كل ما تريد أن تعرفه عن التليفزيون "ثلاثي الأبعاد"كل ما تريد أن تعرفه عن التليفزيون "ثلاثي الأبعاد"

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : أحمد فؤاد | المصدر : www.boswtol.com

May 5 2010

سيذكر التاريخ أن 2010 هو عام التكنولوجيا "ثلاثية الأبعاد" بالرغم من ظهورها منذ فترة طويلة، بعد إطلالة المحتوى "ثلاثي الأبعاد" فائق الجودة من خلال فيلم Avatar، كما سيكون كأس العالم الحدث الأكبر الذي سيُصوّر بتقنية "ثلاثية الأبعاد"، مما استدعى بالضرورة ظهور ما يُعرف باسم التليفزيونات "ثلاثية الأبعاد" الجديدة التي ستقتحم الأسواق في الفترة المقبلة.


ما هو التليفزيون "ثلاثي الأبعاد"؟


هو جهاز يعمل بتقنية تَعرض أي محتوي سواء أكان فيلماً سينمائياً أو برنامجاً تليفزيونياً أو مباراة رياضية بطريقة "ثلاثية الأبعاد"، بإضافة تأثير البُعد الثالث أو ما يُسمّى بـ"العمق". التليفزيون "ثلاثي الأبعاد" جهاز يحتوي على شاشة يُمكن أن تكون (LCD) أو(LED) أو "بلازما"، وفي جميع الحالات تعتمد هذه الأجهزة على أساليب "ثلاثية الأبعاد" للعرض؛ مثل: الصورة المجسّمة، ونمط الرؤية المتعددة، والنمط ثنائي الأبعاد المزوّد بالعمق، والنمط ثلاثي الأبعاد.

العالم الآن بصدد الاستمتاع بنوع "جديد" من أجهزة التليفزيون "ثلاثي الأبعاد" تختلف عن الأجهزة "القديمة" نسبياً، ولكن عموماً تقوم جميع أجهزة التليفزيون "ثلاثية الأبعاد" بعرض المحتوى المصوّر بصورة "ثلاثية الأبعاد" أيضاً بعرض صورتين ملتقطتين من زاويتين مختلفتين لنفس المنظر في نفس الوقت؛ بحيث تكون أول صورة موجّهة للعين اليمنى للمُشاهِد والأخرى للعين اليسرى، ويتم عرض الصورتين في نفس الوقت بشكل متداخل على الشاشة لتكونا صورة واحدة واضحة عند ارتداء النظارة الخاصة. وبدون النظارة ستكون الشاشة مرئية أيضاً، ولكن ستبدو كل صورة من الصورتين كأنها مكررة أو مائلة.

 

ولكي نستمتع بالتقنية "ثلاثية الأبعاد" نحتاج لتليفزيون ثلاثي الأبعاد، ونظارة خاصة، والأصعب محتوى مصوّر بطريقة "ثلاثية الأبعاد".

 

هنا يجب طرح سؤال هام.. وهو:

 

ما الفرق بين التليفزيون ثلاثي الأبعاد "القديم" و"الجديد"؟   

 
الأجهزة القديمة تَستخدم طريقة anaglyph المطلوب فيها ارتداء نظارات بعدسات حمراء وزرقاء (أو ألوان أخرى) والقادرة على الجمع بين الألوان الزائفة في الصور، ولكن دائماً ما كانت النتيجة لا ترضي المُشاهِد الذي طالما شعر بتغيّر الألوان وزوالها أحياناً، وتلطّخ الصورة العامة بجانب ضعف درجة الوضوح.

أما بالنسبة للتليفزيون "الجديد" فشهد الكثير من التغيّرات الجوهرية؛ حيث يمكن الآن للمُشاهد أن يستمتع بصورة واضحة وألوان كاملة بوضوح فائق (HD) سواء بدقة 1080p أو 720p.

هذا التغيّر في الجودة تطلّب استخدام نوع جديد أيضاً من النظارات، وتحديداً النظارة الكريستالية النشطة المزوّدة بغطاء أو active liquid crystal shutter glasses، التي يُمكنها العمل بسرعة هائلة في اعتراض نطاق الرؤية لكل عين على حدة بشكل متسلسل ومتعاقب (120 مرة في الدقيقة)، وبخلاف العدسات الكريستالية تحتوي النظارة على بطاريات قد تعمل لفترة تزيد على 80 ساعة، ويمكنها الاتصال بالتليفزيون وعمل المزامنة معه عبر الأشعة تحت الحمراء أو البلوتوث.

التليفزيون "ثلاثي الأبعاد" دخل فعلاً في منافسة شرسة مع دور السينما "ثلاثية الأبعاد" لما يتمتع به من قدرات، وذلك على الرغم من المقاس الصغير لأجهزة التليفزيون "ثلاثي الأبعاد" مقارنة بشاشات السينما، فإن التليفزيون "ثلاثي الأبعاد" يوفّر القدرة على التحكّم في أغلب عناصر الرؤية بخلاف شاشة السينما.

مشاهدة التليفزيون "ثلاثي الأبعاد" سيصاحبها بعض الارتباك في البداية على المُشاهِد، خصوصاً أنها تجربة جديدة لها قواعدها الخاصة التي ما زال بعضها غير محدد حتى الآن؛ مثل: المسافة التي يجب أن تفصل المُشاهِد عن التليفزيون ثلاثي الأبعاد (المعادلة الأفضل هي: 3 أضعاف طول الشاشة).

