مذابح العفة

الناقل : heba | المصدر : www.islammemo.cc

نكمل معا أيها الأحبة مفاسد ومضار مصاحبة الأشرار ليتعظ الشباب الغافل ويأخذوا العبرة ممن سبقهم

4-مذابح العفة:

فكم من شاب كان متلفعاً بثوب العفاف ينعم فيه، ثم أتاه تلميذ إبليس، يزين الوقوع في أوحال الرذيلة، وكم من فتاة كانت لؤلؤة في محارها مكنونة، ثم أغوتها صديقة سوء وأخرجتها من سياج عفتها وعرضتها لمخالب وأنياب الذئاب.

تحقيق

إن قضية الشهوة لهي من أخطر قضايا الشباب التي تحتل مساحة عظيمة لديهم ، حيث أنها-الشهوة- شيء غريزي مركب في بني البشر، وحاجة ملحة لا تكف عن الهتاف، وهي عند الشاب أقوى وأعلى نداءً، وهذه طبيعة المرحلة التي يحيا فيها الشباب.فيقفون في مواجهة صعبة مع الشهوة، قد زاد من ضخامة التحدي ملاحقة المغريات لهم ، يتزامن معها الهزال الاقتصادي الذي يصعب معه الزواج.

 

وبنظرة متفحصة في جوانب قضية الشهوة، ندرك أنه بالإمكان، بل لا نبالغ إن قلنا من اليسير مواجهتها، واستنادنا في ذلك على مسلمة شرعية، وهى أن الله تعالى لم يكلف الإنسان ما لا يطيق، (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، فإن كان الله تعالى كلفنا باجتناب الشهوات المحرمة وهو يعلم أنه ليس كل الناس يستطيع الزواج، ولم يجعل عدم القدرة على الزواج عذراً في إتيان الشهوة المحرمة، فمعنى ذلك أن مواجهة الشهوة أمر في مقدور الإنسان طالما قد أخذ بأسباب تلك المواجهة .وعندما ننزل إلى أرض الواقع، نرى أن هناك دواع مغروسة في مجتمعاتنا الإسلامية تأخذ بحجزنا عن تلك المزالق: منها الوازع الديني الموجود في قلوب كثير من المسلمين على اختلاف درجاته، واستقباح الرذائل، والخوف على السمعة، واعتبار نظرة الناس.

ولكن مما تستحيل معه مواجهة الشهوة مصاحبة أصدقاء السوء.حيث أن الرفقة السيئة من أخطر أسباب الوقوع في الشهوات المحرمة.قل لي بالله عليك من علم الغلام الحديث عهد بالبلوغ تلك العادة السيئة (الاستمناء)، ومن علم فلاناً كيف يتصفح المواقع الإباحية على(الإنترنت)، ومن علم فلاناً كيف يغزو قلوب الفتيات ويوقع بهن في براثنه، ومن دل فلاناً على أماكن الرذيلة والفاحشة.حتماً ستجد وراء كل حادثة شيطاناً يدعى رفيق السوء.

(في تحقيق أجرته جريدة الأنباء الكويتية يقول أحد الشباب:أول مرة شاهدت فيها هذه الأفلام كان منذ سنين، حين كنت في زيارة لأحد أصدقائي، وكان في غرفته فيلم إباحي، فقام بتشغيله

الطارق

وهاهو أحد الدعاة يحدثنا عن شاب أغواه رفقاء السوء ما زالوا به حتى غمسوه في مستنقع الفاحشة:" اسمعوا إلى هذا الرجل الذي كان يصلي, وكان مع الصالحين, ولكن ضعفت نفسه, وفتر إيمانه, وقل دينه, فصار لا يحافظ إلا على الصلاة, ويرتكب كثيراً من المعاصي والذنوب, انظر كيف مكر فمكر الله به, جلس يوماً مع أصحابه أصحاب السوء, فقالوا له: يا فلان! ما رأيك أن نذهب إلى بلاد كذا؟ قال: معاذ الله! ولا زال في القلب دينٌ وإيمان, قال: معاذ الله لا أذهب معكم, فلا زالوا به يراودونه, يا فلان! تعال معنا ولا تفعل شيئاً من الحرام, تعال وتمتع ولا ترتكب شيئاً من الإثم, قال: لا لن أذهب معكم, فلا زالوا به -أصحاب السوء- حتى أقنعوه بأن يسافر معهم.

 

وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [لقمان:33] غره بالله الشيطان, فسافر إلى تلك البلاد, فكان في كل ليلة يذهب أصحابه يسهرون على الحرام والخمر والنساء, ومعاقرة الحرام, وكان يمكث في غرفته لوحده, ولا يخرج معهم, ولا يرتكب الحرام معهم, فتقاسموا بينهم, ومكروا مكراً, وقالوا: فلان لا يرتكب الحرام معنا لا بد أن نوقعه معنا في الحرام كيف؟ سوف نأتيه بعاهرة داعرة إلى غرفته؛ انظر لأصحاب السوء؛ قال الله تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف:28] الله عز وجل يقول لك:

 

لا تطع أولئك النفر الذين همهم الدنيا, وغايتهم الحرام, ويجلسون على الحرام, ويمسون عليه, ويقومون عليه, مجالسهم التلفاز والستلايت, والأفلام والمسلسلات, أحاديثهم عن النساء, وعن الفحش والبذاءة, غايتهم في الدنيا الحرام والمعاصي والذنوب, لا تطعهم ولا تجالسهم ولا تصاحبهم, لا تصاحب إلا مؤمناً, لكنه -للأسف- استرسل معهم. جاءوه في تلك الليلة الحمراء, في ذلك اليوم المشؤوم, فدخلوا عليه, وأدخلوا عليه العاهرة الداعرة, وأغروها بمال أن تراوده على نفسها

 

, ثم أغلقوا الباب عليه, فلا زال يردها وتراوده, ويدفعها وتغريه, ويمتنع وتشهيه, فإذا به في لحظة ضعف سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم:44-45] وفي لحظة ضعف وقع عليها فزنى بها, فلما زنى فإذا بالطارق يدخل غرفته واستل روحه, وقبض الله روحه, يبعث على ما مات عليه كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [العنكبوت:57]."

فواأسفاه على طهر وعفاف قد ذبحهما رفقاء السوء على أقدام البغاء، أرأيت أيها الحبيب كيف حسدوه على عفته، وكانوا أشد عليه من شيطانه؟! هل كان يدور بخلده أنه سوف يرتكب الفاحشة ويموت عليها؟ ليت شعري على أي حال سيبعث الفتى؟

 

دموع سجينة  

وأما فتاة الإسلام وربيبة الطهر والعفاف فأسوق إليها هذه القصة بل هذه المأساة، لكيلا تظن أنها بمعزل عن هذا الخطر. وأن عذريتها في أمان. وأنى لها الأمان ومن حولها الخبائث (إناث الشياطين) يفتحن لها نوافذ الجحيم، تواقات أنفسهن لسلبها تاج العفة كيما تتساوى بالمستهترات.تحكي السجينة, السجينة؟!! نعم لم تخطئ عيناك ما قرأت ، إنها فتاة سجينة تستعيد الذكريات الحزينة، ذكريات الدمار والعار، عصفت بحياتها نافخة كير أحرقت ثوب عفافها.

 

تقول الفتاة: (تعرفت على صديقة سيئة في الجامعة، عرفتني بدورها على شاب كانت مؤهلاته:الأناقة، والوسامة، وأصول الإتيكيت-كما يقال بيننا معاشر الفتيات-وأنه (رومانسي) لا يوجد مثله، استطاع أن يصطادني بأسلوبه وخفة دمه.ولقد كنت أتحدث إليه عن طريق الهاتف الساعات الطويلة، وتطورت العلاقة مع هذا الشاب حتى قويت الصداقة أكثر، ونحن ننتظر الفرصة المناسبة للخروج معا ًوكان الشيطان يستدرجني بتعلقي بهذا الشاب. وفي لحظة غفلة من أهلي خرجت معه مرات عديدة، لتقع المصيبة الكبرى، الجريمة العظمى، الزنا، وبعد أشهر حملت منه سفاحاً!! فأخفيته عن أهلي لنتفق سوياً على إيجاد حل لهذه الكارثة.

 

اتفقنا-سامحنا الله-على إجهاضه وقتله، وتحت جنح الظلام أجهض الحمل، لكن الله كان لنا بالمرصاد، فهو الذي يمهل ولا يهمل، فكشف الله الجريمة على يد رجال الأمن ، ليخرج الصباح وتستيقظ الأسرة على مصيبة تنوء بحملها الجبال الراسيات. بكيت كثيراً وأنا في السجن فالحادثة مهولة والنهاية فاجعة بالنسبة لي ولأهلي، وأقول بمرارة وألم:بأي وجه أقابل أمي الحنون!!وبأي حال أقابل أبي الكريم!!وهو مطأطئ الرأس مسود الوجه، قد ذبحته بغير سكين، كيف لا!!والجريمة بشعة، والمصير السجن لا محالة)

 

 

وحديثنا لم ينته عند هذه المرة فلا زال هناك أضرار كثيرة فتابعونا