فصام الطفولة .

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : د. مسفر يحيى القحطاني | المصدر : www.almostshar.com


فصام الطفولة .

 

د. مسفر يحيى القحطاني .

 لعل الصعوبة في تشخيص طفل ما مضطرب بأنه مريض بالفصام ، يعود إلى إن معظم ما يظهره الطفل من تصرفات و سلوكيات غريبة وملفتة للآخرين وخصوصاً المحيطين بالطفل تتشابه إلى درجة التطابق مع الأعراض المرضية لمرض الفصام الذهاني . وهناك من يفسر تلك التصرفات بأنها طبيعية و تقتضيها طبيعة المرحلة فمرحلة الطفولة تمتاز بعدم النضج الذهني و الانفعالي ، لذلك لا تتضح الصورة الإكلينيكية للطبيب المعالج .. وحتى وإلى زمن غير بعيد كان يعتبر إطلاق أسم مرض ( فصام الطفولة) فيه قدر من المبالغة والظلم للطفولة البريئة.

ومع تطور الطب النفسي الحديث تبدل الحال ، وأصبح هناك اعتراف معلن في معظم الأوساط الطبية بوجود ما يسمى بفصام الطفولة. ومع هذا الاعتراف ظهرت صعوبة تحديد أعراض المرض لصعوبة اقتحام عالم الطفل وفحصه إكلينيكيا ، لذلك لجا المعالجون إلى عدة طرق علمية أبرزها طريقة الملاحظة عند استغراق الطفل في اللعب ، كما يحرص المعالجون على عند مقابلتهم لوالدي الطفل ومن يعيش في محيطه على الاستفسار وسؤالهم عن بعض النقاط الهامة التي تساعد على تحديد الأعراض الفصامية بدقة.

ومع أن معظم المصادر العلمية في الطب النفسي تؤكد على حقيقة أنه من النادر ظهور الأعراض الفصامية بوضوح قبل سن التاسعة ولكن هناك من المعالجين من يشخص المرض عند عمر الخمس سنوات ، وآخرون عند السنة الثالثة !!.

وعلاج مرض الفصام لدى الأطفال لا يختلف عن علاج الكبار المصابين بمرض الفصام إذ يعالج بمضادات الذهان العقاقيرية والعلاج الأسري المتمثل في مساندة الطفل الفصامي ومن ذلك توفير البيئة الاجتماعية المستقرة والآمنة ، وأهمها علاقته بأمه والتي يجب أن تكون علاقة دافئة تتسم بالاعتدال فلا إفراط أو تفريط في الحماية ، هذه الحماية التي يجب أن تشمل متابعة كيفية تعامل بقية الأطفال في الأسرة وغيرهم من الأطفال الآخرين مع هذا الطفل الفصامي ، وخصوصا عدم وصمه بالجنون أو النظر له بشيء من السخرية التي تثير ولاشك إحساسه بالدونية و تطور الأعراض المرضية لما هـو أسوء لا سمح الله .