لت وعجن وخلاص

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : داليا رشوان | المصدر : www.alameron.com

 وما أدراك ما يقال في هذه التجمعات سواء في العمل أو في خارجه، فحين تجلس فيها لابد لك وأن تسمع شكوى من الأزواج كأنه أحد فروض اللقاء والذي بدونه لا تكتمل متعة السيدات حتى أنني في يوم سمعت احداهن تقول "تخيلوا كنت متضايقة ورجع جوزي من الشغل سابني أعيط وراح نام"
هذه أحد الشكاوى!!!

وفي رأيي سبب الشكوى (ولا اقصد سبب مشكلتها مع زوجها ولكن سبب التحدث بها) لا تخرج عن هذه الأسباب:

1- الخوف من الحسد (صدقوني ده أحد أهم الأسباب) حتى لا يحسدها أحد على حياتها الطيبة مع زوجها
2- عدم شعورها بالنعم التي أعطاها الله اياها في زوجها
وفي هذه النقطة أريد أن أركز على أن هناك زوجات تشتكي لحب الشكوى لا ترى في زوجها إلا عيوبه ولو كانت ميزاته أكبر بكثير، ولو نظرت حولها ورأت المآسي التي تعاني منها بعض الزوجات لحمدت الله على ما هي فيه ولتوقفت عن الحب المستميت للنقد دون هدف، ولو حولت نظرها قليلا لنفسها لوجدت أضعاف ما في زوجها من عيوب وتراه لا يتحدث عنها أبدا "كاتم في قلبه وساكت"
3- لم تتعلم كيف تصبر على الابتلاء
4- ليس لديها القدرة على اتخاذ قرار، فتريد من غيرها أخذه بالنيابة عنها
5- سلوكيات هدامة منها كشف اسرار الزوجية للجميع ببساطة واشراكهم في المشاكل وفي حلها
 

أما ما تتسبب فيه هذه الحوارات فجزء منها يتلخص في الآتي:

1- زوال النعمة في حالة عدم شكرها، كأن يكون الزوج لا عيب فيه وهي تفتري عليه فلا يبارك الله لها فيه جزاء عدم شكرها.
2- الشكوى إلى العباد وعدم الشكوى إلى الله لا يحل وإنما يزيد من مرارة الموقف لأن بطبيعة الحال سوف يكون رد فعل صحبة السيدات عدم التوسط بما يرضي الله وحثها على الصمود أمام زوجها وتحديه والحرص على كرامتها مع عدم قبول أي حلول وسط لأن من وجهة نظرهن أن الرضوخ لأوامر الزوج هو الاستسلام بعينه وهو ليس من البنود التي تشجعها حرية المرأة في الحياة المعاصرة.
ملحوظة: غالبا ما تجد النساء المتحمسات هم الأكثر رضوخا لأزواجهن لكن يقولن ذلك لصديقتهن لينتقمن من أزواجهن في صورة هذا الزوج المسكين، فيفرحن إذا انتصرت صديقتهن وكأن انتصارها هو انتصارهن على الذكور جميعا.
3- كل انسان وله ظروف وسمات شخصية خاصة به ولا يستطيع أي إنسان غيره اتخاذ قرارات مصيرية بالنيابة عنه فيها، وما الحياة التي تناسبني قد لا تناسب غيري وما يناسب غيري قد لا ينسبني، كما ان هناك اشياء لا يوجد فيها ما هو صحيح أو خاطئ بشكل مطلق للجميع ولكن صحته وخطأه يبرز من خلال حالة الزوجين وطبيعة الحياة التي يتشاركان فيها ودخول أطراف أخرى في هذه الخلافات لتحديد القرارات يؤدي إلى تبعيات مبالغ فيها لا تتفق مع أصل المشكلة ويترتب عليها أيضا اتخاذ قرارات خاطئة لا تناسب سوى الدخيل.
 4- هدم صورة زوجها أمام صديقاتها
5- كسر حاجز الحياء بين صديقتها وزوجها فهم أصبحوا يعرفون عنه أكثر من أقرب أهله له (وهذا له تبعيات وخيمة)          
6- أحيانا يكون في هذه الجلسات فتاة في سن الزواج وحين ترى الجميع يشتكين تشعر بالخوف الشديد من أي رجل يتقدم لها، وكم من فتيات رأيتهن بهذا التأثر فكنت آخذ الواحدة منهن بعيدا وأقول لها، لا تصدقي ما يقلن، لو قلتي لاحداهن فلتطلبي الطلاق لصاحت في وجهك دفاعا عن بيتها وزوجها الحبيب، ولتغيرت نبرتها في لحظة.