كبت المشاعر

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : داليا رشوان | المصدر : www.alameron.com

دخل رجل سيارته فوجد فيها رائحة كريهة تزداد يوما بعد يوم، فبحث عن السبب حتى وجد أن ابنه نسي عبوة لبن تحت أحد المقاعد، ثم خرقت فانسكب اللبن على فرش السيارة وظل يختمر حتى ظهرت رائحته الكريهة بوضوح. فأحضر هو وابنه قطعة من القماش المبلل مع مسحوق صابون وبعض الروائح المعطرة ليتغلبوا بها على هذا الموقف، وفعلا تبدلت الرائحة لمدة يوم واحد ثم اختلطت رائحة اللبن الفاسد مع رائحة المعطر وصارت هذه الرائحة المركبة أفظع مما كانت.

هذا هو نفس الأسلوب الذي يتبعه معظم الناس حتى يختلقوا حلولا قصيرة المدى للمساعدة في بناء علاقاتهم وبذلك يضعون قناعا على المشكلة الحقيقية ويصلون إلى نتيجة أسوأ.

حين لا نكون منفتحين وصرحاء فنحن بذلك نغطي مشاعرنا الحقيقية ونخفي ما هو مهم بالنسبة لنا ولكن الحقيقة دائما ما تظهر إن آجلا أو عاجلا لكن المشكلة أنها غالبا ما تظهر في صورة أسوأ بمراحل من ما كانت ستصبح عليه لو كنا صرحاء من البداية.

وأحيانا ما يقوم الشخص بذلك إرضاءا للآخر بمحاولة عدم إظهار إستياءه من شئ أو موقف أثر سلبيا في نفسه لمجرد البقاء في سلام معه وحين يسأله الآخر إذا كان هناك شئ خطأ يرد أن كل شئ على ما يرام، ولكنه فعليا ليس كذلك، وهذا الشخص يكبت استياءه وغضبه حتى ينفجر في وجه الآخر دون أن يعي الآخر أي سبب لذلك.

أما كان من الأجدى أن يحدث كل طرف بحقيقة ما بداخله من البداية حتى يصبح جميع الأطراف سعداء.

هذه بعض النصائح لمحاولة عدم كبت استياءك:

1- حين تشعر أن مشاعرك ستفيض لا تكبتها ولا تحبطها ولا تعتبرها غير مهمة. فالمشاعر سواء إيجابية أو سلبية هي المقياس الذي نراقبه لنعرف ماذا يحدث داخلنا الآن، ولنضبط المتغيرات التي من حولنا قياسا على مفهومنا للسعادة.

2- استمع لأحاسيسك وعبر عنها بطريقة يسمعها الآخرون إذا كانت تلك الأحاسيس مقبولة ومناسبة اجتماعيا (أي في حدود ما هو مشروع)، فإن تصريحك بها يساعدك على اكتشاف واقع مشاعرك هل هي ترسيب لعلاقات أخرى وهي ليست حقيقية أم أنها حقيقية ويحتاج الآخر لأن يعلمها حتى يغير من نفسه.

3- إذا كنت لا تشعر بأمان كافي في علاقتك بالآخر لتعبر له عن مشاعرك فهذه علامة منذرة على أن هناك بعض النقاط التي تشوب هذه العلاقة وتحتاج لأن يعاد النظر فيها، وقد تستطيع أن تقوم بذلك وحدك أو قد تحتاج إلى المساعدة.

أما إذا كان الأمان الجسدي شئ يؤخذ في الاعتبار إذن فهذه علامة أكبر أنك تحتاج لمساعدة خارجية حتى تتغلب على هذا الموقف.

حين تحاول أن تضع قناعا على مشاعرك الحقيقية أو تخبئ شئ ما من الآخر فأنت تحاول أن تتحكم في الموقف للحصول على قبول شخص ولكن هذه الحيلة غالبا لا تعمل لفترة طويلة، وهذه العملية تخفي تحتها تدهور في شعورك بقيمة ذاتك وخوفك من أن لا يقبلك الآخرون كما أنت