التعلم عن بعد

الناقل : mahmoud | المصدر : www.itforum.mpl.org.eg

.151الغرض الأساسي من التدريس هو توفير فرص التعلم للطلاب/المتعلمين. ومن ثم، فالعملية التعليمية تبين ما يمكن للمعلم أن يقدمه للطلاب/المتعلمين. ومن ناحية أخرى، فعملية التعلم تبين ما يمكن للطالب/المتعلم أن يحصّله. وتنطوي هذه العملية على اكتساب المعارف وتغيير المواقف والسلوكيات. وينبغي تصميم عمليتي التعليم والتعلم مع مراعاة احتياجات المتلقي. على أنه يجب تهيئة أنسب بيئة لجعل هذه الأنشطة جذابة وتعليمية في آن واحد. ويجدر بالمعلم/المدرس الجامعي أن ينتقي الأسلوب الذي هو أنجع في سياق الموضوع الجاري تدريسه. بيد أن الطلاب/المتعلمين يستفيدون بأكبر شكل عندما يشاركون بنشاط في الفصل. وينبغي للمعلم/المدرس الجامعي أن يشجع على هذه المشاركة على الدوام، وأن يختار تقنيات التعليم الملائمة مثل طرح أسئلة وتقديم التوجيه الشخصي في الإجابة عنها.

التعليم عن بعد

.152لعل أساليب التعليم التقليدية وموقف الطلاب السلبي غير مؤاتية في بعض مجالات التخصص التي تتطلب تنمية المهارات واكتساب الخبرة. ومن ثم، فمن الأهمية بمكان توخي تكنولوجيات جديدة من شأنها أن تحسن فعالية عملية التعليم/التعلم في هذه المجالات. ومن ناحية أخرى، فإن قدرات شبكات الاتصال المتطورة تسمح بأن يكون المعلمون والطلاب بعيدين جغرافياً بعضهم عن بعض. ويمكن استخدام هذا النهج في عدد من المجالات، وبالتحديد في التعلم عن بعد، والجامعة المجازية والتعليم بوسائط متعددة.

التعلم عن بعد

.153يمكن توصيل المدارس بخدمات اتصال متطورة، مما يهيئ بيئة جديدة للتلاميذ للتعلم. وهذه البيئة توفر مصادر وأدوات غير تقليدية للتعلم، مثل التخاطب الإلكتروني، وصفحات الويب، وتقنيات برمجيات التمثيل البصري والمحاكاة. وسيكون بوسع البنين/البنات في المدرسة النفاذ من خلال المجال السيبرني للإنترنت إلى الآلاف من مراكز المعلومات حول العالم. كما يمكنهم إعداد وعرض أنشطتهم ومشاريعهم في صفحات على شبكة الويب

(WWW)

، وهو ما من شأنه أن يساعد على تبادل الأفكار وبلوغ مستوى رفيع من الامتياز. وهذه البيئة ستسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التعلم من ناحية، وفي ظهور "المتعلم التحاوري" و "المتعلم المبدع" من ناحية أخرى.

الجامعة المجازية

.154إن الرسالة الرئيسية للجامعة هي توفير التعليم العالي والأبحاث والخدمات المتطورة للمجتمع المحلي. والعناصر الضرورية لإنشاء جامعة هي وجود هيئة تدريس مؤهلة ومكتبة ومختبرات، إضافة إلى إعداد فصول ملائمة. وتوافر الإنترنت وما تنطوي عليه من تفاعل مع تكنولوجيا تعدد الوسائط، عند توصيلها بجهاز فيديو تفاعلي، يمكن أن يوسع نطاق حيز التعلم، بحيث يتجاوز "أسوار" الفصول والمختبرات الجامعية. وهذا يعني أنه من الممكن أن يكون المتعلم والمدرس بعيدين جغرافياً كل منهما عن الآخر. وعلاوة على ذلك، يمكن للمتعلم أن "يبحر" في المجال السيبرني للإنترنت ويطلع على الموارد التعليمية عبر صفحات الشبكة العالمية. ومن ناحية أخرى، فإن المحاكاة الحاسوبية للأجهزة والتجارب المختبرية تتيح اكتساب الجوانب العملية اللازمة. وهذا النهج يمكّن من تنظيم دورات دراسية قصيرة، وتقديم برامج دراسية تفضي إلى دبلومات وشهادات، مما يؤدي إلى نشأة "الجامعة المجازية".

