حفرة الاحتقار الذاتي

الناقل : heba | المصدر : www.islammemo.cc

الدركات:

حفرة الاحتقار الذاتي أو العادة السرية دركات بعضها تحت بعض، ومن وقع في هذه الحفرة يعلم أن هذه الدركات أو الأضرار ليست وهما ولا تخيلا من البعض ولكنها حقيقة واقعة مؤلمة وإليك بعضا من زفرات ممارسيها لعل حرارتها تلفح قلبك فتعينك على بغضها ثم تركها:

يقول أحدهم (أود أن أحيطكم علماُ بأني قد هلك جسمي جسدياً وعقلياً من هذه الفعلة فبالفعل فإني منهك بدنيا وذهنيا لدرجة كبيرة حتى أني لا أقوى علي فعل شيء أنوي فعله, مثلا أن أصلي التراويح كاملةً أو أن أذهب إلى الكلية جميع المحاضرات بانتظام).

ويقول آخر: (وأصبحت وللأسف من لوازم حياتي لدرجة أنه كان هناك أيام كثيرة جداً لا أستطيع النوم إلا إذا مارستها, أو إذا دخلت في النوم وبين النوم واليقظة أفعلها وأنام بعد ذلك مباشرة.

هذا بالرغم أنه في حالات كثيرة أيضا لم تكن هذه العادة تحمل لي لذة من كثرة اعتيادها بل وأحيانا كثيرة أيضا ألم).

ألم واحتقار ونفاق:

          من الآثار النفسية التي تخلفها هذه العادة السيئة الإحساس الدائم بالألم والحسرة والاحتقار؛ حيث يؤكد أغلب ممارسيها على أنها وإن كانت عادة لها لذة وقتية لمدة ثوان تعوَّد عليها الممارس، وغرق في بحورها دون أن يشعر بأضرارها وما يترتب عليها، إلا أنها تترك لممارسها شعورًا بالندم والألم والحسرة فورًا بعد انتهاء النشوة.

وخاصة إن كان من أهل الطاعة والتدين فهي تشعره بأنه منافق بوجهين يأمر الناس بالبر وينسى نفسه ويقول ما لا يفعل ومن ثم يؤدي هذا الشعور إلى تكاسله عن الطاعة، أو انقطاعه عن درس كان يحضره, أو حلقة قرآن أو أي نشاط دعوي آخر

 وهنا لا يقف الشيطان ساكنًا، بل يسارع ليؤكد له أنه على حق، فيوسوس له أنه لا بد أن يتوقف قليلًا عن الدعوة إلى الله؛ لأنه بذلك سيكون منافقًا ينطبق عليه قول الله تعالى:

â tbrâßDù's?r& }¨$¨Y9$# ÎhŽÉ9ø9$$Î/ tböq|¡Ys?ur öNä3|¡àÿRr& öNçFRr&ur tbqè=÷Gs? |=»tGÅ3ø9$# 4 Ÿxsùr& tbqè=É)÷ès? ÇÍÍÈ á  [ سورة البقرة: 44 ].

والعجيب أخي الحبيب أن أغلب الشباب ـ وخاصة من يعملون في الحقل الدعوي ـ يقع فريسة سهلة لهذه الوساوس، وينسى أمرًا في غاية الأهمية، وهو أن مجرد انقطاعه عن الدعوة لا يحل المشكلة، بل على العكس، فهو يزيدها تعقيدًا.

فالدعوة طاعة من الطاعات تزيد الإيمان في القلب بل إنها من أعظم الطاعات، ومن المفترض أن تقوم بعد هذا الذنب باستبدال السيئة بالحسنة حتى تمحها، لا أن تترك طاعة ستساهم بشكل كبير في إعادة روح الإيمان إلى قلبك.

حتى الحرث الحلال:

          يظن الكثيرون من ممارسي العادة السرية ومن الجنسين، أن هذه العادة هي مرحلة وقتية، حتَّمتها ظروف الممارسين من قوة الشهوة في فترة المراهقة والفراغ وكثرة المغريات.

          ويجعل البعض الآخر عدم قدرته على الزواج المبكر شمَّاعة يبرر بها ويعلق عليها أسباب ممارسته للعادة السرية، بل إنه قد يجد حجة قوية عندما يدَّعي أنه يحمي نفسه ويبعدها عن الوقوع في الزنا، وذلك إذا نفَّس عن نفسه وفرغ الشحنات الزائدة لديه.

 وعليه فإن كل هؤلاء يعتقدون أنه وبمجرد الزواج وانتهاء الفترة السابقة؛ ستزول هذه المعاناة وتهدأ النفس وتقر الأعين، ويكون لكل من الجنسين ما يشبع به رغباته بالطرق المشروعة، إلا أن هذا الاعتقاد يعد من الاعتقادات الخاطئة حول العادة السرية, فمن المتوقع عدم حدوث تَكَيُّف مع موقف الجماع الحقيقي مع الزوجة؛ لأن له متطلبات قَبْلِيَّة وتمهيدية، وهذه كلها تختلف اختلافًا تامًا عن المثيرات المحليَّة أثناء عملية الاستمناء.

وقد سَجَّل الأطباء حالات كثيرة يشكو فيها أصحابها (النساء والرجال) أنهم لا يجدون المتعة والإشباع الصحيح المزيل للتوتر مع أزواجهن أو زوجاتهم، بقدر ما يجدونه في الاستمناء.

وبسؤالهم وُجِد أنهم كانوا يباشرون الاستمناء بانتظام كعادة شبه يوميَّة بدءًا من بلوغهم الحلم، ولم يَدْرِ هؤلاء أنها أصبحت إدمانًا يحتاج إلى علاج.