تفسير بن كثير - سورة هود - الآية 21

الناقل : elmasry | المصدر : quran.al-islam.com

أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ

أي خسروا أنفسهم لأنهم أدخلوا نارا حامية فهم معذبون فيما لا يفتر عنهم من عذابها طرفة عين كما قال تعالى " كلما خبت زدناهم سعيرا" " وضل عنهم " أي ذهب عنهم " ما كانوا يفترون" من دون الله من الأنداد والأصنام فلم تجد عنهم شيئا بل ضرتهم كل الضرر كما قال تعالى " إذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين" وقال تعالى " واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا " وقال الخليل لقومه " إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين " وقوله" إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب إلى غير ذلك من الآيات الدالة على خسرهم ودمارهم .