وسائل الحوار الأسري الجاد .

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : عمار إبراهيم حسن | المصدر : www.almostshar.com


وسائل الحوار الأسري الجاد .

 

د.عمار إبراهيم حسن .

 الحوار عنصر هام في حياة الأفراد المتعايشين مع بعضهم فهو يثري الخطة بعناصر التفاعل و يشجع أعضاء الأسرة على العطاء و النماء و يحفظ لهم كرامتهم و حقهم في إبداء الرأي و معالجة الخلل و تطوير العمل نحو أداء أفضل و أنفع ، و هذا ما يقرب وجهات النظر و يوحد الصف و الكلمة و يؤلف بين القلوب ، أما الكبت و قمع الآراء ووجهات النظر فله مردود سلبي على التصور و المشاركة و يقلص من مد التبحر الثقافي و العلمي و يحرمنا فائدة التلاقي الفكري و الإثراء العقلي :


الرأيُ كاليلِ مسوداً جوانبُهُ ... والليلُ لا ينجليْ إِلا بإِصباحِ
فاضممْ مصابيحَ آراءِ الرجالِ إِلى ... مصباحِ رأيِكَ تزدد ضوءَ مصباحِ


إشارة: أوفِ بوعدك ينمُ الوفاء في حياتك
 


مهارات الحوار الأسري .


1) قال الله تعالى : (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر:18)  .


1) ادع الله و قل : ( اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه)  .


2) أحسن الاستماع بوعي حاضر و ذهن متقد لتفهم الرسالة وتصل إلى النقاط الإيجابية أو المشتركة .


3) يجب احترام الطرف الآخر .


4) اختيار الوقت المناسب للحوار .


5) حدد هدفاً إيجابياً يجمعكما ما أمكن و ستتفقان بإذن الله في النهاية.


6) لو اختلفت وجهات النظر فلا تظلم و كن منصفاً.


7) إظهار التودد و الرغبة في التقارب .


8) تقديم النصيحة و المشورة و إبداء الرأي .


9) الاستفادة من الآراء الأخرى لتوسيع دائرة الأفق .


10) لا يجوز الاستهزاء و السخرية من أفكار و وجهات نظر الآخرين .


11) ألا يكون الهدف لمجرد التعصب و الانتصار للرأي و غلبة الخصم و دحره .


12) تحليل شخصية الطرف الآخر و معرفة دوافعه .


13) على المحاوِر الناجح أن يثني على الجوانب الإيجابية و يظهر اعترافه بها.

 


إشارة: حَسِّن أخلاقك في نفسك تجد ذلك في وجوه الآخرين .


كيف تتقارب الأفكار في الحوار :


1) بناء الحوار على أسس مشتركة و فكرة مقبولة لدى الطرفين.


2) فرغا وقتاً كافياً و لو كان قليلاً لإنجاح مشروع الحوار.


3) وضع جدول بأسماء العناصر المهمة و العاطفية و الأخلاقية.


4) ليس حوار الزوجين دوماً هو لمناقشة القضايا الساخنة و المشاكل العالقة .


5) استخدام أسلوب الملاطفة و الممازحة أثناء طرح المواضيع.


6) عدم الاستهانة بالمواضيع المطروحة مهما كانت قيمتها الفكرية لأنها تشغل حيزاً نفسياً لدى الطرف الآخر.


7) فسح مجال الحرية الشخصية في التعبير لكل محاور.


8) عدم الاستهانة بمعارك الصراخ و العويل و بحار الدموع فقد تكون مقبولة عندما يكون الحوار في دائرة العواطف و قد يذم عندما يراد تغيير وجه الحق و خصوصاً عندما تكتشف أوراق أحد الطرفين و ضعفه.
 


عمر الفاروق و ابنته رضي الله عنهما  .


و انظروا إلى هذا الحوار الهادئ الرقيق بين أب و ابنته ؟.


قالت حفصة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين لأمير المؤمنين عمر والدها رضي الله عنهما : لو لبست ثوبًا هو ألين من ثوبك وأكلت طعاما هو أطيب من طعامك فقد وسع الله من الرزق وأكثر من الخير فقال : إني سأخاصمك إلى نفسك أما تذكرين ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى من شدة العيش ؟. فما زال يكررها حتى أبكاها ..) [1] و نلاحظ هنا كيف أقنع عمر ابنته بل و أبكاها وفي ذلك فوائد منها:


1) تألمت حفصة لحال والدها عمر فهي تريد له الخير.


