الصدع السعودي - الأمريكي

الناقل : elmasry | المصدر : www.ecoworld-mag.com

الصدع السعودي - الأمريكي
 

نشرت صحيفة نيويورك تايمز فى عددها الصادر يوم الأربعاء 31 أكتوبر 2001م مقالاً فى الافتتاحية بقلم الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود بعنوان "الصدع السعودى - الأمريكى". وفيما يلى تنشر الترجمة العربية الكاملة للمقال.


كما هو الحال بالنسبة لآلاف المواطنين السعوديين، فقد أتممت دراستى الجامعية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وأزاول نشاطى التجارى مع العديد من الشركات الأمريكية، ولدى تعاطف خاص نحو مدينة نيويورك. لقد أدت دراستى فى نيويورك إلي احترامى العميق للمدينة وأهلها الذين أعتبر الكثير منهم أصدقاء.


لقد أتيت إلي مدينة نيويورك فى الحادى عشر من أكتوبر 2001م بدافع الاهتمام بأناس عزيزين عليّ لأواسيهم فى أحزانهم وجراحهم التى نتجت عن الأعمال الإجرامية التى ارتكبت فى الحادى عشر من سبتمبر 2001م.


يساورنى قلق شديد من إمكانية تسبب هذه المأساة بانشقاق بين شعبينا إلي حدِّ ما، لكون بعض المختطفين مواطنين سعوديين. ولقد صُدمنا فى المملكة العربية السعودية عندما علمنا بأنه يمكن لعدد من مواطنينا ارتكاب مثل هذا العمل الوحشى.


وبناءً علي ذلك، يمكننى فهم كيف تسببت بادرتى بالتبرع بعشرة ملايين دولار لحساب صندوق ضحايا مركز التجارة العالمى وما تبعها من تصريحات حول السياسة الخارجية الأمريكية بإثارة آراء متضاربة. يساور الأمريكيون شك غير مسبوق حول المملكة العربية السعودية. ولأن السعوديين لا يرون مبرراً لهذا الشك، فإن العديد منهم يشككون فى عمق صداقة أمريكا لبلدنا.


إن رسالتى بسيطة وواضحة وثابتة؛ إن العلاقات السعودية - الأمريكية حيوية واستراتيجية وقائمة علي أسس تاريخية من المصالح المشتركة. إن صداقتى مع الأمريكيين ستتخطي هذه المرحلة، ولا يمكن زعزعة شعورى نحو أمريكا. قبل عشر سنوات، جاءت الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدتنا لردع إرهاب صدام حسين. ولا يمكن لنا أن ننسي هذه التضحية، وسنظل معترفين بهذا الجميل.


وفيما يتعلق بأعمال الحادى عشر من سبتمبر الإرهابية، أرفض بشكل قاطع فكرة أن يقوم شخص ولأى سبب بتبرير الإرهاب. إن هجمات الحادى عشر من سبتمبر لا يمكن تبريرها إطلاقاً.


إننى أحاول منذ زمن بعيد أن أفرِّب وجهات النظر بين الشعب الأمريكى وشعوب الشرق الأوسط، وبخاصة السعوديين منهم. وبما أننى شديد الاهتمام بهذه العلاقات، فإن من واجبى مساعدة أصدقائى الأمريكيين لتركيز اهتمامهم علي الجهود التى تمنع حدوث الفجوات بين بلدينا.


ولتحقيق هذا الغرض، فعلي الأمريكيين والسعوديين مواجهة بعض القضايا المزمنة. فلقد ركز العرب لعشرات السنين علي قضية النزاع الفلسطينى - الإسرائيلى، ويودون بإخلاص حل هذه المشكلة بأقصي سرعة ممكنة. وهذه وجهة النظر التى حاولت نقلها عبر تعليقاتى لأصدقائى الأمريكيين.


إن ما كنت آمل فى تحقيقه وما زلت أطمح لتحقيقه، هو سد الفجوات بين بلدينا لنقف متحدين معاً فى مواجهة خطر الإرهاب ولتحقيق سلام عادل ودائم وثابت لجميع شعوب الشرق الأوسط. ويسرنى أن أري الإدارة الأمريكية تؤيد بقوة إيجاد حل دائم لأزمة الشرق الأوسط. ولقد عبَّر الرئيس بوش عن رغبته فى قيام دولة فلسطينية. كما ردد كولن الاول وجهة النظر هذه فى أكثر من مناسبة. ويرحب العرب بمثل هذه التصريحات الصادرة عن الإدارة الأمريكية ويعتبرونها بصيص أمل فى نهاية نفق مظلم. وإننى علي يقين بأننا جميعاً نريد الخروج معاً من الظلام.