الرجال إلا زوجها ومحارمها ، لا أعرف النظر إلى الرجال ولا الحديث معهم . وإذا ذهبت إلى السوق أكون محتشمة لابسة اللباس الشرعي الساتر .
لم يكن همي في الأسواق سوى الشراء والعودة إلى زوجي وطفلي وبيتي .. وفجأة بعد أن عرفت النقاب ولبسته تبدلت حياتي وتغيرت أيامي . بدأت أحرص على الذهاب إلى الأسواق بكثرة .
يومٌ أتعذر بشراء فساتين لي . وآخر لإرجاعها . وثالث .. لشراء ملابس طفلي ورابع حذاء لقدمي .. وهكذا بدأت رحلة الأسواق . وشجعني على ذلك
(( النقاب )) بدأت ألمح الرجال بوضوح وأرى أعينهم وأحس بنظرات الإعجاب * وبدأت أسمع كلمات الثناء وعبارات الإطراء تطرق أذني وهم يرون العين ... الكحيلة والواسعة !! وعندها بدأ حديث العيون . وفي كل مرة أتردد .. وأتخوف .. ربما .. وربما .. ويصحو في قلبي خوف من الله .. وصراخ إبني يملأ المكان .. لا تفعلي يا أمي !! ولكن .. شيئاً فشيئاً بدأت الرهبة تزول والخوف يختفي ويوماً وقد تهيأت لسماع كلمات الإعجاب وعيني تلحظ الإبتسامة ألقى إلي بكلمة ... رقصت لها عيني ...وعندما رأى ذلك الفرح والقبول ناولني رقم هاتفه ... بدأنا هناك ... وانتهينا هنا .. والزمن فترة مأساة .. والوقت .. صمت طويل .. وليل طويل .. وحزن طويل .

حكم لباس النقاب والبرقع

سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين سؤالاً مهماً مفاده أنه في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة بين أوساط النساء بشكل ملفت للنظر وهي ما يسمى بالنقاب ، والغريب في هذه الظاهرة ليس النقاب ، إنما طريقة لبس النقاب لدى النساء ففي بداية الأمر كان لا يظهر من الوجه إلا العينان فقط ثم بدأ النقاب بالاتساع شيئاً فشيئاً فأصبح يظهر مع العينين جزء من الوجه مما يجلب الفتنة ولا سيما أن كثيراً من النساء يتكحلن عند لبسه ، وهن ( أي النساء ) إذا نوقشن في هذا الأمر احتججن بأن فضيلتكم قد أفتى بأن الأصل فيه الجواز ، فنرجوا توضيح هذه المسألة بشكل مفصل وجزاكم الله خيراً .
فأجاب فضيلته بعد أن فصل في أمر النقاب : ولكن في وقتنا هذا لا نُفتي بجوازه بل نرى منعه وذلك لأن ذريعة إلى التوسع فيما لا يجوز ، وهذا أمر كما قال السائل مشاهد . ولهذا لم نُفت امرأة من النساء لا قريبة ولا بعيدة بجواز النقاب أو البرقع في أوقاتنا هذه بل نرى أنه يمنع منعاً باتاً وأن المرأة تتقي ربها في هذا الأمر وأن لا تنتقب لأن ذلك يفتح باب شر ولا يمكن إغلاقه فيما بعد .

سياسة تكسير الموجه

لقد عمد أعداء هذه الأمة من اليهود والنصارى ومن سار على نهجهم من العلمانيين ودعاة التغريب لسياسة خبيثة في نشر الفساد بالدعوة إلى سفور المرأة واختلاطها بالرجال 0 فهم لم يطالبوا بذلك مباشرة وإنما أرادوا لها كشف عينيها فقط حتى لا تسقط في الطريق !! وتلك هي البداية 0 ثم قالوا بعد أن بحثوا في الأسفار لا بأس من أن تكشف المرأة وجهها والدين يسر ، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بهلاك المتنطعين ... !! فحجاب المرأة الحقيقي في قلبها وليس وجهها .

قالوا ارفعي عنك الحجابا *** أو ما كفاك به احتجابا
واستقبلي عهد السفور *** اليوم وأطرحي النقابا
عهد الحجاب لقد تبا *** عد يومه عنّا وغابا

ثم قالوا : ولماذا هذا السواد فيما تلبسينه فوق الثياب ولماذا لا تلبسين تلك ( الكابات ) أو العباءات المزركشة والمزخرفة ؟! أمن أجل تلك الخرزات والخيوط الفضية تقوم الدنيا و لا تقعد ؟ قالوا : إنك لا تستطيعين حرية المشي في الطريق والثوب ضيق من الأسفل .. فما الحل إذا ؟!
الحل سهل .. اجعلي لثوبك فتحة في الأسفل !!
ثم قالوا : لماذا هذا السواد أصلاً ؟ البسي حجاباً ملوناً لكن بلون واحد فقط وإياك والتبرج . ثم لم يزالوا في وساوسهم حتى قُصّرت الثياب وخلع الجلباب وطار شعر المرأة مع نسيم الهواء في الربيع ، وفي الصيف وفي الشتاء وهكذا خرجت المرأة متبرجة سافرة تختلط بالرجال الأجانب باسم التطور والحضارة . ثم إنها تجاوزت ذلك كله إلى الظهور على شواطيء البحار في المصايف ، بما لا يكاد يستر شيئاً ، ولم تعد عصمة النساء في أيدي أزواجهن ، ولكنها أصبحت في أيدي صانعي الأزياء من اليهود ومشجعي الأزياء وكانت الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل المطالبة بحقوق المرأة المهضومة المسلوبة !!
وهكذا كان الانحراف .
فهل وعيت أختي المسلمة كيف يُقْتَل الحياء وكيف تُسْرَق العفة ....!!

أرى خلل الرماد وميض نار *** وأخشى أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعودين تذكي *** وإن الحرب مبدؤها كلام

من كتاب : الهاربات إلى الأسواق

==========
* لو صدقت لقالت نظرات الذئاب .