كـُـنـّــا .. أجمــــــل ...

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : قلب الأمة | المصدر : forum.wahati.com

حبيبة الروح .. يا أملي ..

هزني شوقي إليك ِ .. فسرت ُ بلا تردد أبحث عنك ِ في أعماق حسي و مشاعري ..


لم يطل بحثي .. فوجدتك ِ تنتظرين القدوم .. كما كنت أتلهف اللقاء ..


:

اصطبغت ُ لك ِ بكل ألوان الأزهار .. لأني أحببتك ِ فكنت ُ أراني زهرة ً حلوة لا مثيل لها

في بساتين روحك الفياضة بالنقاء .. و الحب الأوفى ..


زهوت ُ بأريج أنفاسي .. أتبختر في حنايا روحك .. منتشية بصوتك و حسك ..

أرنو منك ِ قربا ً .. همسا ً .. نغما ً .. حديثا ً يأسر كل كياني ..



في دروب حياتي ...

لمحت كل الوجوه ..

ألقوا علي ّ شباكهم ..

و ككل الأزهار الصغيرة الناعمة .. لم تسلم من مس شباكهم ..

فأبهرني نعومة نسجهم ..

فانسقت ُ خلفهم ... كأني أرقب عالمهم بمنظار مخترع ألعوبة صغيرة يلهو بأجزائها متفحصا ً خباياها ..

الوجل مني على مقربة .. لا يرحل .. و السذاجة كانت لي خير رفيق .. لا يحيد عني ..


للزهرة يا حبيبة الروح .. جـــــــــذور ... لم يرووها .. و لم يمسوها .. و لم يتأصلوا فيها ..

فكان النسيج متهالكًا ... طــار مع أول نسمة في الكون اجتاحتها ...



و بقيت بعض خيوطهم تلهو فوق بتلاتي الندية .. أتحين الخلاص منها لأرفع الرأس أرقب أسراب الطيور المهاجرة و الشمس المشرقة كي أستنشق نسائم الانتصار من أوهامهم ..


حبيبة الروح ...


كنت ِ لي القلب المشفق المُحب ..

نصحا ً أحببته منك ِ ..

روحا ً منك ِ لامست روحي و هزت كياني ..



كانت ليلتي معك ِ منهكة حين صارحتكِ بما كان مني في العهد القديم ..

و لعلي كنت مع موعد مرير لتحطيم صورة الزهرة الندية ..

بل .. موعد لتمزيق طراوة بتلاتها .. و تقاطر بقايا نداها .. !



أحببتك ِ كما لم أحب قط ..!

لم أعرف الحب الحق إلا برفقتك .. فارفقي بقلب .. لم يضم بين حناياه سواك ِ .. !


لم يكونوا يوما ً في مقامك .. و لن يكونوا .. و لن يكونوا ...



أرادوا طمس معالم حسي .. و أرادوا الوصول لنبض مشاعري ..

لكنهم لم يفلحوا ..


سذاجة مني حين أدنيتهم و لم يكن في الروح لهم أدنى منزلة .. !


لا أعلم .. أهي موجة غباء اجتاحتني ..؟

أهي روح ميتة لم تحيا بعد في وجداني ؟ !

أهي لعبة الطفلة التي أرادت اكتشاف خباياها ..؟ !

لست ُ أعلم تفسيرًا لتصرفي الأحمق معهم .. !



كل ما أعلمه .. أنك ِ يا حبيبة الروح .. روحي ..


و إن .. أبعدتنا الدروب .. و غربت من سمانا شمس الأصيل الدافئة التي لامست الجبين ..

ستبقى الزهرة لا تذكر إلا من سقاها بالعبير ..

و رواها بالندى العذب الأصيل ..


ستبقى الزهرة الصغيرة مدينة لك ِ بالكثير ..


حبك ِ الذي سكبتِه .. بل .. صببتِه على أوراقي صبًا .. لن يكون له مني إلا الوفاء و الذكر الجميل ...


كوني قاسية معي .. كما تشائين ..

أحرقيني .. مزقي بتلاتي ...

المهم .. أن يبقى أثرك ِ في طريقي لا يزول ..

و لأرمق ظلالك ِ حولي و لو بصمت ٍ منك ِ... و إن كانت معالم الصمت قاتلة !



يا حبيبة الروح ...

لئن ذبلت الزهرة يوما ً .. و لم تجدي في بئر وصالك الندى الذي يرويها ..

فلا أقل من أن تمرري الطرْف إليها .. و حذريها و لو من بعيد من كل الحاقدين

الذين أرادوا بها سوءًا .. و أزمعوا أن يسحقوها دهسًا بلا رحمة كشفقة قلبك النقي ..


لا تبتعدي كثيرا ..

فزهرتك تحيا في قفار الحياة دونك ِ ..


حبيبة الروح ...


إن شممت ِ يومًا رائحة غير معهودة من زهرتك .. فلا تولي الظهر دونها ..

بل .. تقدمي نحوها خطوة .. و سائليها .. لعلها كانت بحاجة لمن يحييها و كانت خجلى من البوح !


زهرتك .. لا تحيا إلا بفيض أرواح الأحبة الصادقين ..

فلئن تركتها في المعترك .. فمن بعد الله يعين ؟ ! من ؟



حبيبة الروح ...


إن أبت أنفاسك الاقتراب من زهرة اجتاحت أوراقها الآفات .. فلا تنسيها من هاطل دعواتك

لعلها ترفع الهامة في عين الشمس .. و تخاطبها بشموخ :

سأكون أرفع منك ِ و أكثر دفئًا .. و الحيــــــــاة مدرسة معلموها قساة ..

فلا يأبون لنا تقدمًا .. إلا بالامتحان .. قبل شــرح الدرس !




:


حبيبة الروح ... كوني كما عرفتك ِ

بالنقاء تحيا

و بالصفاء ترقى

و بالحب الأصيل .. تسمو .. و لغير الأصالة تأبى ..


:


حبيبة الروح ...


أتــذكرين .... كنــــــــا أجمـــــــــل ... و أرجو .. أن نبــقى ..


:


--------------------





رُبَّ صَوْتٍ مِنْ يَقِيْنْ ~ هَزَّ أَعْمَآقَ السُكُوْن !