أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنهما 3

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : MatriX | المصدر : www.borsaat.com


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
إخوانى وأخواتى فى الله الكرام أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم
إلى بعضاً من سيرة السيدة أسماء بنت أبى بكر رضوان الله عليهما وعلى آل البيت النبوي الطاهر وجميع أصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم .
تميزت السيدة اسماء بنت ابى بكر رضوان الله عليهما بشجاعة الرجال وهذا واضح جلياً من موقفها فى رحلة الهجرة المباركة فهى التى كانت تخرج فى هجعة الليل وهى تحمل طعاماً وتسلك الطرق الوعرة الطويلة وتصعد جبلاً لتصل على غار ثور بهذا الطعام .
كانت تجتاز كل هذة المخاطر وعيون المشركين تتابعها
هى لم تكن شجاعة فقط بل جريئة جداً وتتميز بثبات القلب وقوة الأعصاب وتحكم فى المشاعر وكل هذة الصفات إنما سببها الإيمان العميق والثقة أن لطف الله عز وجل سيحفظها .
ولما هاجر الحبيب صلى الله علية وسلم وصحبة أبو بكر أرسلا من يأتيهما بأهلهما فهاجرت أسماء رضى الله عنها وهى حامل بإبنها عبدالله بن الزبير .
عن اسماء بنت ابى بكر - رضى الله عنهما – إنها حملت بعبدالله بن الزبير ، قالت فخرجت ( أى تريد الهجرة ) أنا متمم [ أى أتمت مدة الحمل الغالبة وهى تسعة أشهر] فأتيت المدينة فنزلت بقباء ، ثم تيت به النبى صلى الله علية وسلم فوضعته فى حجره ، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل فى فيه ( اى فم عبدالله بن الزبير ) فكان أول شيئ دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله علية سلم ، ثم حنكة بتمرة ثم دعا له وبارك عليه [ أى دعا له بالبركة ] وكان أول مولود فى الإسلام ( مسلم 2146 )
وزاد البخارى فى رواية له برقم 5469 : ففرحوا به فرحاً شديداً لأنهم قيل لهم أن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم .
وكان ميلاد عبدالله بن الزبير فاتحة خير على المسلمين واستبشروا به وتفاءلوا بمولوده ونشأ على حب التقوى فكان كما وصفته امه : قوام الليل صوام النهار وكان يُسمى حمامة المسجد .
وذكرالبلاذرى أبناء أسماء رضى الله عنها فقال : ولدت أسماء للزبير عبدالله وعروة والمنذر وعاصم وام حسن وعائشة [ أنساب الأشراف 1 / 422 ]
ولقد جمع الله عز وجل لأسماء بنت ابى بكر من خصال الخير واعمال البر ورجاحة العقل مالم يجتمع إلا للقليل النادر من الأتقياء ، فلقد كان يُضرب بجودها وكرمها المثل
فهى رضى الله عنها التى كانت تقول لبناتها واهلها : أنفقن ولا تنتظرن الفضل ، فإنكن إذا انتظرتن الفضل لم تفضلن شيئاً وأن تصدقتن لم تجدن فقده .

ولقد كانت – رضى الله عنها - مثلاً عالياً فى العبادة والطاعة فهى ابنه مَن ؟؟
هى ابنه الصديق الذى كان يسابق أصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم إلى كل طاعة
فكانت اسماء تجمع بين العبادة والخوف من الله عز وجل
لقد كانت اسماء صائمة قائمة خائفة وجله .

يقول زوجها الزبير بن العوام : دخلت على اسماء وهى تصلى وهى تقرأ هذة الآية : (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) (الطور:27) فأستعاذت ، فقمت وهى تستعيذ فلما طال على َّ أتيت السوق ثم رجعت وهى فى بكائها تستعيذ [ الحلية 2/55 ]
ولأسماء موقف فعلاً رائع جميل يدل على حرصها الشديد على الا تتنازل قيد انملة عن تعاليم دينها وما أمر به ربها عز وجل .
فعن الزبير قال : إن الآية الشريفة
بسم الله الرحمن الرحيم
(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
صدق الله العظيم
(الممتحنة:8)

قد نزلت لما جاءتها أمها وكان اسمها قتيلة بهدايا فلم تقبلها أسماء حتى سألت النبى صلى الله علية وسلم فنزلت الآية الشريفة .
وفى الصحيح قالت اسماء : يا رسول الله إن أمى قدمِت وهى راغبة أفأصلها ؟؟ قال صلى الله علية وسلم : نعم صِلى أمك .
وأم السيدة أسماء اسمها قتيلة وقد ذكرها المستغفرى فى الصحابيات وقال تأخر إسلامها
وقال الحافظ بن جحر فى الاصابة ( 8/ 284 ) إن كانت عاشت إلى الفتح فالظاهر أنها اسلمت .






انتهى إلى هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله علية وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله ورعاه



والملاحظ من هذا النص حرص السيدة اسماء رضوان الله عليها على إتباع التعاليم الربانية وعدم التفريط فى أى أمر منها مهما كلفها الأمر من مشقة وعناء .
إن هذا الجيل الفريد من الصحابة والصحابيات الأطهار الغر الميامين جيل يستحق عن جداره أن نتخذهم قدوة ونسير على نهجهم ونبجلهم ونحترمهم .
وكل من وصفهم بوصف لا يليق فهو حاقد على الإسلام والمسلمين ولا يعرف حقوق هذا الجيل الذى رفع راية لا إله إلا الله محمداً رسول الله وصال وجال وجاهد ونشر الدين
ومن لا يعطى العباد حقوقهم فكيف له ان يعطى حق رب العباد
إن هذا الدين دين متين والله عز وجل بنى هذا الدين على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ولم يفهم السنة أحداً كما فهمها الصحابة الأطهار .
والطعن فى هؤلاء إنما هو طعن فى الدين

اعلموا هذا جيداً وافهموه حتى لا تنخدعوا بكلام من يشبه الرهبان والقساوسة من المغرضين الحاقدين الذين لا ينتسبون على فئة العلماء أو المتفقهين .
هذا ولأنى أطلت فأنى استسمحكم وأطلب منم العذر