تفسير بن كثير - سورة الملك - الآية 2

الناقل : elmasry | المصدر : quran.al-islam.com

الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ

قال تعالى " الذي خلق الموت والحياة " واستدل بهذه الآية من قال إن الموت أمر وجودي لأنه مخلوق ومعنى الآية أنه أوجد الخلائق من العدم " ليبلوهم " أي يختبرهم" أيهم أحسن عملا " كما قال تعالى " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم " فسمى الحال الأول وهو العدم موتا وسمى هذه النشأة حياة ولهذا قال تعالى " ثم يميتكم ثم يحييكم " وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان حدثنا الوليد حدثنا خليد عن قتادة في قوله تعالى " الذي خلق الموت والحياة " قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله أذل بني آدم بالموت وجعل الدنيا دار حياة ثم دار موت وجعل الآخرة دار جزاء ثم دار بقاء " . . ورواه معمر عن قتادة وقوله تعالى " ليبلوكم أيكم أحسن عملا " أي خير عملا كما قال محمد بن عجلان ولم يقل أكثر عملا ثم قال تعالى " وهو العزيز الغفور " أي هو العزيز العظيم المنيع الجناب وهو مع ذلك غفور لمن تاب إليه وأناب بعدما عصاه وخالف أمره وإن كان تعالى عزيزا هو مع ذلك يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز .