كيف أثرت الأزمة المالية العالمية على أثرياء سويسرا؟

الناقل : elmasry | المصدر : www.ecoworld-mag.com

كيف أثرت الأزمة المالية العالمية على أثرياء سويسرا؟
 
دولارات
دولارات
لطالما ارتبط اسم سويسرا بالبنوك الشهيرة في العالم التي تضمن أموال المليارديرات من شتى أنحاء العالم. واكتسب النظام المالي السويسري مصداقية كبيرة مما رسخ سمعة لدى أصحاب المال الساعين لحفظ أموالهم خشية أي تقلبات اقتصادية أو سياسية. وفي هذا السياق، كثيراً ما عجت الصحف والمجلات بأسماء سياسيين كبار، خصوصاً من العالم الثالث، الذين وضعوا أموالهم في بنوك سويسرا المحصنة ضد أي ثغرات. ومؤخراً عاد الحديث عن بنوك سويسرا إلى السطح بفعل الأزمة المالية العالمية التي أثرت على أموال الأثرياء الكبار في بنوك سويسرا.
وطبقاً لمجلة «بيلان» المالية السويسرية، التي تقوم بإحصاء ثروات الأغنياء في البلاد في نهاية كل عام، فقد خسر أكبر 300 ثري في سويسرا، نصفهم مِن الأجانب مِمن يقيمون في البلاد، 70 مليار فرنك سويسري (58.5 مليار دولار أمريكي) جراء الأزمة المالية العالمية. لكن على الرغم مِن ذلك، فإن مجموع ثرواتهم يبلغ حالياً 459 مليار دولار أمريكي. وكمعدل متوسط، فإنَّ كل واحد منهم يملك 1.53 مليار فرنك سويسري.
وطبقاً للمجلة، فإنَّ الذين وضعوا ثرواتهم في البورصة كانوا الأكثر خسارة، وإن عشرة أثرياء مِن بين 300 ثري خسروا 28.5 مليار فرنك سويسري، وإنَّ الأثرياء العرب الذين يقيمون في سويسرا كانوا أكثر حصانةً مِن نظرائهم الأجانب في مواجهة الأزمة المالية العالمية.
قائمة الأثرياء السنوية

أظهرت القائمة السنوية لأثرياء سويسرا أنَّ مؤسس شركة إيكيا السويدية للأثاث، إنكفار كامبارد (82 عاماً)، قد تربَّع للعام السابع على التوالي على أكبر كمية مِن الأموال في نادي الأثرياء السويسري بثروة تُقدَّر بين 35 إلى 36 مليار فرنك سويسري. وثروة كامبارد هذه تسمح له بأن يحتل المرتبة السابعة في قائمة أغنى أغنياء العالم. ويشتهر كامبارد باقتصاده في النفقات حيث لا يستخدم طباخاً ولا خادماً، وهو يُعد الطعام له ولزوجته بنفسه، ويقود سيارته ال?ول?و مودل طراز 1991م. ويفتخر كامبارد على الدوام بأنه يملك ما يُعرف باسم «بطاقة النقاط المُتراكمة» حيث تتيح له البطاقة جمع النقاط على كل مادة يشتريها ليحصل في آخر الأمر على فرنك سويسري واحد (80 سنتاً أمريكياً) مِن كل مئة فرنك سويسري ينفقها على مُشترياته.
وجاءت عائلتا هوفمان وأويري، اللتان تملكان ما بين 16 و17 مليار فرنك سويسري مِن استحواذهما على نسبة 50.01% مِن أسهم شركة روش للصناعات الدوائية، في المرتبة الثانية مِن هذه القائمة المُغلقة، لكن هاتين العائلتين خسرتا نحو ملياري فرنك سويسري خلال 2008م الماضي.
وجاءت عائلة بيننكميار، صاحبة شركة (C&A) للملابس، في المرتبة الثالثة بثروة بلغت ما بين 12 و13 مليار فرنك سويسري.
واحتل الثري الروسي، تايكون ?يكتور فيكسيلبيرك، الذي ينشط في صناعة المعادن وتجارة البترول والألمنيوم، المرتبة الرابعة بثروة تُقدَّر بين 12 و13 مليار فرنك سويسري. غير أنه كان أيضاً مِن بين أكثر المُتضررين بالأزمة المالية حيث خسر 3 مليارات فرنك سويسري.
عائلة بيرتاديلي

وجاءت عائلة بيرتاديلي في المركز الخامس بثروة تُقدَّر بين 10 إلى 11 مليار دولار أمريكي. لكن هذه العائلة خسرت ثروة تُقدَّر بنحو 4 مليارات دولار أمريكي خلال عام واحد.
وكانت عائلة لاتسيس، اليونانية الأصل والنشطة في القطاع المصرفي، الأكثر تضرراً في انهيار الأسواق المالية العالمية، فقد شاهدت هذه العائلة أكثر مِن 4 مليارات فرنك سويسري مِن ثروتها تتبخر. لكن على الرغم مِن ذلك فقد حافظت على المركز السادس بثروة تُقدَّر بين 9 إلى 10 مليارات فرنك سويسري.
المراتب العشر الأولى

