تفسير قوله تعالى الرجال قوامون

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : ابن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ(النساء: من الآية34)، وقال- سبحانه وتعالى- في آية أخرى: أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (الصافات:153), فأرجو توضيح الآيتين الكريمتين.


 

ليس بينهما تعارض هذه معنى وهذه معنى، الرجال قوامون على النساء مثلما بين الله في قوله: بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ, فالرجل له قوامة على المرأة؛ لأن الله فضله عليها فالرجال أفضل من النساء في الجملة، مع قطع النظر عن الأفراد، قد يكون بعض الأفراد غير ذلك، قد تكون بعض النساء أفضل من بعض الرجال، لكن جنس الرجال أفضل من جنس النساء, ولهذا جعل الله لهم القوامة على النساء, ثم أمر آخر وهو الإنفاق ما بذل لها من المال من الجهاز من المهر وتوابعه فصار له القوامة عليها بالأمرين بتفضيل الله له عليها, وبما بذل من المال. أما الآية الأخرى فهي إنكار، إنكار على المشركين حين قالوا إن الملائكة بنات الله، فأنكر عليهم نسبة الولد إلى الله- سبحانه وتعالى-, وأن يكون ولده أنثى الله -عز وجل- منـزه عن الولد كله الذكور والإناث جميعاً، قال- سبحانه وتعالى-: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (الإخلاص:4), والمشركون أثبتوا لله ولد، وجعلوا ولده أثنى فعتب الله عليهم وأنكر عليهم ذلك، ونزه نفسه عن هذا- سبحانه وتعالى-.