ما تفسير الآية الكريمة بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : ابن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

يستفسر عن الآية الكريمة, ما تفسير الآية الكريمة: بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:81]؟


هذه للمشركين، يعني سيئات الشرك، وخطيئة الشرك والكفر، فهؤلاء هم المخلدون في النار. أما العاصي فهو تحت المشيئة؛ كالزاني والسارق إذا لم يستحل ذلك، والعاق لوالديه وشارب الخمر والمرابي هؤلاء تحت المشيئة؛ كما قال الله - سبحانه - في سورة النساء في موضعين من سورة النساء: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء (48) سورة النساء، فالشرك والكفر لا يغفر إذا مات عليه الإنسان، الشرك الأكبر، والكفر الأكبر، هذا لا يغفر، صاحبه مخلدٌ في النار، أما الشرك الأصغر والكفر الأصغر فهذا صاحبه على خطر، فإن رجحت حسناته سلم من دخول النار، وإذا عذب على ما قدر ما مات عليه من الشرك والشرك الأصغر والكفر الأصغر، وهكذا أصحاب المعاصي إن عفا الله عنهم وإلا عذبوا على قدر معاصيهم تعذيباً مؤقتاً، ثم يخرجهم الله من النار إلى جنته، إذا كانوا ماتوا على التوحيد والإسلام، لكن من مات وهو زاني مات وهو سارق مات وهو عاقٌ لوالديه، مات وهو يأكل الربا أو يشرب الخمر مات، هذا تحت المشيئة، بعضهم يعفو الله عنه وبعضهم يدخل النار، ويعذب في النار على قدر المعصية التي فعلها واستمر عليها، ثم يخرجه الله من النار بفضل رحمته جل وعلا، ولا يخلد في النار أبد الآباد إلى الكفار، الكفر الأكبر، والشرك الأكبر، هم الذين يخلدون في النار أبد الآباد، كما قال الله في حقهم: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) سورة البقرة، وقال في شأنهم سبحانه: يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (37) سورة المائدة، نسأل الله العافية. شكر الله لكم...