تأهيل مواردنا البشرية أمام العالمين والجهلاء

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : البيك السوري | المصدر : www.startimes2.com

د.توفيق السويلم

تأهيل مواردنا البشرية أمام العالمين والجهلاء

د.توفيق السويلم

 

موضوع تأهيل الموارد البشرية وتنميتها وتطويرها بالمملكة أصبحت إحدى الهواجس الرئيسية للجهات الرسمية والقطاع الخاص خاصة أن التأهيل مكلف ولكن الجهل أكلف وعلى الرغم من الجهود التي بذلت والفعاليات التي عقدت لمناقشة أهمية التدريب والتأهيل لكن مازال هناك هاجس من أن تلك الجهود وهذه الفعاليات لم تؤت ثمارها حتى الآن في الوقت الذي نجحت فيه بعض الدول في نهاية القرن الماضي كالصين وماليزيا والهند وتركيا في تهيئة مواردها البشرية لاستثمارها الاستثمار الأمثل .
لقد حظي قطاع التعليم والتدريب المهني في المملكة بعناية خاصة كونه ركيزة مهمة من الركائز التي يعتمد عليها في تحقيق التقدم ومواكبة التطورات العلمية والتقنية في العالم. ومع هذا فإن الوضع الحالي للعاملين من المواطنين السعوديين لا يتناسب مع التطور المستمر عالميا في التكنولوجيا التي تتطلب عاملا ماهرا مدربا تدريبا جيدا بالإضافة إلى أن التعليم العالي الأكاديمي في الجامعات والمعاهد السعودية لا يستوعب جميع الحاصلين على شهادة الثانوية العامة فعلى سبيل المثال في عام 2001 م كان عدد خريجي الثانوية العامة 221.000 طالب بينما الذين حصلوا على مقعد داخل الجامعة هم 113.000 طالب ومن المتوقع في عام 2020 م أن يبلغ عدد سكان المملكة حوالي 27 مليون نسمة وهذا يتطلب أماكن أكثر في الجامعات والتعليم العالي وهي غير كافية أيضا لذلك سيكون الاتجاه إلى التعليم الفني والتدريب المهني ...فهل هذه الأماكن قادرة على تخريج عمالة مدربة وماهرة؟!
إن الاقتصاديات المتقدمة تهتم اهتماماً واضحاً بتدريب وتأهيل مواردها البشرية لتستطيع التعامل مع المتغيرات التقنية الحديثة التي تشهد تطوراً واضحاً بل إن المجتمع في هذه الاقتصاديات يدرك أهمية التدريب واكتساب الخبرة في أي مجال يرغب الخريجون العمل فيه وفي هذا السياق يشير د . عمار بكار ـ في مقال له بجريدة الاقتصادية بعنوان : المتدربون ـ إلى أن التجربة العالمية أثبتت أن تعليم أي من التخصصات المختلفة لا يكون فقط من خلال كراسي الدراسة الأكاديمية أو التطبيقية بل يكون أيضاً من خلال المكثفة التي يمكن للمتدرب الحصول عليها بعد ممارسة العمل لأشهر في إحدى المؤسسات العاملة في هذا المجال ..نقل هذه التجربة للعالم العربي سواء في مجال الإعلام أو غيره يتطلب من جهة إيمان المؤسسة التعليم بأهمية التدريب العملي واستثمارها في اتفاقيات مع الشركات والمؤسسات الكبرى لضمان أماكن لطلابها ، كما يتطلب من جهة أخرى إيمان المؤسسة الإعلامية أو التجارية بقيمة التدريب.
لذلك إذا تحقق هذا الإيمان بأهمية التدريب على الرغم من أنه مكلف ولكن جهل الموارد البشرية أكلف ، فإن ذلك سوف يفتح العديد من فرص العمل أمام شبابنا في مجالات مختلفة خاصة مثل نجاح هيئة السوق المالية في طرح العديد من الشركات المساهمة وإقبال الناس على المساهمة فيها وكثرة عدد الأسهم المتداولة وسهولة التعامل في السوق المالية عن طريق نظام تداول مما ولد فرص عمل كبيرة ،ولا شك أن أسواق المال أصبحت محركا من محركات النمو الاقتصادي ولها دور بارز في تقليل البطالة وزيادة الإنتاج والمخرجات في القطاعات الاقتصادية المختلفة بالإضافة إلى الخطط الطموحة لتطوير الأسواق المالية كل هذا سوف يساهم بشكل واضح في فتح فرص عمل أمام الشباب والخريجين.