حكم الصلاة بالأحذية في المساجد المفروشة

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : ابن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

ما حكم الذي يدخل المسجد ويصلي وهو لابس حذاءه، ويتقدم أحياناً إلى الصف الأول، مع العلم من أن المساجد اليوم ولله الحمد مفروشة بأحسن الفرش، وفوق هذا يحدث أذى للمصلين أثناء السجود، بحيث يكون ظهر حذائه، في وجه من خلفه؟


هذا فيه تفصيل، إذا كانت الحذاء نظيفة وسليمة ليس فيها شيء يؤذي المصلين ولا يؤذي الفرش فلا حرج في ذلك وصلاته صحيحة، ــ النبي - صلى الله عليه وسلم-في ذلك، ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-أنه صلى في نعليه عليه الصلاة والسلام، وقال للصحابة لما خلع نعليه ذات يوم من أجل أذى فيهما خلع الناس نعالهم فلما سلم من صلاته سألهم قال: ما لكم خلعتم نعالكم؟ قالوا: رأيناك يا رسول الله خلعت نعليك، فخلنا نعالنا، فقال - صلى الله عليه وسلم- إن جبريل أتاني فأخبرني أن بهما أذى، وفي لفظ قذراً، فخلعتهما فإذا أتى أحدكم المسجد فلينظر فإن رأى عليهما أذى فليمسحه ثم يصلي فيهما، هكذا جاء عنه عليه الصلاة والسلام، فأمر بالصلاة فيهما وصلى هو فيهما أيضاً، هذا كله إذا كانت نظيفة سليمة ليس فيها علة، أما إن كانت قذرة فإنه لا يصلى فيهما، ولهذا خلع النبي نعليه لما كان فيهما قذراً، إذا كانت فيها نجاسة أو فيها شيء يؤدي الفرش من أنواع الطين أو النجاسة أو أشبهه مما يؤذي فإنه لا يصلي فيهما ولا يدخل فيهما المسجد بل يجعلهما في مكان عند باب المسجد أو في مكان آخر حتى لا يؤذي المسجد وأهله وحتى لا يقذر عليهم موضع صلاتهم، ولا سيما بعد الفرش فإنه لما جاءت الفرش استأثرت بكل شيء، فالأولى بالمؤمن أن يحافظ عليه في أي مكان حتى يمشي في المسجد دون نعلين حتى لا يؤذي أحداً لا بغبار ولا غيره. بعض الناس يا سماحة الشيخ يقول: أنا أحافظ وأحيي السنة بالصلاة في نعلين، بالرغم من وجود الفرش؟ ولو، السنة أن تحييها بالكلام والبيان أن هذا فعله النبي - صلى الله عليه وسلم- وأنه لا حرج فيه، لكن بعض الناس أو أكثر الناس لا يبالي ولا يتحفظ من نعليه، بل يدخل المسجد ولا يبالي، فإذا سمح لهؤلاء بالدخول في المسجد تجمعت القاذورات والأذى في الفرش، وتمنع بعض الناس من الصلاة في المساجد من أجل هذا فهو يجني على المصلين ويؤذيهم بما يتقذرون منه، وهو إنما جاء للخير وقصد الخير وفعل السنة، فالسنة في هذه الحال ألا يؤذي المصلين وألا يقذر عليهم مسجدهم، هذا هو الذي ينبغي للمؤمن ولا شك أن الفرش تتأثر بكل شيء قد يكون فيه تراب، قد يكون فيه طين، قد يكون فيه أشياء تعلق عليها من خرق أو أسلاك أو ما أشبه ذلك فينبغي للمؤمن في هذه الحال أنه يخلعها خارجاً عند الباب، ويصلي مكشوف القدمين حتى لا يؤذي الفرش ولا يؤذي المصلين بشيء، هذا هو الأفضل وهو مقتضى القواعد الشرعية، أما بدون فراش إذا صلى في نعليه فهو أفضل، إذا كانت نظيفة سليمة ما فيها علة.