رجل " مخلوع " كل 5 ساعات : بيوتنا في خطر

الناقل : heba | المصدر : www.almostshar.com


رجل " مخلوع " كل 5 ساعات : بيوتنا في خطر !

 

 

 

موقع المستشار - تحقيق : عبد الرحمن هاشم .

الأسباب المختبئة وراء فشل الحياة الزوجية تحتاج إلى كشف المشكلة ، جذورها وفروعها .. فاليوم توجد مأساة في مصر اسمها ( الرجل المخلوع ) والاحصاءات الجديدة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تؤكد أن مصر استقبلت في السنوات الثلاث الماضية 5 آلاف حالة خلع ، أي أن كل 24 ساعة نستقبل 5 حالات خلع ، أي حالة واحدة كل 5 ساعات تقريباً !


أياً كانت الأرقام ورغم قسوتها ، وإضافتها أسراً جديدة مفككة إلى إحصائيات الطلاق التي زادت نسبتها في السنوات العشر الأخيرة ، نناقش تحديداً قضية ارتفاع معدلات الخلع والأسباب التي أدت إليه وكيفية الحد منه .

الدكتورة سامية خضر رئيس قسم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس ترى أن من أهم الأسباب التي تدفع الزوجة إلى الخلع ، استحالة العشرة لسوء خلق الزوج وعنفه مع الزوجة وعدم التوافق والعجز المادي وإباحته في ظل هذه المعطيات مهم وإنقاذاً للزوجة ، فهي تفدي نفسها بسبب سوء عشرة زوجها ، لكن أن تستند إليه المرأة عند حدوث أي شجار أو مشكلة فهذا هو المرفوض .

وتناشد د. سامية الأهل القيام بدور إيجابي نحو أبنائهم وتقول : كانت الأم زمان لا تشجع ابنتها على الانفصال كما يحدث من أمهات اليوم .
وتقر أن الأجيال الحالية تفتقد قوة الاحتمال التي كانت لدى أجيال الأمس حيث كانت الزوجة غالباً ليس لها مورد رزق لذا كانت تتحمل كل ما تتعرض له من الزوج في سبيل استمرار الحياة وكانت المرأة بصفة عامة تؤمن بأن الرجل هو سيد البيت ولكن الزوجة الحالية إلا من رحم الله تضع في اعتبارها أنه من الممكن أن تعتمد على نفسها في تدبير معيشتها ولذلك لا يكون لديها استعداداً للتضحية ، وتقديم أي تنازلات .

وتدين د. سامية الإعلام الذي تعتبره عاملاً مساعداً وليس أساسياً في الظاهرة حيث أن القنوات الفضائية والدراما التليفزيونية لا تتناول واقع الأسرة إلا في نماذجها السيئة السلبية وتبتعد عن النوذج القدوة في العلاقة بين الزوجين من خلال حسن العشرة والاحترام والتحمل والأدب .
وتلخص د. سامية خضر أسباب الانفصال بالخلع في الخلل الذي يسود التنشئة الاجتماعية والذي ينتج عنه أن المتزوجين حديثاً ليس لديهم الشعور بقيمة الأسرة وقدسيتها ، ولذا فالحل من وجهة نظرها هو الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية السليمة للأجيال الجديدة .
 


ثقافة .. ( اللادوام )


أما د. سعد رياض – استشاري نفسي وتربوي – فيرجع أسباب انتشار الخلع إلى عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية ، وتتمثل العوامل الاجتماعية في التفكك الأسري الذي انعكس على الأبناء فأصبحوا يقبلون على الزواج دون مراعاة التكافؤ أو التحري عن الطرف الآخر . كما لعبت ظاهرة العنوسة دوراً في إقدام الفتيات على الزواج بأشخاص قد لا يكونون مناسبين لهن خوفاً من أن يقعن فريسة العنوسة .

أما العوامل الاقتصادية فتتمثل في أن تكاليف الزواج أصبحت عبئاً ثقيلاً على الأسرة حيث يعجز الأزواج عن تلبية احتياجات الزوجات في مجتمع أصابه مرض المظهرية ، فضلاً عن أن الإنسان المصري سواء كان ذكراً أو انثى أصبح يعاني من مشكلات كثيرة جعلته ضيق الصدر ، سريع الغضب ، محبطاً ، مما يدفعه إلى الإقدام على الطلاق كي يتخلص من معاناته .