 

المصابون بالعمى المجسّم stereo blindness لا يُمكنهم رؤية البُعد الثالث  في أي فيديو "ثلاثي الأبعاد"


 بعض المصابين بهذا الخلل البصري يُمكنهم مشاهدة المحتوى "ثلاثي الأبعاد" بدون أية مشكلة طالما يرتدون النظارات المخصصة، ولكن الرؤية ستكون ثنائية الأبعاد فقط، وإذا لم يرتدوا النظارة سيشعرون بإرهاق في العين والشعور بالصداع.

الصداع طال أيضاً أغلب الذين شاهدوا المحتوى "ثلاثي الأبعاد". المشاهدة لثوانٍ معدودة أو لفترات قصيرة لم يكن لها أية آثار جانبية إلا أن المشاهدة لفترة طويلة تسبب الصداع وفقد التركيز.


 ويجدر القول إن ارتداء النظارات أمر ضروري يجب على المُشاهِد أن يقوم به ليستمتع بالمحتوى "ثلاثي الأبعاد" حتى ولو كان يرتدي عدسات أو نظارات طبية.


التليفزيونات الجديدة ستتسبب في مشكلة في السوق؛ لأن التليفزيونات فائقة الوضوح (HDTV) لا يُمكن تطويرها لِتعرض محتوى "ثلاثي الأبعاد"؛ حيث إن أجهزة HDTV لا يمكنها التعامل مع محتوى بناتج تحديث 60 هرتز، كما أن التليفزيونات "ثلاثية الأبعاد" الجديدة تحتاج لنوعية مختلفة من معالجة والفيديو ومكوّنات مادية إضافية لإنتاج فيديو "ثلاثي الأبعاد" بجودة فائقة.

 

هل يُمكن مشاهدة المحتوى "ثنائي الأبعاد" بطريقة "ثلاثية الأبعاد"؟



هذا الأمر يتوقّف على التليفزيون نفسه، ولكن شركات "سوني" و"سامسونج" و"توشيبا" أعلنت عن نيّتها توفير خاصية "التحويل" من المحتوى "ثنائي الأبعاد" إلى "ثلاثي الأبعاد". والمذهل حقاً في التليفزيونات "ثلاثية الأبعاد" الجديدة أنه يمكن إغلاق نمط الرؤية "ثلاثي الأبعاد" والاكتفاء بالنمط "ثنائي الأبعاد" بدون أية مشاكل أو حتى الحاجة لارتداء النظارات المخصصة، ولن تتأثر جودة الصورة "ثنائية الأبعاد" بحيث ستكون مماثلة لما تقدّمه أجهزة HDTV.

مسألة معدل استهلاك التليفزيونات الجديدة للطاقة ما زالت غير محددة؛ لأن الشركات المصنّعة لم تكشف بَعد عن هذه النقطة، كما أن الأجهزة لم تتوافر حتى الآن على نطاق واسع لاختبارها، ولكن بعض الخبراء أكد أن الأجهزة الجديدة لا تستهلك طاقة أعلى من التليفزيونات التقليدية، إلا أن المنطق يُؤكّد أن إعاقة النظارات المخصصة "ذات العدسات غير الشفافة" لنصف كمية الضوء الصادرة من الشاشة يؤدي إلى قيام التليفزيون باستهلاك طاقة أكثر للوصول إلى المستوى المنشود، إلا أن المنطق يقول أيضاً إن بعض أجهزة التلفاز قد تحتوي أحياناً على وحدة داخلية تُسمّى "معادل السطوع" تقوم تلقائياً بزيادة كمية الضوء الصادر عن الشاشة ليعوض عن الصورة المعتمة أثناء الرؤية عبر النظارات المخصصة.

أما فيما يتعلّق بموعد توافر أجهزة التليفزيون ثلاثي الأبعاد "الجديدة" أمام العامة في الأسواق، فقد بدأت الأجهزة بالفعل بالتواجد بداية من شهر مارس الماضي بمنتجات لشركتي Samsung (مجموعة UNC7000) وPanasonic TC-P50V20 في الولايات المتحدة الأمريكية، كما وعدت شركات أخرى كبيرة مثل LG وSony وToshiba بتقديم منتجاتها الخاصة بداية من إبريل الماضي وحتى بداية الصيف.

 تجدر الإشارة إلى أن بعض الشركات ستوفّر النظارات المخصصة للتكنولوجيا "ثلاثية الأبعاد" مع أجهزتها، وقد تكون نظارة واحدة أو نظارتين والبعض الآخر لن يُوفّر أية نظارات.

يمكن القول بكل تأكيد إن المستقبل بلا شك للتليفزيون "ثلاثي الأبعاد"، وهذا يبدو واضحاً عند ملاحظة بداية ظهور قنوات تليفزيونية "ثلاثية الأبعاد" واتجاه شركات الإنتاج "ثلاثية الأبعاد" لتقديم أفلام فائقة الوضوح "ثلاثية الأبعاد" عبر أسطوانات البلو - راي "ثلاثية الأبعاد"؛ حيث كانت العديد من الشركات قد أعلنت في بداية العام الحالي عن توفير مشغلات لهذه النوعية الخاصة من الأسطوانات، كما أن هذا الاتجاه وصل لصناعة الألعاب الإلكترونية أيضاً.   

بالرغم من المزايا المتعددة لهذه الفئة الجديدة من الأجهزة فإن الكثير من الخبراء ينصحون المستخدمين بعدم الاستعجال في الشراء الآن؛ لعدة أسباب أهمها: ندرة المحتوى "ثلاثي الأبعاد" فما زالت التقنية الوليدة تخطو خطواتها في السوق وسط شكوك في قدرتها على المنافسة مستقبلاً، كما أن الأجهزة والنظارات وأية معدات أخرى مرتبطة بها ستكون باهظة الثمن بشكل قد يكون مبالغاً فيه، لذلك ينصح الخبراء بانتظار عامين على الأقل قبل الشراء.