مدن متاخمة تقتات على التهريب

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : دلوعة | المصدر : www.startimes2.com

 

شبكة النبأ: هو حالهم في كل انحاء الارض هويتهم مشتركة مزيج من التداخل والتناسج، لغتهم موزعة مابين شرق أرضهم وغربها، انهم يقطنون الحدود ويعيشون بين دولتين، فهم يتقاسمون لقمة العيش كما يتقاسمون هذه الحدود.

فالمدن المغربية مثلا، التي تكون رقعتها الجغرافية مزيجا من الأرضي الأسبانية والمغربية معا، يعيش سكانها على تهريب السلع والمواد من وإلى الدولتين وحسب متطلبات السوق كما هو الحال لدى جميع المدن المتاخمة لدولتين. (شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تعرض لقراءها الكرام حياة السكان المحلية في مدينة سبتة المغربية الأسبانية وطريقة جمعهم لقوتهم:

التهريب مصدر عيش ومعاناة في نفس الوقت

يوم آخر من السب والضرب والتنكيل ينتظر فاطمة المسنّة، على الحدود بين سبتة الواقعة في أقصى شمال المغرب حيث اعتادت منذ أكثر من أربعين سنة على تهريب بضائع معيشية بين الحدود المغربية الأسبانية للمتاجرة وربح بضع دريهمات لإعالة نفسها وأسرتها.

وتقول فاطمة الزغارية والتي تقدر عمرها بنحو 70 سنة وقد تحالف الزمن والسلع التي دأبت على حملها على ظهرها على تحديب هذا الأخير: منذ نحو 45 سنة وأنا أشتغل في التهريب ولم استفد شيئا.. مرة يحتجزون سلعتي ومرة أضرب وينكل بي وحتى عندما ادفع رشوة أضرب وأشتم.

وتقول أنها تربح 100 درهم (نحو 13 دولارا) في المرة في أحسن الأحوال تدفع ما بين 30 الى 40 درهما رشوة الرشوة هنا شئ عادي لا يخفى على أحد ندفع رشاوى لنتمكن من العبور بسلعنا.

ويطالب المغرب بضم مدينتي سبتة ومليلية اللتان تقعان على ترابه في حين تعتبرهما أسبانيا امتداد حدودها في شمال أفريقيا.

وتستفيد المدينة اقتصاديا من هذه التجارة خاصة وأنها لا تتوفر على أنشطة اقتصادية هامة كالسياحة أو الصناعة بينما يقول المغرب أن تجارة التهريب التي تنشط على الحدود بين سبتة ومليلية اللتين تسيطر عليهما أسبانيا وعلى الحدود مع الجزائر في الشرق تكلفه خسائر تقدر بنحو 1.75 مليار درهم (227 مليون دولار) سنويا.

ويقول جمركي مغربي: نحن نغض الطرف في كثير من الأحيان عن المهربين الصغار لأنهم فقراء جدا يعيشون من هذه التجارة لكن عندما يتعلق الأمر بعمليات تهريب كبيرة فإننا لا نتساهل مع ما يضر باقتصاد بلدنا. بحسب رويترز.

ويقول عبد القادر/32 سنة/ الذي يشتغل حمال سلع لمهرب لا يكلف نفسه مشقة التبضع: لا بديل لي عن هذا الشغل عندي طفلان وزوجتي عاطلة ماذا سأشتغل أبيع أكياس البلاستيك أم أتاجر في المخدرات ..ليس هناك مصانع في تطوان ولا مستواي الدراسي يؤهلني لأحصل على وظيفة محترمة.

وتطالب عدد من جمعيات المجتمع المدني المغربية بتنمية منطقة الشمال المغربي اقتصاديا لمساعدة العائلات الفقيرة على التنمية بدلا من الاتجاه نحو تجارة التهريب والمخدرات التي تنشط في المنطقة.

وتسمح السلطات الاسبانية فقط للمغاربة المقيمين في المناطق الشمالية القريبة من سبتة كتطوان ونواحيها بالدخول الى سبتة بينما يحتاج باقي المغاربة الى جواز سفر وتأشيرة للتمكن من الدخول.

لكن عدد المهربين تضاعف في السنوات الاخيرة وبدأ يتوجه حتى مغاربة من داخل المغرب الى سبتة لمزاولة هذا النشاط.

وعلى الرغم من أن المحلات التجارية في سبتة هي المستفيد الأول من هذه التجارة فان عددا من التجار باتوا يشتكون من المهربين المغاربة. ويقول عبد الله وهو تاجر أسباني من أصل مغربي: المهربون المغاربة يضايقوننا بسلعهم الرخيصة 99 في المئة منها سلع صينية غير ذات جودة وبحكم تزايد أعداد المهربين في الأعوام الأخيرة أصبحوا يسدون الطريق أمام الزبائن القادمين ليشتروا منا.

ويلقي الإمام أحمد اليزيد داخل مسجد محمد المبارك بسبتة باللوم في تجارة التهريب على المغاربة الذين تعودوا على الاشتغال لمدة ساعتين..فالذين يشتغلون في البناء والمهن اليدوية المتعبة هم في الغالب مغاربة من الداخل سكان تطوان والنواحي يفضلون عمل ساعتين ليبقوا مرتاحين طوال اليوم..هذه حقيقة.

ونفى لويس مورينو رئيس غرفة التجارة في سبتة وجود التهريب بين سبتة والمغرب قائلا:  التهريب لا يوجد في سبتة البضائع تباع بطريقة مشروعة وتدخل إلى المغرب بطريقة مشروعة حيث تراقبه السلطات المغربية.

وتحدثت تقارير صحفية مؤخرا عن عزم الحكومة الأسبانية إدخال مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين داخل الوحدة الجمركية الأوروبية بحيث ان أوروبا لا تعتبرهما مناطق حدودية مما سيخلدهما كمدينتين أسبانيتين.

وقالت صحيفة البايس الأسبانية الشهر الماضي أن السلطات المحلية في سبتة تريد أن تستبق الوضع المقبل في المدينة الذي سيترتب عن إلغاء الحدود والقيود الجمركية في المبادلات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي عام 2012.

ووقع المغرب والاتحاد الأوروبي اتفاق تبادل حر لرفع الحواجز الجمركية عن عدد من المواد وبدأ تطبيقه منذ سنوات مما سيكون له انعكاس سلبي على الوضع الاقتصادي والمالي في المدينة المحتلة التي يطالب المغرب باسترجاعها.

وتباينت مواقف سكان سبتة أنفسهم من هذا القرار بين من يرى في أن فرض الحدود الجمركية على المدينتين سيسبب مشكلات لاقتصاد سبتة ومن يرى فيها أن على سبتة أن تكون ذات صبغة أوروبية وأسبانية محضة.