تعدد الوسائط والتعليم التفاعلي

.155تنطوي عملية التعليم الإلكتروني على استخدام مرافق حاسوبية لتقديم الدورات الدراسية بأشكال متنوعة مثل الأشكال النصية والبيانية والصوتية وكذلك الصور الثابتة وأفلام الفيديو. والجمع بين هذه المرافق يسمى "تعدد الوسائط". واستخدام تكنولوجيا من هذا القبيل سيحول القاعدة المعرفية من قاعدة ساكنة الشكل إلى قاعدة ذات شكل تفاعلي جداً. وتطبيق تكنولوجيا تعدد الوسائط في عملية التعليم/التعلم أصبح يجتذب الآن مزيداً من الاهتمام حيث إنه يهيئ بيئة مؤاتية تجعل من هذه العملية تجربة ممتعة للطلاب/المتعلمين. وهذا يؤثر على تقديم التعليم في الفصول من ناحية، وعلى التعليم الذاتي للطلاب من ناحية أخرى.

الجوانب الأساسية

156من أجل وضع وتنفيذ وإدارة برنامج ناجح للتعلم الإلكتروني، يلزم مراعاة الجوانب الأساسية التالية:


·يلزم توفير البرنامج التعليمي بسعر في المتناول،
·يجب أن يكون المجال الموضوعي للمادة التعليمية التي يقدمها البرنامج محدثاً، وأن يتناول قضايا حيوية،
·ينبغي تقديم مادة الدورة التعليمية بمستوى رفيع من الجودة،
·ينبغي أن يكون المضمون المقدم بوسائط متعددة كبير الحجم،
·ينبغي أن توفر الدورة قدراًكبيراً من التفاعل مع الطالب/المتعلم،
·ينبغي أن يكون البرنامج سهل الاستعمال لكل من المعلم والمتعلم،
·يحسن أن يكون البرنامج متوافقاً قدر الإمكان مع سائر البرامج التعليمية المتاحة،
·ينبغي أن يتضمن البرنامج مخططاً للتقييم يتيح تقييم المتعلمين بشكل مستمر،
·ينبغي أن يكون هناك نوع من التغذية المرتدة من المتعلمين في نهاية الدورة التعليمية. وهذا أمر ضروري جداً لتقديم طبعات منقحة من البرنامج عند الاقتضاء.

العناصر الأساسية في أي برنامج للتعلم الإلكتروني

157يتضمن تنفيذ أي برنامج للتعلم الإلكتروني العناصر الأساسية التالية:


·تصميم الجانب التعليمي وتصميم الوسائط المتعددة،
·إعداد نصوص/مواد سمعية/مواد بصرية/رسوم بيانية/صور فوتوغرافية،
·إعداد برمجيات لوضع البرامج وتقديمها،
·الترخيص ببرمجيات تجارية،
·الدمج والتعديل والاختبار التقني لمضمون الدورة التعليمية،
·تدريب المتعلم والمدرس،
·تركيب أجهزة طرفية للمتعلم والمدرس،
·التحرير بشكل جذاب،
·الاستيفاء المنتظم للمعلومات.

تحسين التكنولوجيا

تقديم محاضرات باستخدام التكنولوجيا المحسنة

.158يمكن تقديم محاضرات عن بعد باستخدام وسائط متعددة عبر قنوات المؤتمرات المرئية. وفي هذه الحالة، تصمم الدورة في شكل سلسلة محاضرات قائمة على تعدد الوسائط. ويتألف شكل كل محاضرة من عرض إيضاحي متحرك ومرئي للمواضيع الهامة، تعقبه أمثلة متحركة معدة على أساس الإيضاح البياني التدريجي ويصحبه تحاور بين المدرس والمتعلم. ويجري التحكم في المحاضرات المقدمة بتعدد الوسائط من حاسوب شخصي يوجد في موقع المعلم، بينما يمكن عرض المحاضرة إما على الحاسوب الشخصي للمتعلم أو على شاشة حائط إذا وجد عدد من المتعلمين في أحد الفصول.
والمتطلبات الأساسية لتقديم محاضرات تفاعلية متعددة الوسائط تتألف من وحدة معالجة مركزية مع أدوات داعمة محددة يمكن أن تلتقط وتعرض صور فيديو وأصواتاً. ويلزم أيضاً وجود أداة للتأليف لإنشاء البرامج الفعلية المتعددة الوسائط. وأدوات التأليف هي برامج جاهزة متخصصة تساعد في إعداد عروض متعددة الوسائط دون الحاجة إلى قضاء وقت طويل في البرمجة.

