تفسير إنما النسيء زيادة في الكفر

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : ابن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

نرجو أن توضحوا لنا هذه الآية الكريمة: (( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَة فِي الْكُفْرِ...))[التوبة:37] الآية؟


 

مثل ما بين -جل وعلا- في الآية نفسها: قال: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا) (37) سورة التوبة. يعني من طريقة الكفرة أنهم يحرمون النسيء والنسيء محرم يجعلونه صفر، وصفر يجعلونه محرم، تارةً وتارة، فتارةً يكون يبقوا محرم محرماً وصفر حلاً، وتارةً يعكسون فيجعلون محرم صفر ويستحلونه، ويؤخرون محرم إلى صفر. يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً، وهذا من جهلهم وضلالهم وتبديلهم، ولهذا قال سبحانه: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ) (37) سورة التوبة. يقول الشهور أربعة: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة والمحرم. هذه أربعة، فإذا حرمنا صفر، وأحلينا صفر فالشهور أربعة، ما غيرنا إلا أنّا قدمنا وأخرنا، وهذا ضلال؛ لأنهم خالفوا شرع الله، شرع الله جعل محرم ما جعل صفر، فلهذا قال: (يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا). وجعله سبحانه زيادة في الكفر، يعني تغييرهم شرايع الله زيادة في الكفر. نسأل الله العافية. فالواجب بقاء الشهور على حالها محرمة، رجب وحده بين جمادى وشعبان، وثلاثة متوالية، ذو العقدة وذو الحجة والمحرم.هذا هو الواجب. أما أن يؤخر محرم إلى صفر، ويقدم صفر إلى محرم، هذا باطل، هذا من جهلهم وضلالهم.