وكانت هناك تغييرات طفيفة في المراتب العشر الأولى لأغنى الأغنياء في سويسرا. لكن الأثرياء العشرة الأوائل خسروا ما مجموعه 28.5 مليار فرنك سويسري خلال عام 2008م الماضي نتيجة للأزمة المالية العالمية، أساساً.
ومِن بين أكثر المُتضررين بالأزمة المالية، يوهان روبير، صاحب مؤسسة ريجموند لصناعة الساعات الثمينة، الذي خسر 3 مليارات فرنك سويسري (60% مِن ثروته)، ولورانس هويل، صاحب مصرف خاص، الذي خسر 500 مليون فرنك سويسري (56% مِن ثروته)، والمصرفي رينيه مارك فريه الذي خسر 800 مليون فرنك سويسري(53% مِن ثروته)، وأوتو بيشايم، صاحب عدة مؤسسات للصناعات التقنية، الذي خسر 3 مليارات فرنك سويسري (50% مِن ثروته)، وبول چورچ ديسباتور، صاحب عدة مصانع للنسيج، الذي خسر 1.5 مليار فرنك سويسري (50% مِن ثروته).
ويوجد في قائمة الأثرياء أيضاً الأمير هانز آدم، أمير دولة ليخنشتاين الصغيرة، الواقعة بين النمسا وسويسرا، بثروة تُقدَّر بين 9 إلى 10 مليارات فرنك سويسري، وعائلة بيجو الفرنسية لصناعة السيارات (بين 5 إلى 6 مليارات فرنك سويسري)، والأمير كريم أغا خان، بثروة تُقدَّر بين 2 إلى 3 مليارات فرنك سويسري، وعائلة نيكولا حايك، صاحب ساعات سواتش، بثروة بين 2 إلى 3 مليارات فرنك سويسري. وإمبراطور الصحافة السويسرية، فيليب هيرسانت، بثروة بين 1 إلى 1.5 مليار فرنك سويسري، ومربي وتاجر الخيول الأيرلندي، جون ماكنير، بثروة تصل إلى 1.5 مليار، والبطل السابق في سباق سيارات فورميولا 1، مايكل شوماخر، الذي ما زال يحتل مرتبة جيدة بين الأثرياء بثروة تُقدَّر بين 800 و900 مليون فرنك سويسري.
وزير سابق ولاعب تنس

ومِن بين السياسيين الذين ظهروا في القائمة، وزير العدل السابق وزعيم حزب الشعب اليميني، كريستوفر بلوخر بثروة بين 2 إلى 3 مليارات فرنك سويسري.
وكان لاعب التنس السويسري، روجر فيدرير (27 عاماً)، مِن بين 18 شخصاً دخلوا هذا العام لأول مرة في قائمة الأثرياء الثلاثمئة بثروة تُقدَّر بين 100 و200 مليون فرنك سويسري. وجاءت ثروة فيدرير مِن لعب كرة التنس (نحو 54 مليون فرنك سويسري خلال عشر سنوات) وعقوده في الإعلانات (واحدة منها مع شركة نايك للملابس الرياضية بـ 130 مليون فرنك سويسري) لمدة ثماني سنوات، ومِن الألعاب الاستعراضية (مليون دولار أمريكي للمباراة الواحدة).
ودخل أيضاً مع فيدرير ومثله في الثروة، الرئيس الحالي لمؤسسة نو?ارتيس للصناعات الدوائية، دانيال فاسيلا، والحلاق چان لوي دي?يد، والمغنية نانا موسكوري، والرئيس السابق لمصرف UBS، مارسل أوسبل، الذي كان يتقاضى راتباً سنوياً قدره 24 مليون فرنك سويسري قبل أن يتم إبعاده عن المصرف في شهر أبريل 2008م الماضي بعد تحميله مسؤولية إلحاق خسارة مالية بـ UBS قُدِّرت بـ 45 مليار فرنك سويسري نتيجة لأزمة الرهن العقاري الأمريكي.
لكن الروسي، جينادي تيميجينكو، الذي يُدير مؤسسة كون?ور Gunvor وهي ثالث أكبر شركة للتجارة في مجال البترول في العالم، كان مِن أقوى الداخلين لقائمة الثلاثمئة بثروة تُقدَّر بين 3 إلى 4 مليارات فرنك سويسري.
الأثرياء العرب

بالمقابل فقد بقي عدد الأثرياء العرب ثابتاً في عام 2008م مقارنة مع عام 2007م، وهم كالتالي:
رجل الأعمال السعودي، محمد الخريجي، بثروة تقدر بنحو 1.5 و2.0 مليار فرنك سويسري (الرقم نفسه خلال 2007م). وتستند ثروة الخريجي على مؤسسته (كلوبال هوتيلز ريزورتس Global Hotels & Resorts) المتخصصة في الفندقة. وتهيمن شركته (تيارا Tiara) على مؤسسات فندقية شهيرة مثل (ليه بارك أتلانتك دو بورتو أيه ليسبون) و(ميرامار بيتش هوتيل) بمدينة كان، و(مون رويال) في بلدة شانتي بضواحي باريس، و(إستوريا) في العاصمة بروكسل. وينشط محمد الخريجي أيضاً في مجال العقارات، وتجارة التجزئة، والمصارف.
رجل الأعمال السعودي، عبدالعزيز السليمان، بثروة تقدر بنحو 4.3 مليارات فرنك سويسري. وينشط عبد العزيز السليمان عبر مؤسسته (رولاكو Rolaco) التي أسسها عام 1968م، وهي جزء مِن مؤسسة أمّ مقرها في المملكة العربية السعودية. وتتركز أعمال السليمان في البناء، والنقل، والطاقة.
وقد ترك السليمان سويسرا عام 2003م ليقيم في لبنان، لكنه مازال يرأس مجلس إدارة الفرع السويسري لشركة رولاكو القابضة التي تُدير فندق إنتركونتننتال، أحد أكبر فنادق چني? .
رجل الأعمال المصري، هشام نشرتي، بثروة تتراوح بين 600 و700 مليون فرنك سويسري. ويستثمر النشرتي بشكل خاص في ميداني الفندقة والعقار، وقد أعلن خلال العام الحالي أنه راضٍ تماماً على النتائج التي حققتها نشاطاته التجارية. وفي عام 2007م، تخلى النشرتي عن فندقه ريكس القريب مِن مطار چني? بسعر ملائم حسبما أعلن هو نفسه.
عائلة معوَّض اللبنانية، بثروة تقدر بنحو 1.0 و1.5 مليار فرنك سويسري (الرقم نفسه خلال 2007م). ويرأس روبرت معوض، وهو مِن أبناء الجيل الثالث لهذه العائلة اللبنانية منذ إقامتها في سويسرا، مجموعة معوض التي تم تأسيسها في چني? عام 1890م للاستثمار في مجال الماس والمجوهرات.
ويقوم هو وأبناؤه الثلاثة الذين ينتمون للجيل الرابع (آلان، فرد، وباسكال) بإدارة المجموعة التي دخلت مؤخراً مجال الفندقة. وقد اشترت مجموعة معوض في عام 2008م المبنى القديم لمصرف HSBC المُطل على بحيرة چني? لتحويله إلى فندق في غضون خمس سنوات. وتملك عائلة معوض 12 مِن أكبر 20 ماسة في العالم، و5 مراكز لصقل الماس، و35 مخزناً لبيع المجوهرات، و4000 وسيط ووكيل مبيعات. وانتهت العائلة مؤخراً مِن افتتاح متجر جديد للمجوهرات والساعات الثمينة بمساحة 150 متراً مربعاً في فندق كومبنسكي (هلتون سابقاً).
عائلة عجَّة السورية، بثروة تقدر بنحو 1.0 و1.5 مليار فرنك سويسري (الرقم نفسه خلال عام 2007م). وتملك عائلة عجَّة (الإخوة منصور، عبد العزيز، وكريم) شركة مقرها في چني? تدير أسطولاً مِن الطائرات، وهي تستثمر في كل ما يتعلق بمجال الطيران. وتختص الشركة الثانية لهذه العائلة في العقارات والتقنية الحديثة. وتستثمر عائلة عجَّة أيضاً في سباق فورميولا -1.
رجل الأعمال اللبناني، بهاء رفيق الحريري، بثروة تتراوح بين 3 و4 مليارات فرنك سويسري (الرقم نفسه خلال 2007م). بدأ بهاء، الابن البِكر لرئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، نشاطاته التجارية في ميدان تجارة الأعمال مع والده في المملكة العربية السعودية. بعد تخرجه في جامعة بوسطن، عمل لصالح مجموعة أوجيه السعودية في مجال البناء، لكنه ترك المؤسسة لأشقائه الأربعة ليؤسس في چني? شركة خاصة به هي هورايزون Horizon. وتقوم مؤسسته حالياً ببناء مشروع سياحي ضخم في الأردن بتكلفة 5 مليارات دولار أمريكي.
ويرأس بهاء رفيق الحريري أيضاً مؤسسة Exceedactive المتخصصة في تقديم الاستشارة للمؤسسات في مجال المال والاستثمار.
تغيرات جذرية

وفي عام 1989م كان المئة الأوائل الأكثر غنى في سويسرا يملكون ما مجموعه 68 مليار فرنك سويسري. أما الآن فالمئة الأكثر غنى يملكون 368 مليار فرنك سويسري، أي تضاعفت ثرواتهم بمقدار 5.6 % في غضون 19 عاماً.
وفي عام 2008م يملك الثلاثة الأكثر غنى في القائمة ثروة تُعادل ما كان يملكها المئة الأوائل الأكثر غنى قبل 19 عاماً. ومِن بين الثلاثمئة الأكثر غنى، يملك 113 منهم ثروة تبلغ مليار فرنك سويسري فأكثر، وبالمجموع العام فإن 10% مِن مليارديرات العالم يسكنون في سويسرا.
المصدر: مجلة «بيلان» المالية السويسرية.