تعقيب على فتوى

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : ابن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

تعقيب على فتوى نشرت في جريدة البلاد
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، إلى حضرة الأخ المكرم / سعادة رئيس تحرير (جريدة البلاد) - وفقه الله لكل خير . آمين - .
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
[1]
فقد جاء في
جريدة البلاد ، العدد : 11030 ، الصادر يوم الأحد : 20 ربيع الآخر سنة 1415هـ ، في صفحة روضة الإسلام 8 ، تحت عنوان فتاوى العلماء السؤال التالي مع جوابه المنسوب إليَّ ، وهو :
س : سمعت بعض المصلين أثناء قراءته القرآن في الصلاة يقطع القراءة
، ويدعو بأدعية مناسبة ؛ فيقول عند ذكر الجنة : اللهم إني أسألك الجنة ، وعند ذكر النار : اللهم أجرني من النار ، فهل ذلك جائز شرعاً ؟
ج : يسن لكل من قرأ في الصلاة أو غيرها
، إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله - تعالى- من فضله ، وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ به من النار . وإذا مر بآية تنزيه نزهه ، فقال : سبحانه وتعالى ، أو نحو ذلك . ويستحب لكل من قرأ : أليس الله بأحكم الحاكمين
[2] ، أن يقول : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ، وإذا قرأ :أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى[3] قال : بلى أشهد ، وإذا قرأ : فبأي حديث بعده يؤمنون[4] قال : آمنت بالله ، وإذا قرأ : فبأي آلاء ربكما تكذبان[5] قال : لا نكذب بشيء من آيات ربنا ، وإذا قال : سبح اسم ربك الأعلى[6] قال : سبحان ربي الأعلى .
ويستحب هذا للإمام والمأموم والمنفرد ؛ لأنه دعاء
؛ فهو مطلوب منهم كالتأمين ، وكذلك الحكم في القراءة في غير الصلاة . اهـ
ولا أدري من أين نقلتم هذا السؤال مع جوابه ، وقد سبق أن كتبنا لكم برقم
: 40/1 ، وتاريخ 6/1/1415هـ ، نستوضح عن المصدر الذي تأخذون منه هذه الفتاوى .
وهذا السؤال وجوابه فيه أشياء لست أفتي بها
... منها : -
 
ما يقال عند آخر قراءة سورة (التين)، وآخر سورة (المرسلات)؛ لأن الحديث في ذلك ضعيف .
ومنها ما ذكرتم أنه يقال عند قراءة : فبأي آلاء ربكما تكذبان، فإنه لم ينقل عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول ذلك عند قراءته هذه الآية في الصلاة أو غيرها .
وإنما المنقول عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه لما قرأ سورة الرحمن
على الصحابة – رضي الله عنهم – أخبرهم أن الجن كانوا يقولون لما قرأ عليهم هذه الآية : فبأي آلاء ربكما تكذبان ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد
[7] .
فأرجو الإفادة عن أي كتاب نقلتم عنه هذا السؤال وجوابه
؟ وأرجو أن ترسلوا إليَّ الأسئلة التي تحبون الجواب عنها ؛ حتى أجيب عنها – إن شاء الله - ولا أسمح لكم أن تنقلوا الجواب إلا من كتاب آذن لكم بالنقل منه ؛ حذراً من الأخطاء .
وفق الله الجميع لما يرضيه
، وأعاننا وإياكم على كل خير . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
صدرت من مكتب سماحته برقم : 1508/1 ، في 12/5/1415هـ .
[2] سورة التين ، الآية 8 .
[3] سورة القيامة ، الآية 40 .
[4] سورة الأعراف ، الآية 185 .
[5] سورة الرحمن ، الآية 13 .
[6] سورة الأعلى ، الآية 1 .
[7] أخرجه الترمذي في كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الرحمن ، برقم : 3213