تفسير بن كثير - سورة النمل - الآية 64

الناقل : elmasry | المصدر : quran.al-islam.com

أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ

أي هو الذي بقدرته وسلطانه يبدأ الخلق ثم يعيده كما قال تعالى في الآية الأخرى" إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ ويعيد " وقال تعالى : " وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه " " ومن يرزقكم من السماء والأرض" أي بما ينزل من مطر السماء وينبت من بركات الأرض كما قال تعالى " والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع " وقال تعالى " يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها" فهو تبارك وتعالى ينزل من السماء ماء مباركا فيسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به منها أنواع الزروع والثمار والأزاهير وغير ذلك من ألوان شتى " كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى " ولهذا قال تعالى " أإله مع الله " أي فعل هذا وعلى القول الآخر بعد هذا " قل هاتوا برهانكم" على صحة ما تدعونه من عبادة آلهة أخرى " إن كنتم صادقين " في ذلك وقد علم أنه لا حجة لهم ولا برهان كما قال تعالى " ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون " .