حكم الصلاة على النبي في التشهد الأول

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : ابن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

قرأت في كتاب أن التشهد الأول إضافة إليه تقرأ معه الصلاة الإبراهيمية، معنى ذلك أن التشهد الأول والأخير لا يختلفان إلا في التعوذ من الأربع التي أمر بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- والدعاء. كذلك، قرأت لأحد العلماء الثقات -بإذن الله- أن عدم قول: (اللهم ص


أما في التشهد الأول فالأفضل أن يصليَ على النبي -صلى الله عليه وسلم- لعموم الأحاديث لما سئل -صلى الله عليه وسلم- قيل: يا رسول الله: أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟ وفي لفظٍ: في صلاتنا. قال : (قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آله محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. ثم قال: (والسلام كما عُلِّمتم) يعني في قوله: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. فهذا يدل على أنه مشروع في التشهدين، الأول والأخير، هذا هو الصواب، والأكثرون على أنه في الأخير فقط، الأكثر من أهل العلم على أنه في التشهد الأخير، ولكن الصواب أنه يستحب في التشهد الأول لعموم الأحاديث وعدم التفصيل. أما في التشهد الأخير فهو مشروع بلا شك، واختلف العلماء في وجوبه، فقال بعض أهل العلم إن الصلاة على النبي واجبة في التشهد الأخير، وقال بعضهم ركن، فينبغي أن يحافظ عليها المؤمن وأن لا يتركها، في التشهد الأخير، أما الدعاء فهذا مختص في التشهد الأخير؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو في التشهد الأخير -عليه الصلاة والسلام-. يقول أبو هريرة -رضي الله عنه-: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من التشهد الأخير استعاذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر .. الخ. فهذا يكون في الأخير: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال. هذا يكون في التشهد الأخير الذي قبل السلام. وهكذا بقية الدعاء، كونه يدعو الله : اللهم أعني على شكرك وذكرك وحسن عبادتك. هذا كذلك في التشهد الأخير، وهكذا غيره من الدعاء، اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا ولا يغفر الذنوب إلى أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم. أو يقول: اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين. أو اللهم أصلح قلبي وعملي، أو اللهم اغفر لي ولجميع المسلمين. الدعوات كلها تكون في التشهد الأخير قبل السلام. وإنما الخلاف في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-: هل يأتي بها في الأول أو ما يأتي بها. فالأكثرون على أنها تختص بالأخير، والصواب أنها تقال في الأول والأخير لأن الأحاديث عامة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.