التعلم العملي باستخدام التكنولوجيا المحسنة

.159نظراً لأن التجارب العملية مطلوبة في الدراسة العملية، فمن الضروري أن يركز تصميم أي برنامج تعليمي على جانبين اثنين، ألا وهما تحسين فعالية الدراسة العملية المقدمة، واستخدام أدوات ملائمة للتقييم. فيجب تقديم المراجع التقنية والتنفيذية في شكل متعدد الوسائط. ويمكن تعزيز ذلك بتقديم قائمة بالاختصارات ومسرد للمصطلحات التقنية عن طريق الاتصال الشبكي المباشر.

التعلم بالتوجيه الذاتي باستخدام التكنولوجيا المحسنة

.160يمكّن هذا النهج المتعلمين من ممارسة الرقابة على عمليتهم التعليمية بقدر أكبر مما تتيحه أساليب التعلم التقليدية. وينبغي تصميم البرنامج التعليمي بحيث يكون سهل الاستعمال ويسمح للمتعلمين بالحصول على جميع المعلومات المتاحة لهم. والمفاهيم الرئيسية للبرنامج هي التنقل الشبكي الحر، والتغذية المرتدة، والتفاعل. وتوفر هذه الوظائف للمتعلمين في شكل لوحة تحكم في قائمة تسحب إلى الأسفل. ويمكن أن تصمم قائمة خيار التنقل الشبكي، على سبيل المثال، بحيث تعطي للمتعلم الخيار بين التنقل بين الوحدات الرئيسية للبرنامج بشكل حر أو مرة واحدة في أي وحدة. كما يمكن أن يشمل البرنامج زراً للمساعدة المباشرة على الشبكة، مما يتيح للمتعلم الاطلاع على معلومات أكثر دقة عن الموضوع قيد البحث، ويقدم له إشارات إلى حل المشاكل الخاصة بالتفاعل. ويمكن إدخال أيقونة خاصة بمحدد المواضع لتحديد مكان المتعلم في تسلسل عملية التعليم وسائر المواد المتاحة له.

العقبات التي تحول دون اعتماد التعلم الإلكتروني

.161
ثمة عقبات قد تؤثر سلباً على إدخال واعتماد برامج التعلم الإلكتروني في المدارس والمؤسسات التعليمية/التدريبية. وتشمل هذه العقبات ما يلي:


·ارتفاع التكلفة البدئية للبرامج،
·ضرورة التأكد من أن المستعملين لديهم الأجهزة والخدمات الشبكية الملائمة،



·الحاجة إلى إعادة هندسة عملية التدريب الحالية،
·الحاجة إلى تدريب المعلمين على استعمال البرامج التعليمية.
الفوائد بالنسبة إلى البلدان العربية

.162سيتمكن البنون والبنات في المدارس من استخدام مصادر وأدوات غير تقليدية للتعلم، مثل التخاطب الإلكتروني، وصفحات الويب، وتكنولوجيات التمثيل البصري والمحاكاة. وستكون فترات عدم انتباههم أقصر، وإن كانت قدرتهم على التحمل ستقل عما عليه الحال في الأساليب التقليدية القائمة على نقل المعرفة باستخدام الكتب مثلاً.
وسيكون بوسع الطلاب الجامعيين أن يصبحوا شركاء نشطين في عملية التعليم. كما يمكنهم تبادل الأفكار والاطلاع على أنشطة الطلاب الآخرين في المنطقة (مثل المشاريع، والأفكار الابتكارية، وما إلى ذلك).
ويمكن إنشاء جامعة مجازية يلتحق بها طلاب من دول عربية مختلفة.