سواح

الناقل : elmasry | المصدر : www.ecoworld-mag.com

سواح
 
سواح.. وماشى فى البلاد سواح
والخطوة بينى وبين حبيبى براح
مشوار طويل....
كلمات سمعناها واستمتع البعض منَّا بأنغامها التى شدي بها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ يصف من خلالها حال العاشق الغلبان حين تبلغ به درجة الهيام إلي الحد الذى يجد فيه نفسه يشخص وراء من يحب ويطوف خلفه البلدان والمدن والقري والنجوع يلتمس فيها خطي الحبيب والأماكن التى مر بها اتباعاً لما قام به قيس بن الملوح الذى ظل يتبع ليلاه فى الصحارى والفيافى والوهاد يحتضن فى طريقه حجراً هنا، ويُقبل حائطاً هناك؛ وهو يصيح من الشوق والوله:
وما حُب الديار شغفن قلبى
ولكن حُب من سكن الديار
كانت هذه حال العاشق السائح الأول قيس، وتبعه فى ذلك كثيراً من العاشقين الذين خطوا نفس خطاه فانتهي بهم الأمر إلي ما انتهي به، هائماً علي وجهه منبوذاً من أهله ومعارفه، مشكوكاً فى قواه العقلية إلي الحد الذى لُقب فيه ب"مجنون ليلي".
هذا ما جال فى خاطرى وأنا أحاول أن أتناول قضية السياحة فى المملكة العربية السعودية، التى أفردت لها مجلة هذا العدد بالدراسة والتحليل. فتتبع هذه القضية أقرب إلي محاولة قيس تتبع خطي ومسار حبيبته ليلي ليجمع بينهما بيت الزوجية ويعيشا فى "التبات والنبات ويخلفا عدداً كبيراً من الصبيان.. وأقل من البنات"!
الحديث عن السياحة إذن هو أقرب إلي الحديث عن حلم جميل نخاف أن يتحول إلي كابوس مخيف! فالسياحة فى المملكة العربية السعودية هى فعلاً "مشوار طويل" كله صخور وعقبات ومشاق وحفر وسدود وعوائق لا أول لها ولا آخر. ولكنه مشوار لابد لنا أن نُقدم علي السير فيه والتعامل مع كل ما يكتنفه من عقبات لأن السياحة مصدراً هاماً من مصادر الدخل لكثير من الدول التى لا تحظي بمثل ما لدينا من عناصر؛ يمكن أن تكون عوامل جذب مغرية للزائرين للمملكة العربية السعودية.
"إن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة"، كما يقول المثل الصينى القديم، وعلينا أن نخطوها حتي نصل، إن شاء الله، إلي نهايته.
alsowayegh@yahoo.com
P.O.Box 44195 Jeddah 21581
Fax. (02) 256-5148