2) تقبل الوالد الخير المراد فهو يستشعر بنبضات القلب المحب لذا فهو يستمع.


3) يطلب الوالد من ابنته قناعاتها الشخصية و حكمها فيما تطلبه منه.


4) تعترف الابنة الحنون وتعبر بدموعها عن الحق الذي عجز لسانها عن التعبير عنه.


5) أما الوالد الأمير العادل فإنه يخشى إن شبع أن ينسى الجياع لذا فهو يأخذ نفسه بالتقشف و الزهد .

 


النقد البناء .


1) ليس النقد دوماً طعن و تقريع و تجريح.
2) النقد الصادق يبني قيماً أخلاقية .
3) لا يمنعنك الحياء من قول الحق.
4) انتقد و لكن لا تنسَ أن تحترم الآخرين.
 


إشارة : علاقة الآخرين معك نتاج ظنونك ومعاملتك معهم
 


أثر التشجيع بين الزوجين أثناء الحوار .


يحتاج الإنسان إلى التشجيع و الاستفادة من مساندة و دعم الآخرين و خصوصاً في لحظات الضعف أو الانهيار أمام الصدمات و المواقف الحرجة و الأزمات ، و يمكننا أن ندخل عنصر إسعاف الطرف الآخر في أسلوب الحوار لشد عزيمته و الأخذ بيده ، و لنستمع إلى هذا الحوار العظيم الذي انعكس أثره على أمة بأسرها و امتد فضله عبر مئات السنين:


رَجَعَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم من غار حراء يرتجف حَتّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ: "زَمّلُونِي زَمّلُونِي" فَزَمّلُوهُ حَتّى ذَهَبَ عَنْهُ الرّوْعُ. ثُمّ قَالَ لِخَدِيجَةَ: "أَيْ خَدِيجَةُ! مَا لِي" وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ. قَالَ: "لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي" قَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: كَلاّ. أَبْشِرْ. فَوَاللّهِ لاَ يُخْزِيكَ الله أَبَدا. وَاللّهِ إِنّكَ لَتَصِلُ الرّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقّ ) [2] و من هنا فبإمكاننا أن نلون الحوار بكلمات التشجيع و تقوية المشاعر و رفع المعنويات من النقاط التالية :


1) تقديم بطاقة شكر يومية.


2) الثناء على الخصال الحميدة.


3) التغني بالجمال و الزينة و الشكل و الصفات الجميلة .


4) دعم الطرف الآخر بالمواقف و الشد على اليد و إظهار التلاحم و وحدة الموقف .


5) رفع المعنويات أمام التحديات و العقبات .


6) الدعم بالدعاء و التثبيت .


7) تجنب التحبيط في المواقف التي يحتاج الإنسان فيها إلى مواساة.


8) نقل مشاعر وحدة المصاب و التألم .


9) المشاركة في الفرح و مجلبات السعادة.


10) ليس في اللحظات المؤلمة وقت للمحاسبة و الطعن و العتاب ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:" المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأحَبُّ إلى اللَّهِ تَعالى مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ على ما يَنْفَعُكَ، واسْتَعِنْ باللَّهِ ولا تَعْجِزَنَّ وإنْ أصابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَني فَعَلْتُ كَذَا كانَ كَذَا وَكَذَا، وَ لَكِنْ قُلْ قَدَّرَ اللَّهُ وَما شاء فَعَلَ، فإنَّ "لَوْ" تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطانِ) [3]. نلاحظ قول النبي في أوقات الشِّدَّة و ما يقوله الإنسان إذا غلبَه أمرٌ (قَدَّرَ اللَّهُ وَما شاء فَعَلَ) و لا يستسلم لصراع الوساوس المدمرة و المحبطة.


11) ذكر فضائل الأعمال و محاسن الأقوال ، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال بينما ثلاثة نفر يتمشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض انظروا أعمال عملتموها صالحة لله فادعوا الله تعالى بها لعل الله يفرجها عنكم ) [4]


12) استجماع الطاقة و محاولة التماسك و الانطلاق مرة أخرى.


13) عدم الاستسلام لليأس و القنوط قال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) [5]


إشارة : غَيّر متشائماً تنقذ أسرة

 


 

 

 


المصدر : موقع طريق الجنة  .