محطــــــــــــــات انتظـــــــــار مميته

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : الغديـــــر | المصدر : forum.wahati.com

شــــــــــرعتُ نوافذ أمـــــــــــل .... اختزلتُ مشـــــاعر ألم ... ونبض مشــــــاعـــــــــــــــر نزفت ....

كل التعــــــــــــابير تصمد ...

حملت قلبي بيـــــــــــدي و مضيت ... لعل بوحـــــــــــــي ينطق .... دخلت هنــــاك.....

فسقطت دمعة أفسدت كل لقـــــــــــــــاء ....

هنــــاك رقدت تحاصرها المهدئات ... ترافقها المغذيـــــــــــــات ....اختفت ملامح كل جسد و لم يبق سوى عظام

رغم كل وجع تبتسم ...

رباه لا أقوى على الاقتراب ... شلت قدماي .. ضاقت بي الدنيــــــــــــــــــــــــــا

تهمس بوهن حرتوش اقتربي ... <<< لقبي الذي تطلقه علي عندما كنا نتمازح

وقع القلب و احتبست الصرخات ...

نظرت إلى عينيها الذابلتين ... احتضنتها و نبض قلبي يخفق ألما

شردتُ إلى تفاصيل حيـــــــــــــــــــاة حلوة كنا نعيشها ..

نتقاسمها ... نتبادلها .... في بيت جدي هنـــــاك رسمت خرائط الماضي ...

في يوم مضى الجميع رحل .. و بقي جدي و جدتي و حيدين فذهبت رغم صغري للعيش معهم و قضيت سنوات برفقتهم ..

كان يؤثرني على أبنائه وبناته ... اعتليت عرش حبه و ملكت قلبه .. كانت خالتي الكبرى عندما تأتي تكاد تجن ....

بدأت مشاعر الغيرة تحاصرها... شل تفكيرها و بدأت تنصب لي المكائد كي أقع في فخ اللوم و التوبيخ ..

وقعت في مصائد عديدة ..... و نلت من العقاب أشكالا و ألوانا ....

ما أروع تلك الأيــــــــــــــــــــام ! و مــــــــــــــا أنظف تلك القلوب رغم قساوتها أحيانا !

مرت كغيرها و ولت محملة بذكريات عدة ... انتقلت إلى بيتنا و كبرت و أصبح بيت جدي مولد مهد ماض ...

لم تتغير خالتي رغم كبرها و إنجابها الأطفال تحب مشاكستي و تغار من حب جدي لي ...

كثيــرا ما كنا نتضارب و قليلا ما نبتعد عن بعضنا ..

تزوجتُ و ابتعدت إلى أراض بعيدة ، عشت هناك وحيدة ، أشتاق لها و لتعليقاتها يوما بعد يوم ، قل الارتباط ،

و كثرت المسؤوليات و كلٌ ذهب في طريق حياته ...

مضت سنوات من العمر وغربتي في ازدياد ... و بعد شهور جاء اليوم الذي اعتقت فيه الرقاب و بدأنا في تجهيزات العودة

جاءني اتصال من خالتي كان مفاجئا لي قالت : متى العودة قلت : بعد أسبوعين

قالت : استعجلي يا بنت .

قلت لِـمَ ؟

قالت أريد وداعك !!!


لم أعيرُ تلك الكلمة اهتماما كبيرا فخالتي تحب المزاح .....

عدت إلى أرض الوطن ، الجميع حولي ... سألت أمي : أين أختك ؟

قالت : إنها هنــــاك ، لم أنتبه إليها فقد كانت ترتدي غطاء فوق رأسها ظننتها إحدى الخادمات ...

أتيت لها مسرعة و قلت لها : ما هذه التسريحات ؟؟؟

نظرت إلي و ابتسمت و قالت : الحمدلله أنني رأيتك ِ

و أن الله أمدني بالعمر كي أعانقكِ

انفجرت ضاحكة قلت يا عيني أصبحتِ رومانسية !

نظرت إلي فدمعت عينها و قالت : نعم تغيرت فالدنيا غيرتني

لم ترد أن تخبرني سبب تغيرها و بمرضها بوجعها بألمهــــا ففرحتها بقدومي تمنعها الكلام

بعد مدة قصيرة عرفت من أمي أنها مصابة بالسرطان في رأسها و أنها تعالجه منذ 6 شهور ...

صعقت !

لم يخبرني أحد و لم أكن أتوقع أبدا ... تذكرت كلماتها فأوجعني قلبي و مت حسرة ...




و الآن هاهي ترقد في سرير المرض بين الحياة و الموت و من تدهور إلى أخــــــــــــــــر

اللهم اشفها شفاء لا يغادر سقما اللهم متعها بالصحة و العافية و ردها إلينا ردا جميلا

اللهم اصبغ عليها الصبر و الأجـــــــــــــــــر ...

اللهم لا شفاء إلا شفـــــــــــــاؤك فاشفها أنت الشــــــــــــــافي ....

اللهم احفظ خالتي و صبرنا على افتقادهــــــــــــــــــا و لا تحرمنا وجودها في حياتنا ...
اللهم آميــــــــــــــــــــن ....



قد لا يكون للكلمــــات معنى و لكن يبقى للآهات عنوان ....

مـــــــــــا أقســــــــــــــــــــــى الانتظـــــــــــــار

حياه نشعر فيها بأن أحزاننا تعادل الملايين ، نشعر فيها بأن طموحاتنا قد انتهت لتعلن بداية ألم مميت ..

لو تقطعت كل السبـــــــــــــل و نفذت كل الآمـــــــــــــــــال ...

فالأمل بالله أقوى وتيـــــــــن و نعم بالله وحده ,,,


--------------------

The yearning painful