الدور النفسي للرضاعة الطبيعية .

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : د.داليا مصطفى الشيمي | المصدر : www.almostshar.com


الدور النفسي للرضاعة الطبيعية .

 

د.داليا مصطفى الشيمي .

 الأخوات الفاضلات : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يعلم الآباء أوجه النفع والميزات المتعددة للرضاعة الطبيعية ، فهي تقوى المناعة ، وتحمى صحة الطفل من العديد من الأمراض التي ربما يتعرض لها ، وغيرها من الجوانب التي تفاجئنا بها الأبحاث يوماً بعد يوم والتي يتحدث فيها السادة الأطباء الأفاضل بصورة أفضل مني بكثير وبصورة متخصصة .

ولكن ما يعنيني هنا هو الدور النفسي للرضاعة الطبيعية على الطفل ، ولنسترجع سوياً مشهد الرضاعة الذي تحمل فيه الأم صغيرها لتمنحه - ليس فقط الأمان - بل أيضاً الدفء والحب والأمان ، فهو بين يديها وفي أحضانها . إنها الأم التي تستجيب للبكاء وتلبى النداء لتجعله يشعر بأن العالم تحت إشارة منه ، فيبكى فتظهر له تحنو عليه وتطعمه ، وترسل له رسالة في كل مرة مفادها : ها أنا ذا يا حبيبي بقلبي وجسدي ملك لك ، ويقول مصطفى زيور رحمه الله - وهو أشهر محلل نفسي عربي - : إن لبن الرضاعة الذي تمنحه الأم لطفلها إنما هو بمثابة الحبر الذي تكتب به الأم أول كلمة في حياة ابنها .

ويبدو أن هذا الحبر هو ما يؤثر على مدى تقبل الطفل لذاته ، فنحن نتقبل أنفسنا من خلال رؤيتنا لتقبل الآخرين لنا ، وحينما تستجيب الأم لطفلها بالرضاعة فهي تقول له إنه شخص مرغوب فيه ، وأنها على استعداد لتوفير متطلباته ، وهو ما ينعكس على تقبله لذاته لاحقاً .

ليس ذلك فقط .... فالأم حين ترضع صغيرها فهي أيضاً تتلمسه وتضع يديها أو خدها على جسمه وهى بذلك تؤهله للاستثارة اللمسية التي تساعده على إدراك الأجسام الأخرى ؛ فيهدأ حينما يربت عليه الآخرون ، أو يضحك حينما يداعب أحد جسمه ، وبالتالي فالاستثارة اللمسية أمر هام لنموه .

ألا يكفى ذلك للاهتمام بالرضاعة الطبيعية ؟
حماكم الله وأبناءكم من كل سوء .