علاج المشكلات السلوكيةوالنفسية2

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : سحر شعير | المصدر : www.lahaonline.com

7- اليتيم:

من العوامل التي تسبب المشكلات السلوكية والأمراض النفسية فقدان أحد الوالدين أو كليهما خاصة إذا صاحب ذلك اليتيم الفقر والحرمان أو فقدان العطف والحنان , ولعل ذلك كان السبب في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  حث من اشتكى له قسوة قلبه أن يمسح رأس اليتيم, فإن ذلك يرقق قلب الكبير ويعطى الأمان والحنان للصغير فلا يشعر بفقدان الوالدين , فقد وجد من المجتمع كله حنانا كما يجده من لم يفقد أبويه , ويتأكد ذلك إذا وجد اليتيم من يكفله وينفق عليه , ولعظم هذا العمل وآثاره التي تعود على اليتيم بكل نفع جعل الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام صاحب هذا العمل رفيقه في الجنة تماما  كرفقة الأصبع الوسطى للأصبع السبابة إذ قال عليه السلام:أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.

لكن ينبغي أن يوضع في الحسبان عند كل من يكفل يتيما أو يتولى رعايته أن اليتم الذي ابتلى به هذا الطفل لا يعد مبرراً للتوسع في تدليله وعدم الحزم معه في مواطن الحزم، بل يعامل من هذا الجانب مثل أي طفل حتى تستقيم نفسه ولا يتولد عنده شعور بأن يتمه أصبح ميزة تكفل له التدليل والتساهل في التربية ممن يحيطون به أو ممن يقوم على أمره.

8ـ الفقر:

على رأس أسباب المشكلات السلوكية والنفسية يأتي الفقر، إذ أنه في المجتمعات الشعبية خاصة يكون سببا رئيسيا للسرقة والكذب والمشاحنات والشعور بالنقص وربما القتل أحيانا , فلنحاول قدر استطاعتنا توفير ما يحتاجه أطفالنا وإن لم نستطع فلا نحملهم نتيجة هذه المشكلة  فنشعرهم أنهم سبب الفقر الذي  تعيشه الأسرة وإجبارهم على ترك المدرسة واحتراف أي مهنة , فإن هذا كله يساهم في تفاهم المشكلة , وإن للأغنياء دورا كبيرا في حل هذه المشكلة إذ أن الله سائلهم عن أموالهم وكنوزهم التي لم ينفقوا منها على الفقراء والمحتاجين , وعلى الفقير أن يتعفف ويعلم أبناءه العفاف ويصبر على فقره ويحفز أبناءه على ذلك ما استطاع ولعل الله أن يجعل له مخرجا.

9ـ المقارنة بالغير:

مقارنة الطفل بغيره سبب من أسباب المشكلات السلوكية والأمراض النفسية , فإن المربى الجيد يعلم بأن هناك فروقا فردية بين الأطفال , وما يفتقده ابنه قد يكون غيره يفتقده أيضا إلى ما يتوافر في ابنه , فهذا نشيط وذاك كسول , وهذا ذكى وذاك ضعيف الذكاء , وهذا يحب القراءة والآخر يمل من القراءة.. ومن الخطأ التربوي الفادح أن يقارن الأب بين ابنه المتأخر دراسيا وبين جاره أو زميله المتفوق في دراسته , فإنه وإن كان التأخر الدراسي مشكلة ينبغي لها من حل إلا أن ذلك لا يستدعى أن نقارن بين أبنائنا وغيرهم , وكذلك عند المقارنة في طريقة الكلام والأكل واللبس والمشي وغير ذلك فإنه يورث الحقد والكراهية ويزيد الطفل في العناد بسبه , فلنحرص ألا نقارن بين أبنائنا وبين أقرانهم إلا بقدر قليل جدا وعلى فترات متباعدة وفى أشياء محدودة وتكون المقارنة حينئذ نوعا من التحفيز وليست عقابا للطفل وإذلالاً  له.

10ـ فقدان الحنان:

الأب الحنون والأم الحنون والمعلم الحنون يساهمون بشكل كبير في إبعاد الابن عن دائرة المشكلات النفسية والسلوكية بابتسامة عريضة وقبلة على جبينه ولمسة على رأسه وحضن دافئ وكلمة رقيقة وثواب قبل العقاب وعقاب هين لين آخر وسائله الضرب.. فهذا كله يكون له من الصغير أبلغ النتائج فيما بعد فما من شيء يحتاج إليه الصغير أكثر من الحنان وما من شيء أشد عليه من القسوة و الجمود.

11ـ الأمراض العضوية:

العاهات والأمراض العضوية خاصة المزمنة منها تورث الطفل أمراضاً نفسية جسمية هو في غنى عنها لو أننا اعتنينا به منذ ولادته , وحرصنا كل الحرص على تطعيمه ومتابعة أمراضه أولاً بأول ولم نتركه فريسة للأمراض والأوجاع تفتك به , بل لعل سوء تغذية الأم أثناء الحمل أو مرضها أثناءه أو اضطرابات في بعض غدد الطفل تكون سبباً قوياً في إصابته بالأمراض والعاهات حتى إذا كبر وجدناه عصبي المزاج حقوداً على الأسوياء سريع  الغضب قليل التبسم , وكثير الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية تنشأ بناء على ذلك.

وهنا نكرر ما قلناه عند الحديث عن الطفل اليتيم، فإذا نفذ قدر الله وكان الطفل مصاباً بعاهة أو مرض مزمن، فسيكون هناك جوانب يتعين على الأب والأم العناية بها في تربيته أكثر من غيره مثل: الاهتمام الشديد بالبناء الإيماني والعقدي له خاصة الإيمان بالقضاء والقدر وأن أمر المؤمن كله له خير، وكذلك إكسابه قدراً كبيراً من الثقة بالنفس من خلال إبراز مواهبه وتنميتها.

12ـ الشعور بالنقص:

شعور الطفل بالنقص وشعوره بتميز الآخرين عليه مرض نفسي لكنه أيضاً سبب مشترك تقريباً في غالبية الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية وهذا أمر طبيعي إذ أن المحروم من ضروريات الحياة مثل الآخرين لابد له أن يعانى من تلك المشكلات فمن يجد زملاءه يأكلون أفضل منه ويلبسون أفضل منه ويحنو عليهم آباؤهم ويرعونهم ويعلمونهم ويسألون عنهم في المدرسة وهو محروم من كل هذا.. طبيعي أن يصاب بالإحباط في سن صغيرة وطبيعي أن يحقد على الآخرين ويحاول التميز عليهم بشيء ولو بالكذب.

13ـ الحماية الزائدة :

 فالمبالغة في الحفاظ على نظافة الطفل وتعقيم ألعابه والوقوف بجانبه وهو يلعب مع أقرانه دوما لتنبيهه لكي لا يسقط على الأرض مثلا وعدم تركه يحل مشكلاته بنفسه ولو أحياناً، كل ذلك يجعله ضعيف الشخصية ولا يستطيع تحمل المسئوليات ويكون كثير الخوف والتردد وليست عنده القدرة على التكيف الاجتماعي وتكوين علاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين.

فلنترك أبناءنا على سجيتهم يلعبون ويسقطون ويدخلون في مشاكل طفولية، وعلينا فقط أن نوجههم من بعيد ونعلمهم ماذا يجب عليهم أن يفعلوا ولنصوب لهم ما أخطؤوا فيه.