المرأة والوعي

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : خديجة عبدالخالق علي | المصدر : www.qudwa1.com

قضية المرأة :في ايامنا قضية عسيرة وشائكة بسبب معاناة المرأة من جوانب شتى

التخلف والجهل والمرض من جهة والارتكاس الفكري والاجتماعي وسلب للكرامة

والحقوق من جهة اخرى والانكى من كل ذلك البعد عن درب الاسلام وعن الرضا

بالله ورسوله بينما هي المعنية بتربية الاجيال وتهيئة الرجال للمستقبل واذا لم تكن

واعية قد تكون وبالا على المجتمع وتهوي به الى الحضيض لذا ولحساسية دورها

كان حقا علينا ان نبحث عن سبل تواجد المرأة الواعية التي يقع على عاتقها تربية

واعداد جيل واعي نابض بالحياة والنضج في جميع المجالات .

هذه المرأة التي يشعر الجميع دائما بضعفها وقلة امكاناتها وقدراتها العقلية والذهنية كيف لها ان تساهم في بناء المجتمع وتسير دفته الى بر الامان وهل حقا هي ضعيفة وقدراتها محدودة قياسا الى قدرات الرجل ؟

تبدأعملية التربية في الاسرة على اساس أن الولد افضل من البنت فتوفر له الاسرة والمجتمع كل سبل النجاح والقوة وتمنعها من البنت وهكذا يكون نصيب الاولاد من التعليم اعلى من نصيب البنات وبالتالي تكون فرصتهم في الترقي الاجتماعي والحصول على المناصب أعلى كما ان الحرية النسبية التي يتمتع بها الاولاد تكسبهم مهارات للتعامل مع العالم المحيط بعكس البنات بالطبع وكنتيجة لكل هذا تنشأ المرأة محرومة من الامكانيات وتضل ضعيفة مقارنة بالرجل فهل من العدل اذن ان نقول ان قدرات المرأة الذهنية والاجتماعية اقل من الرجل طبعا لا والدليل الذي يؤكد ذلك انه مع حصول المرأة على التعليم والفرص الاجتماعية الاخرى استطاعت ان تثبت ذاتها وقدراتها على النجاح والابداع في كافة المجالات اذن لو ارسلنا البنات الى المدارس واتحنا لهم فرصة لتغير الوضع واصبحن مثل الرجال اذن الاختلاف ليس بسبب الجنس ولكن بسبب عوامل اجتماعية صنعها البشر ويمكن تغييرها .

البيت هو ميدان المرأة التي يجب ان تكون داعية معاصرة واعية فيه وهي لن تصل الى درجة من الوعي المطلوب اذا ما سدت في وجهها طرق التثقيف وحيل بينها وبين منابع الثقافة والتكوين ولا يمكن لنا ان نحسن عملية البناء الثقافي اذا ما استمرت حالة المرأة هكذا لذا وجود المرأة الواعية يحتاج الى عزيمة وجد وصدق وهكذا لابد من التضحية ..... التضحية التي يقدمها الرجل والمرأة معا لايجاد النواة الاولى الواعية في كل مكان واقول لابد من التضحية والجد لان البنت أو الطفلة الصغيرة لايمكن ان تتحول الى امرأة واعية ناضجة وصالحة مالم تتهيأ نفسيا وفكريا وسلوكيا وعمليا وهذه التهيئة بجميع جوانبها لا يمكن ان تتم في اسرة لازالت تتشائم من ولادة الانثى ومن ثم لا تعيرها الاهتمام اللائق بها وهي دون اخيها في كل ضروب المعاملة والتربية وهكذا قد تحرم من ابسط الحقوق الممنوحة للذكر وهي حق التعليم وهي وان ذهبت للتعلم فأن عليها واجبات وعمل البيت وهناك ايحاء عام لها بأن الاهم لها ولمستقبلها ان تتعلم فنون الطبخ والتربية وعمل البيت ولايهم بعد ذلك ان ترسب في المدرسة أو ان تتركها نهائيا لان مصيرها الزواج وهكذا وحتى في مسألة الزواج ايضا .......لابد من التضحية لحماية البنت من براثن الجاهلية ولتوفير الحياة الزوجية الصحيحة والاسرة الصادقة التي تحيا بالاسلام وله .... عندما يتنازل الاب عن كل المطالب الا المطلب الاسمى في الرجل المسلم الذي يرضى عن دينه وخلقه والذي يحرص على بناء الاسرة المسلمة .... وهكذا لا بد من التضحية بالمال والراحة والوقت ليهىء الرجل للزوجة سبل الاستمرار في التوعية للمشاركة في بناء المجتمع , فكم من زوج منع زوجته بعد الزواج من اكمال دراستها او من المشاركة في عمل سياسي او دعوي او وظيفي فاذا استطاعت المرأة ان تنظر الى الامور نظرة شمولية وبشكل يتوافق مع التصور الاسلامي فانها تزداد وعيا بهذه الحياة وفهما للاشياء ولاستطاعت ان تتعرف على مسؤوليتها الحقيقية في بناء المجتمع وترتيب اولويات ومهمات حياتها لانها تعمق وعيها وتفتح بصيرتها وتتعامل مع المجتمع بشكل ايجابي فتدعو بسلوكها وقولها وتحقق التغيير في المجتمع عن طريق السلوك والفكر.

هذه الصورة ستحدد للمرأة عامة والمسلمة خاصة دورها وواجبها فتفهم مشكلات العصر وتتعامل مع الواقع من منطلق اسلامي واضح وصحيح ويسير لها ان تسمو في النواحي المادية والعقلية والروحية الى مدارج العز والرقي التي يستطيع ان يبلغها الرجل في الدين والدنيا وليس كونها امرأة ليحول بينها وبين تبوئها أي مرتبة من مراتب الشرف وذلك لان الذكورة والانوثة عند الاسلام من الاجزاء اللازمة للانسانية ولا فضيلة للذكورة ولا ذل في الانوثة وكما ان عز المراْة ورقيها ونجاحها ات تظل امراْة وتوضع في دائرة عملها الطبيعية ثم تمنح حقوقها كاملة وتشحذ مواهبها الكامنة بالتربية والتعليم ويفتح امامها سبل الرقي والنجاح .