النكدية والبخيل

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : صالح عبدالعزيز الكريِّم | المصدر : www.almostshar.com


النكدية والبخيل!!

 

أ. د. صالح عبدالعزيز الكريِّم .

 في إحدى حلقات برنامج عالم الأسرة الذي تقدمه الإذاعة السعودية كان هناك لقاء مع متخصصة في علم النفس والعلاقات الزوجية وقد استوقفني حديثها عن حالات من الزوجات ممن كن يتعدين على أزواجهن بالضرب حيث جاءها رجل طول وعرض وهندام وشوارب وتحته في إدارته عدد كبير من الموظفين ومع هذا ينال قسطاً من التأديب بالضرب المبرح وغير المبرح لدرجة أنه أمامها (أي أمام زوجته) في العيادة مثل البس (القط)،

 

 

 وقد خفف عليّ من تلقي هذا المشهد الدرامي وقبوله قول الدكتورة المتخصصة : إن هذا الرجل صاحب ذوق عالٍ حيث أنه أكبر من أن يمد يده عليها لأنها امرأة والرجل الشهم عادة لا يضرب المرأة حتى لو صفعته وضربته لكن كان حله للموضوع أن يتزوج بأخرى ثانية «مسيارية» ويستمر مع زوجته الأولى لاعتبار وجود أطفال وحياة أسرية تستحق أن تستمر باستمرار تلقي الضربات والعنف النسائي ضد الرجل الغلبان صاحب الشوارب والذي هو على موظفيه ومن هم في إدارته أسد وفي الحروب ومواجهة الخطوب نعامة.


بعد ذلك تعرضت الدكتورة المتخصصة للحالة الأكثر انتشاراً والأكبر ضرراً وهي ما أسمتها بظاهرة «النكديات» في حياة الأزواج وهي التي لا تضرب لكنها «تنكد» فقط، ويرزح تحت هذا النوع من الزوجات عدد كبير من الأزواج.


وعندما جاء الحديث عن أبرز ما يواجه الزوجات من أزواجهن كان في مقدمة ذلك صفتان ذميمتان لدى الرجال، أولاهما أن عدداً كبيراً من الأزواج وبعضهم للأسف قد يكون مثقفاً وصاحب تعليم عالٍ لكنه يستمرئ «إهانة» المرأة وتحقيرها والتقليل من شأنها وعدم إعطائها حقها الإنساني من الاحترام والتوقير، أما الصفة الثانية فهي البخل وما كنت أظن أن هذه الصفة هي أم المشاكل بين الأزواج والزوجات حتى ذكرت الدكتورة المتخصصة أن لديها ألفي حالة (2000 حالة) القاسم المشترك في المشكلة فيها جميعاً بخل الرجل.


إن ارتفاع نسبة الطلاق وتأزم الحالات الزوجية لا يعود بدرجة كبيرة إلى من تضرب زوجها ولا لمن يهين زوجته لأنها حالات نادرة إنما و«حصرياً» إلى «النكدية» و«البخيل» وهما صفتان كما ذكرنا بغيضتان فلتخفف النكدية من نكدها لتعيش هي وزوجها وأسرتها حياة مستقرة وكذا ليفك البخيل كيسه ويصرف على زوجته وأطفاله ليهنأ هو وهم في حياة سعيدة.
 

 

 


المصدر : صحيفة عكاظ ، العدد 2355 .