وتتمثل الأسباب الثقافية في الدور الخطير الذي يلعبه التليفزيون – سلبياً – في حياة الاسرة .
والحل كما يقول د . سعد أن يعود أفراد الأسرة المصرية إلى التقاليد العريقة ، وهو ما يتطلب وضع برامج لتأهيل الآباء والأمهات للقيام بدورهم في تنشئة أبنائهم على احترام رابطة الزواج . ويلفت نظر الإعلام وخاصة التليفزيون إلى ضرورة إبراز ايجابيات نظام الأسرة والبعد بقدر الإمكان عن ذكر عيوبها وسلبياتها .


ويحذر د . سعد رياض من تنشئة الأبناء على ثقافة ( اللادوام ) القائمة على تغيير أشيائهم ومتعلقاتهم باستمرار
مما يغرس في نفوسهم فكرة عدم الاحتفاظ بالاشياء ومن ثم عدم الاحتفاظ بالزوج أو الزوجة .
ويطالب د . سعد رياض بعمل دورات للمقبلين على الزواج في كيفية مواجهة الضغوط والتغلب على مشاكل الحياة الزوجية واحترام الرأى الآخر .
 


بيت المسلم وبيت العنكبوت .


ويدعو الدكتور محمد وهدان الأستاذ بجامعة الازهر إلى تكوين بيت قوي يقوم على التراحم والتقارب بين الزوج والزوجة والأم وصغارها ، ويقارن بين بيت المسلم وبيت العنكبوت قائلاً : بيت العنكبوت أضعف بيت ، غابت منه المودة والرحمة ، والقوامة فيه للأنثى قال تعالى : " كمثل العنكبوت اتخذت بيتا .. " ، ولم يقل ( اتخذ بيتا ) ، حيث أن الأنثى هي المسؤولة عن بناء البيت أما الذكر فيهرب منه خوفاً على حياته ، وذلك يرجع لما ثبت علمياً أن الأنثى تاكل الذكر عقب عملية التلقيح ، والأبناء يأكلون أمهاتهم بعد اشتداد عودهم ، ولذلك وصف الله تعالى هذا البيت بالوهن فقال : " .. وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون " العنكبوت : 41 " ، وهذا يختلف تماماً عن بيت المسلم ففيه الصغير مرحوم ومحاط بالرعاية والحنان ، والكبير فيه موقر محفوظ الجناب .

بيت المسلم يتسم بالقوة والترابط الأسري ، لا تقوم فيه العلاقات على المصالح المادية الدنيوية فقط ، فالعلاقات فيه تسودها المودة والرحمة ولين الجانب والكلمة الطيبة والعشرة بالمعروف .
 


قدسية الزواج  .


ويوضح الدكتور محمد أبو زيد الفقي عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية – بنات – جامعة الأزهر، أن الجهل بقدسية الزواج وغياب الوازع الديني له عظيم الأثر في تفكك وإنهاء الحياة الزوجية سواء كان بالطلاق أو بالخلع . إضافة إلى الضغوط النفسية والاجتماعية والمادية على الزوجين ، ووجود رغبة ملحة عند بعض السيدات اللائي تربين ونشأن في بيئة مترفة في تغيير الزوج وكأنه قطعة من أثاث البيت وليس قاعدة لأساسه .

ويقول عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية إن الخلع في حد ذاته جائز شرعاً باتفاق الفقهاء إذا كرهت المرأة زوجها لخلقه أو خلقه أو دينه أو كبره أو ضعفه او نحو ذلك .
وكذا يجوز عند جمهور الفقهاء إذا تراضت الزوجة مع زوجها عليه ( أي الخلع ) وغن لم تكره منه شيئا .


ويشير إلى أن رضا الزوج ليس شرطاً لصحة الخلع ، فإذا لم يتراض الزوجان عليه فللقاضي إلزام الزوج بالخلع لأن ثابتاً وزوجته رضى الله عنهما ترافعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فألزم النبي صلى الله عليه وسلم ثابتاً أن يقبل حديقتها ويطلقها تطليقة .

ويضيف د. أبو زيد : لكن ما تتعرض له العلاقات الزوجية في أيامنا هذه من تفسخ ، واقتراب حالات الخلع الكثيرة من دائرة ( الظاهرة ) كما تشير الإحصائيات ، فإن الأمر لا يعالج من الناحية الشرعية فقط ، ولابد من معالجته اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً ومن خلال مناهج التربية والتعليم .
ويناشد كل زوجة تريد خلع زوجها بدون أسباب ملحة وقاسية ، أن ترضى بما هو موجود وتحاول التكيف معه لأن ذلك أجدى من البحث في سراديب المجهول عن سعادة قد لا تأتي أبدا .