تفسير بن كثير - سورة يونس - الآية 28

الناقل : elmasry | المصدر : quran.al-islam.com

وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ

" ويوم نحشرهم " أي أهل الأرض كلهم من جن وإنس وبر وفاجر كقوله " وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا " " ثم نقول للذين أشركوا " الآية أي الزموا أنتم وهم مكانا معينا امتازوا فيه عن مقام المؤمنين كقوله تعالى " وامتازوا اليوم أيها المجرمون " وقوله " ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون " وفي الآية الأخرى " يومئذ يصدعون " أي يصيرون صدعين وهذا يكون إذا جاء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء ولهذا قيل ذلك يستشفع المؤمنون إلى الله تعالى أن يأتي لفصل القضاء ويريحنا من مقامنا هذا وفي الحديث الآخر " نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس " وقال الله تعالى في الآية الكريمة إخبارا عما يأمر به المشركين وأوثانهم يوم القيامة " مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم " الآية أنهم أنكروا عبادتهم وتبرءوا منهم كقوله " كلا سيكفرون بعبادتهم " الآية وقوله " إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا " وقوله " ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء " الآية وقوله في هذه الآية إخبارا عن قول الشركاء فيما راجعوا فيه عابديهم عند ادعائهم عبادتهم .