الوسيلة العاشرة : الرفق + الوسيلة التاسعة : الجود والكرم

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : VITRE | المصدر : www.manqol.com

 

الوسيلة التاسعة : الجود والكرم

 

 

إليك أخي الحبيب هذا السخاء وذلك الجود يأسر القلوب ويطيب النفوس... فعن أنس رضي الله عنه قال: (( إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم   فأعطاه غنماً بين جبلين فرجع إلى بلده وقال :أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى فاقة )) فانظر وفقك الله كيف أثر هذا السخاء النبوي على قلب هذا الرجل وجعل منه بإذن الله بعد أن كان حرباً على الإسلام أصبح داعية إليه .

وعن جابر رضي الله عنه قال (( ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم   عن شيء قط فقال لا)) ومن الجود الهدية وقد قال صلى الله عليه وسلم (( تهادوا تحابوا )) فالهدية باب من أبواب كسب القلوب وتنمية التآلف بينها .


 

 

الوسيلة العاشرة : الرفق

 

 

فعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله )) بل الرفق مفضل على كثير من الأخلاق؛لذا كان ما يعطيه الله لصاحبه من الثناء الحسن في الدنيا والأجر الجزيل في الآخرة أكثر مما يعطيه على غيره .. لقوله عليه أفضل الصلاة والسلام(( إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه )) .

ومن المواطن التي يتأكد فيها الرفق عند تقويم خطأ الجاهل. وانظر الي هذه الصورة المعبرة في تقويم الأشخاص عند خطئهم والتي يملؤها الرفق والرحمة .

فعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه-   قال (( بينما أنا أُصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم   إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه فوا الله ما نهرني ولا ضربني ولا شتمني قال (( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القران )) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الله بالإسلام وإن منا رجالا يأتون الكهان قال (( فلا تأتهم ))قلت ومنا رجال يتطيرون قال (( ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم )) .

والأمثلة على ذلك كثيرة كحديث الأعرابي الذي بال في المسجد ومعاملة الرسول صلى الله عليه وسلم   للشاب الذي استأذنه بالزنا وحسن تصرفه عليه الصلاة والسلام معه .

وفي الجملة ؛ فإن الذي ينظر إلى هذه الوسائل يجد أنها لا تكاد تخرج عن دائرة الأخلاق ، فالتزامها إنما هو التزام بالخلق الحسن الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا ))

وقبل هذا وكله و بعده لا بد أن نذكرك بملاك ذلك كله وهو الإقبال على الله الإقبال على رب القلوب ونيل محبته لحديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم   قال ( إذا أحب الله عبداً نادى   جبريل إن الله يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض) ) وحسبك بداعية قد وضع الله له القبول في أهل الأرض قال ابن حجر رحمه الله ((والمراد بالقبول : قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه بالرضا عنه ))

وزاد الإمام مسلم رحمه الله (( وإذا أبغض عبداً دعا جبريل إني أبغض فلاناً فأبغضه فيبغضه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يبغض فلانا فأبغضوه فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في الأرض )) والعياذ بالله .